كان شقيقان يبحثان عن مكان يستريحان فية من قيظ الحر واذا بهما يجدان جرة مليئة باوراق البردى في كهف بمنطقة حمرة دوم بمصر العليا ..
وبدل اخبار السلطات المحلية قرارا بيعها في سوق الاثريات ورقة ورقة..تفاديا من لفت انتباه السلطات!؟؟
وفي السنة التالية ولاسباب لم يسجلها التاريخ تخاصم الشقيقان قامت الوالدة بتسليم هذة المخطوطات الى كاهن قام بدوره ببيع احداها الى المتحف القبطي بالقاهرة وهناك سميت الاوراق بالاسم الذي لا تزال تحمله لليوم مخطوطات نجع حمادي !!
ادرك احد خبراء المتحف المؤرخ جان دوريس اهمية الاكتشاف وذكره للمرة الاولى في منشورة عام ١٩٤٨..
فجاة اخذت اوراق البردى تظهر بالسوق السوداء وسرعان ما ادركت حكومة الثورة الناصرية اهمية هذة الاوراق وعملت على جمعها وعدم اخراجها من البلاد جمعت المخطوطات الا واحدة استمر البحث عنها وجدت بمحل اثريات لتاجر بلجيكي وتم اعادتها الى المتحف الوطني بمصر..
واوراق البردى هذة هي عبارة عن ترجمات اغريقية لنصوص كانت قد كتبت في نهاية القرن الاول الميلادي ونهاية القرن ١٨٠ ميلادي.. وتشكل كتابات معروفة باسم الاناجيل ” الابو قراطية ” المشكوك بصحتها لانها لم يتضمنها الكتاب المقدس الانجيل. كما نعرفه اليوم وحول ما جاء فيها كتب الكاتب العالمي باولو كويلوا روايته ” نصوص وجدت بعكر ” يقوم من خلالها كاهن قبطي بالاجابة على تسألات الناس حول مختلف امورهم الحياتية الحب الحرب السلام الموت وحتى كل تفاصيل الحياة مجملة…..
هذة هي حقيقة مصر التي كانت تشكل نبع الحضارة الانسانية وعلى مدى الاف السنين من عمق الحضارة على وجه هذة الارض واستمر الحال من خلال محطات مشرقة متتالية من مصر بيبرس ومحمد علي وعرابي وسعد زغلول حتى اشراقة ثورة يوليو الخالدة بقيادة الرئيس الخالد جمال عبد الناصرة !!!
فكانت ثورة اعادت لمصر مجدها ومكانتها بين الامم ولشعب مصر وللامة العربية مجدها وكرامتها فهمت الثورة حقيقة مصر الحضارة وعمق التاريخ فاحدثت ثورة حقيقية على مجمل نواحي الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والحياتية اعادة قرأت التاريخ المصري والعربي والعالمي من جديد وفق رؤية اخرى مغايرة لما كان قبلها محدثة زلزالا على مختلف نواحي الحياة مثل بناء السد العالي تاميم قناة السويس الاصلاح الاراضي وتوزيعها على صغار الفلاحين وعلى الصعيد الثقافي بناء مؤسسات ثقافية كمؤسسة السينما والمسرح والابداع الادبي فحدثت ثورة للمفاهيم في مجال السينما والمسرح والاعلام..
وعلى الصعيد السياسي اصبحت مصر قائدة للامة العربية بالاظافة الى ريادة مؤسسة عدم الانحياز وتكوين صرح حضاري عالمي بقيادة ناصر ونهرو وتيتو وللاسف لم يكتمل مشروع النهضة بعد رحيل القائد جمال عبد الناصر وبدات مرحلة من الانهيار والتراجع عن الاسس الحقيقي التي وضعتها الثورة وها نحو نعيش فترة الانحدار السياسي والاقتصادي والاجتماعي انتهى دور مصر الريادي بالمرة فاصبحت مغيبة وغائبة عن الساحة العربية والعالمية بالاظافة الى تدهور وضع الاقتصاد بشكل مخيف ووصلت الدولة المصرية الى حافة الافلاس بعد اغرقت بمئات ميلياردات من الديون للبنك الدولي ولمختلف البنوك الراسمالية وقلبي يتقطع الما وحزنا على حال محمد وامثالة من خريجي الجامعات فهو يضطر للسفر لمسافة ١٨ ساعة من اسوان الى فندق طابا من اجل العمل وبأجر هو الحد الادنى من الادنى لخريج كلية الاقتصاد مقابل مئة دولار معاش شهري !؟؟؟
استكمال بناء سد النهضة الاثيوبي ومصر المسلحة باقوى جيش لم تحرك ساكنا هذا السد الذي يشكل تهديد وجودي لمصر هبة النيل وجعل النيل ومياه تتحكم بها ايدي غريبة من ورائها اجندة معادية لمصر وشعبها..!؟؟؟
المأساة رغم كل هذا التدهور العام على مختلف نواحي الحياة وعلى الاخص الطبقات الفقيرة وهي غالبية شعب مصر الا ان النظام لم يحرك ساكنا فعليا من اجل استعادة مصر لعزها ولدورها الريادي لان تاريخ مصر وعزها يرفض الذل والهوان وكما كان الاجداد الفراعنة وحراس الوطن ابناء ثورة ٢٣ يوليو الناصرية تبقى هناك بريقة امل وعندي ثقة بشعب مصر بان مسلسل الهوان والذل هذا لن يدوم طويلا ومارد الثورة قاب قوسين او ادنى حتى ترجع الى عزها وكرامتها لشعبها ولامتها ولكل احرار العالم