شعر وشعراء

غُصة الدهر / للشاعرة المتميزة نادين عريقات

  • ~~قصيدة أسميتها (غُصّةُ الدّهر) حيث ينعى الدَّهر ما ألمّ بعروبتنا~~
    …………………………………………………………………….
    شـابَ الـمحاقُ عـلى أحـداقه الـسُّهُدِ… تـكاملَ الـبدرُ فيها ساعة الكمد
    يشكو ليوسُفَ ما أعماه من إضمٍ … يرجو القميص الذي في سالف الأبد
    وحــالَ بـيـنهما مــوجُ الـعـتاةِ وذا … بـيـن الـكـظيمِ وبـيـن الـعُربِ كـالرَّمَدِ
    تـثـاقل الـدمـعُ لـمـا مــسَّ شـائـبه … وبــات يـسـقي عـفاءَ الـخدِّ بـالبردِ
    وأمـسـت الـعينُ حـرَّى مـن تـدفقهِ … والـكفُّ شـابهها إن كـفكفتهُ يـدي
    فـغـمَّضَ الـجفنَ درءاً , بـتُّ أسـألُهُ … عـن حـاله وكـحال الـدهر لـم أجـدِ
    ألـفى الـجوابَ بـصمتٍ صـم سـامعهُ … والـصمتُ يـثأرُ مـنه الدمعُ بالمدد
    فـمـا أرى ألـمـاً قــد ذاقَ صـاحبُهُ … أشـدَّ مـن غـصةٍ فـي حـلق مـفتقد
    قــد صــدَّع الـدهـرَ داءٌ لا دواء لــه … وظـل يـعجمُ عـرقَ الـساقِ والـزند
    وآيـسـتهُ دمــاءٌ ســلَّ سـافِـكها … بـضعَ الـرُّكيعات تُـكمي عـورة الـجُحُدِ
    سـود الـعمائمِ فـازورَّت حُـشاشَتُها … كـالرمحِ مـن منشَبٍ للريحِ في أوَدِ
    وأطـبَـقَت لُـغـدَ حــرانٍ مـشـاربُهُ … يـظمي الـفراتُ ويُـذكي لـوعة الـكبد
    وربَّ والـــدةٍ ثــكـلاءَ والِــدُهـا … يـنـعـى الـولـيـدَ ويـنـعـى والِـــدَ الــوَلَـدِ
    تـصـيحُ مــن هـمـها مـيـلاهُ نـائـحةً … مـنـعُ الـعـقيمةِ مـنٌّ حـين لـم تـلد
    وعُــقَّـرٍ لاطـمـاتِ الـخِّـد فــي ولــهٍ … فـمـا لـهـنَّ بـفـقدِ الآلِ مــن أحَــدِ
    دمـشقُ مـا فـتئت تـقوى بـقاضِمِها … والـزاد حـلَّ سـبيلَ الـعيشِ بالنفدِ
    تَـظـلُّ مــن ضَـمَدٍ عـجفاءَ يُـنحِلُها … وُراةُ شـحمٍ عـلى الأجـداث و الـوأدِ
    لـما أتت بَرَدى ظمأى به شَرِقَت ،، رأسُ ابنِ عيسى(*) بماء الأصهَبِ الزَّبِدِ
    وا حـسرتاهُ فكم أسموكَ من سَلَفٍ … بنهرِ فردوسَ من طيبٍ يُذاقُ ندي
    وأدركَ الــقـدسَ راحٌ راحَ يـصـفـعُهُ … لـمـا بـهـا رقَّــعَ الـسـاحاتِ بـالـخدد
    والــغـمُّ يـلـقَـمُه رهــطـاً يُــلَـذُّ بــه … فـبـات فــي بـطـنهِ نــاءٍ بــلا آحَــدِ
    نـادى مـن الـظلماتِ وسـطَ لاقِـمه … أن لا إلـه سـوى ربِّ الـورى الأحَـدِ
    يـدعو كـيونُسَ كـي يـنجيهِ من ظُلَمٍ … من بطنِ حوتٍ إلى يقطينهِ الفَرِدِ
    آسـى الـغمامُ بـما قـد مـسَّ صاحِبَهُ … أخفى بكاهُ بُكاءَ الساهِرِ السَّهِدِ
    كـــم مــن فــؤادٍ غــداةَ الـبـينِ مُـبـتَعَدٍ …إلا وقــرَّبَ شـوقـاً كــل مـبـتعِدِ
    فـاركض بـرجلِكَ هـذا الـغيثُ مُـغتَسَلٌ …. وطِـب بـما وعَـدَ الرحمنُ واتَّئد
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*)رأس ابن عيسى:الطفل الفلسطيني الذي قتل في سوريا
    #نادين_خالد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق