شعر وشعراء
مع السلامة حجاج بيت الله الحرام، خذوا قلبي معكم أ.د. معتز علي القطب
لَبَّى الحَجِيجُ وَلم أُلَبِّ دُعَاَكا
كَم كُنتُ أرغَبُ أن أَزورَ حِمَاكَا
يَا رَبِّ قَلبِي فِي الحَجِيجِ دَسَستُهُ
هُو لا يُريدُ مِن الحِجَازِ سِوَاكَا
هذا فُؤادِي يَا عَظيمُ أَنَبتُهُ
عَنْ حَجِّ عَبدٍ مُؤمِنٍ يَهوَاكَا
لَمْ أَسْتَطعْ رَبِّي الحُضورَ لِغَفلَتِي
فَأنَبتُ يَا مَولايَ مَنْ لَبّاكَا
مَرَّت سنونٌ لَم أَرَى بَيتَ الهُدَى
فَاشتَقتُ حَجَّ البيتِ حَيثُ هُدَاكَا
أَمضِي الى البَيتِ الحَرامِ أَزورُهُ
أَنتَ المُعينُ وَليسَ لِي إلاكَا
أنا في جِوارِكَ سيِّدي مِن بَلدَتِي
إنْ لَم تُجِرنِي مَن يُجِيرُ فَتَاكَا
أَنا لَمْ أُغادرْ بَلدَتِي وَمَدِينَتِي
لَكِنَّنِي سَأطيرُ فُوقَ رُبَاكَا
إختَرتُ قَلبِي كي يُسافِرَ رِحلَتِي
وَينوبُ عَن جِسمٍ غَوى وَعَصَاكَا
سَيَحُجُّ نَجمٌ عَن بَقَيَةِ أَنُّجُمِي
وَيَهُلُّ فِي المِيقَاتِ حَيثُ أَتَاكَا
وَسَيَلبِسُ الإحرامَ قَلبٌ خَاشعاً
وَيَشُمُّ بِالبيتِ العَتِيقِ شَذَاكَا
وَسَيَذهَبُ القَلبُ المُنيبُ إلى مِنَى
وَيُقولُ فِي عَرفاتَ مَا أَغلاكَا
وَسَيَرجِمُ الشَيطانُ عَنِّي خَاشِعَاً
وَيُقَدِّمُ النُّسُكَ العَظيمَ لِذَاكَا
أَدْعوكَ عِندَ تَحَلُّلِي يَا خَالِقِي
وَأَقولُ نَفسِي يا عَظيمُ فِدَاكَا
وَأُرِيكَ بعد السَّعي صِدقَ تَذَلُّلِي
فَأنا الضَعيفُ وَأَحتَمِي بِقِوَاكَا
أَرجُوكَ يَا مَولايَ اغْفرْ ذَلَّتِي
دَعْنِي أَسيرُ عَلى طَريقِ هُدَاكَا
فِي الحِجرِ أو فِي الرُكنِ قَلبِي تَائِهٌ
وَأَمَامَ بَابِكَ يَا إلهِ رَجَاكَا
يَا ربِّ عِطْرُكَ فِي المَنَاسِكِ كُلِّهَا
يَا رَبِّ طَيّبْ مَن أَتَى وَدَعَاكَا
هَذِي ذُنوبِي فِي الحَطيمِ وَضَعتُهَا
فَأَجِرْ بِفَضلِكَ تَائِبَاً يَخشَاكَا
وَأَجِرْ إلهِي مَن رَجَاكَ بِقَلبِهِ
لَبَّى وَلم يُشركْ وَلمْ يَنسَاكَا
لَبَّيكَ وَحدَكَ لا شَريكَ يَخُصُّهُ
بِدُعَاءِهِ يَا ربِّ مَنْ نَاجَاكَا
إنِّي أَتيتُكَ يَا عَظيمُ بِمُضغَطِي
أَرسلتُ هَذا العَامَ مَن نَادَاكَا
سَأظَلُّ أرجو أن تُزيلَ خَطِيئَتي
وَتَبُثُّ فِي القَلبِ المَريضِ شِفَاكَا
إنّي حَمَلتُ الى المَشَافِي قِصَّتي
وُعِلاجُ هَمِّي كَانَ في تَقواكَا
لم تُبرئ الدُنيا الجَميلَةُ عِلّتِي
وُوُجدتُ في البَيتِ الحَرامِ دَوَاكَا
لَبَّيكَ من عَبدٍ فَقيرٍ عَاجِزٍ
يَحتَاجُ أن يَأوي الى مَأوَاكَا
تَدعُوكَ يَا مُولايَ كُلُّ جَوارِحِي
فَشِفَاءُ رُوحِي كَانَ فِي لُقيَاكَا
هَذا فُؤادِي قَد أَتاكَ بِعُهدَتِي
حَاشَاكَ يُشرِكُ سَيِّدِي حَاشَاكَا
يَا ربِّ أَسألُكَ المَناسِكَ كُلَّهَا
يَوماً لِجسمٍ عَاشِقٍ يَهوَاكَا
آتِي لِزَمزَمَ والبقاعِ جَمِيعهَا
كِي أرتَوي مَولَايَ من سُقْيَاكَا
سَيَظَلُّ حَجُّ البيتِ بُشرَى لِلوَرَى
يُهدَى لِمَن قَد عَاشَ فِي نُعمَاكَا
وَتَظلُّ مَكَّةُ فِي القلوبِ نَديَّةٌ
أغلَى وَأجملَ بُقعَةٍ بِعُلاكَا.