مقالات

مدينة يعشقها الوجدان و يهواها الفؤاد / بقلم أسيل كمال الحسيني

image

مدينة هبت عليها رياح البؤس منذ سنين ..
مصطحبة رذاذ الدم و الألم معها منذ شهور ، لتطفئ ما بقي من السراج , و يبقى نور القمر الملاذ في حلكة الليل و العدوان .
زهرة المدائن … أبهرت و أذهلت الجميع في وقارها و جلال تاريخها الحافل بكل دلائل الشجاعة و الصمود ,
مسجدها من المساجد العجيبة فائقة الحسن قدسية الهوى، و قبتها من أتقن القباب و أبهاها شكلاً و رونقاَ.
اقرأ عن تاريخها تجد مجد الوجود في طياتها .. و هي مهد الرسل و الأنبياء و مبعث كلمة الله” عيسى عليه السلام”.. و مسرى الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم|) .
لكن على ظهر هذا الكون لا كمال .. فمنذ تأسيسها ..و الأعجمي و العربي يتوقون للاستيلاء عليها ،و بسط نفوذهم على أسوارها أذا تم احتلالها من المئات من مختلف الدول و الحضارات.
فترعرع أطفالها على مشاهد الدم الممتزج بالعنف و الإرهاب فأصبحوا جنودا تحت رئاسة القسام …
مدينتي قوية راسخة كالجبل .. مهما هبت عليها الرياح فلا تزحزحها لأنها ثابتة بنصر من العزيز الجبار.
مدينة وقفت متصدية لأقوى الدول.. دولة يخشاه الجميع .. كالثور الهائج عند الحمرة..لم يتجرأ احد على مواجهتها..دولة الفساد إسرائيل.. التي باتت اليوم تمتلك كل الدعم من شتى الدول .. العربية قبل الغربية.. إلا ثوارها يؤمنون بوجود رب عادل سيقتص من الظالمين عاجلا أم آجلا.
حبها فطري يولد مع كل صغير أكان ذكرا أم أنثى ..حتى الأرض و الأشجار.. يشهدون على العشق الأزلي لها 0
ثوارها من أطفال ونساء و شيوخ و رجال .. كللوها برعايتهم و ذورهم عنها .. فأوجدوا لها انتفاضة أولى و ثانية ..و ثالثة نواكبها الآن قامت على أيدي أطفالها و شبابها… و على رأسهم” مهند الحلبي” شاب لم يبلغ 21 بعد ..كان سببا بزرع العزيمة و الإرادة و إشعال الهمم رحمك الله و رحم روحك التي تحوم بأرجاء المدينة … وتنغص على الصهاينة نومهم بكوابيس بسالة لم يعدها أولئك الذين يقتاتون على الذل و الخوف..ترعرعوا على حمل السلاح بقلب ضعيف .. اضعف من وليد فلسطيني أشرق نور وجهه للتو ..
في عقيدتهم أمل .. كان الأمل يتسلل عبر الأسوار إلى قلب المدينة و المدنيين..أمل بالنصر و الغلبة على أعداء الوطن..
أدام الله النصر حليفاً لقدس السلام .. ولفلسطين الأرض والقلب .. والثوار والشهداء على حمى الوطن ..

اسيل الحسيني

مقالات ذات صلة

إغلاق