شعر وشعراء

مَنْ يَنتَظِرُ مَنْ..!؟ وَمَن يَستَقبِلُ مَن..!؟* محمد الحواس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..

*مَنْ يَنتَظِرُ مَنْ..!؟ وَمَن يَستَقبِلُ مَن..!؟*
إنَّ في حِلِّ الإنسانِ وَتِرحالهِ.. وبينَ أسفارهِ وَمُقامِه..
لآياتٍ لِلسَّائِلِينَ..!! وَعِبرةٍ لِلْمُتَوَسِّمونَ..!!
فهٰذا الإنسانُ في يومِ حِلِّهِ وَمُقامِهِ..
يبقىٰ ساعِياً في مناكبها.. يُكابِدُ عَناءَها وَشَقاءَها..
يَكِدُّ وَيَتعَبُ طِيلَةَ يَومِهِ طَلَباً للرزق..!!
مَع أنَّ العُمُرَ مَحدود.. والرِّزقُ مَوجود.. والأجَلُ مَورُود..!!
ألَيسَ في هٰذا السُّلُوكِ آياتٍ لِلْمُتَوَسِّمونَ..!!؟؟
لا بُدَّ من وَقفَةٍ مَعَ النَّفس وَمُراجَعَتها..!!

وأما صاحِبُ التِّرحالِ والأسفار..!!
فَأمرُهُ عَجِيب.. وَيَومُهُ عَصِيب..!!
فَساعَةُ تِرحالِهِ وأسفارِهِ.. تُغنِيكَ عن سُؤالِـهِ..!!
وَدونَ إبطَاءٍ في وَدَاعِ أحبَابهِ..
يَجمَعُ زادهُ وَزُوَّادهُ.. وَيَحزِمُ حَقائِبَ أسفارِه..!!
لِيَنطَلِقَ راجِلاً أو راكِباً أو مُحَلِّقاً في سَماءِ الكونِ..
هَاجِراً أهلَهُ وأصحَابَه.. يَنشُدُ قِبلَتَهُ المأمُولَة..
لِيَجِدَ نَفسَهُ سَابِقَاً مُنتَظِراً وُصُولَ حَقائِبِ أسفارِهِ..!!
فَهٰذا رَجُلٌ يَركَبِ الحَافِلَةُ يَقصُدُ وُجهَتُهُ.. لِيَصِلَ مُنتَظِراً أخذَ مَتَاعِهِ..!!
وَتِلكَ إمرَأةٌ إستَقَلَّتِ الطَّائِرَةُ تَبغِي مُستَقَرَّاً لها..
وعِندَ الوصول.. تَجِدُ نَفسها أمامَ السَّيرَ الكَهرُبائي بِإنتِظارِ حَقائِبها.. سابِقَةً بِذٰلكَ وُصُولَ حَقائِبها..!!
وَذٰلِكَ شابٌ إمتَطَىٰ صَهوَةَ جَواده.. سابَقَ الرِّيحَ آمِلاً مُبتَغاه..
تاركاً خَلفَهُ مَتاعَهُ وزادَهُ وَزُوَّادَه..!!!؟؟
أخي في الله..
ألا يُثِرُ ذَٰلِكَ في نَفسِكَ التَّساؤلات..؟؟
ألا تَرَىٰ مَعي قاسِماً مُشتَرَكاً في جميعِ أسفارِنا..!!
نَعَم إِنَّهُ إنتِظارُ حَوائجنا ومَتاعنا..!!
فَنَحنُ في كُلِّ احوالنا الّدُنيَوية..
نَصِلُ أولاً.. لِنَكُونَ في إستِقبالِ أمتِعَتِنا..!!
*إلا في سَفَرِ الآخرة..!!*
نَجِد صَنادِيقَ أعمالنا وحَقائبَ أفعالنا وزادَنا ومَتاعَنا..
قَد سَبقُونا في إنتِظارِ وُصولنا..!!
أخي الكريم..
ألا يَستَحِقُّ كُلُّ ذٰلكَ مِنَّا.. التأمُلَ وَمُراجَعةَ النَّفسِ وإعادةِ حِساباتها..!!؟؟
نعم اخي العزيز.. لا بد من ذلك..
فَالعاقِلُ مَن يَستَقي مِن الحياةِ الدروسُ والعِبَر..!!
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
نعم أي ربنا.. قد عَلمنا أنَّ الحياةَ الدنيا لهوٌ ولعب..
وأنَّ الدارَ الآخرة هيَ الحياةُ الأبديةُ السرمدية..
لذٰلك.. كُلُّ ما علينا فعلهُ..
أن نتزود من خير الدنيا للآخرة..
لنلقىٰ صالحَ أعمالنا بإنتظارِ وصولنا..!!
{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}

ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير..
ربنا إنا نستودعــك صالــح أعمالنا..
وخير أفعلنا.. وحُسنُ أقوالنا..
لنلقاكَ وأنتَ راضٍ عنا يا رب العالمين..
اللهـم ثبتنا وثَقِّل موازيننا وارفع درجاتنا..
واغفر زلاتنا وذنوبنا وإسرافنا في امرنا..
ولا تقبضنا إلا وأنت راض عنا..
وإجعلنا وإياكم وجميع المسلمين..
من المقبولين الفائزين الراشدين..
اللهـم آمــين يارب العالمين..
وصلِّ اللّٰهمَّ وسلم وبارك..
على نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد..
وعلى آله وأصحابه أجمعين..
وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهـم إنك سميع قريب مجيب.. آمين..
محبكم في الله.. ابو طارق الحواس..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق