- ~~قصيدة أسميتها (غُصّةُ الدّهر) حيث ينعى الدَّهر ما ألمّ بعروبتنا~~
…………………………………………………………………….
شـابَ الـمحاقُ عـلى أحـداقه الـسُّهُدِ… تـكاملَ الـبدرُ فيها ساعة الكمد
يشكو ليوسُفَ ما أعماه من إضمٍ … يرجو القميص الذي في سالف الأبد
وحــالَ بـيـنهما مــوجُ الـعـتاةِ وذا … بـيـن الـكـظيمِ وبـيـن الـعُربِ كـالرَّمَدِ
تـثـاقل الـدمـعُ لـمـا مــسَّ شـائـبه … وبــات يـسـقي عـفاءَ الـخدِّ بـالبردِ
وأمـسـت الـعينُ حـرَّى مـن تـدفقهِ … والـكفُّ شـابهها إن كـفكفتهُ يـدي
فـغـمَّضَ الـجفنَ درءاً , بـتُّ أسـألُهُ … عـن حـاله وكـحال الـدهر لـم أجـدِ
ألـفى الـجوابَ بـصمتٍ صـم سـامعهُ … والـصمتُ يـثأرُ مـنه الدمعُ بالمدد
فـمـا أرى ألـمـاً قــد ذاقَ صـاحبُهُ … أشـدَّ مـن غـصةٍ فـي حـلق مـفتقد
قــد صــدَّع الـدهـرَ داءٌ لا دواء لــه … وظـل يـعجمُ عـرقَ الـساقِ والـزند
وآيـسـتهُ دمــاءٌ ســلَّ سـافِـكها … بـضعَ الـرُّكيعات تُـكمي عـورة الـجُحُدِ
سـود الـعمائمِ فـازورَّت حُـشاشَتُها … كـالرمحِ مـن منشَبٍ للريحِ في أوَدِ
وأطـبَـقَت لُـغـدَ حــرانٍ مـشـاربُهُ … يـظمي الـفراتُ ويُـذكي لـوعة الـكبد
وربَّ والـــدةٍ ثــكـلاءَ والِــدُهـا … يـنـعـى الـولـيـدَ ويـنـعـى والِـــدَ الــوَلَـدِ
تـصـيحُ مــن هـمـها مـيـلاهُ نـائـحةً … مـنـعُ الـعـقيمةِ مـنٌّ حـين لـم تـلد
وعُــقَّـرٍ لاطـمـاتِ الـخِّـد فــي ولــهٍ … فـمـا لـهـنَّ بـفـقدِ الآلِ مــن أحَــدِ
دمـشقُ مـا فـتئت تـقوى بـقاضِمِها … والـزاد حـلَّ سـبيلَ الـعيشِ بالنفدِ
تَـظـلُّ مــن ضَـمَدٍ عـجفاءَ يُـنحِلُها … وُراةُ شـحمٍ عـلى الأجـداث و الـوأدِ
لـما أتت بَرَدى ظمأى به شَرِقَت ،، رأسُ ابنِ عيسى(*) بماء الأصهَبِ الزَّبِدِ
وا حـسرتاهُ فكم أسموكَ من سَلَفٍ … بنهرِ فردوسَ من طيبٍ يُذاقُ ندي
وأدركَ الــقـدسَ راحٌ راحَ يـصـفـعُهُ … لـمـا بـهـا رقَّــعَ الـسـاحاتِ بـالـخدد
والــغـمُّ يـلـقَـمُه رهــطـاً يُــلَـذُّ بــه … فـبـات فــي بـطـنهِ نــاءٍ بــلا آحَــدِ
نـادى مـن الـظلماتِ وسـطَ لاقِـمه … أن لا إلـه سـوى ربِّ الـورى الأحَـدِ
يـدعو كـيونُسَ كـي يـنجيهِ من ظُلَمٍ … من بطنِ حوتٍ إلى يقطينهِ الفَرِدِ
آسـى الـغمامُ بـما قـد مـسَّ صاحِبَهُ … أخفى بكاهُ بُكاءَ الساهِرِ السَّهِدِ
كـــم مــن فــؤادٍ غــداةَ الـبـينِ مُـبـتَعَدٍ …إلا وقــرَّبَ شـوقـاً كــل مـبـتعِدِ
فـاركض بـرجلِكَ هـذا الـغيثُ مُـغتَسَلٌ …. وطِـب بـما وعَـدَ الرحمنُ واتَّئد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)رأس ابن عيسى:الطفل الفلسطيني الذي قتل في سوريا
#نادين_خالد