مقالات
المثلث المقلوب ” نعمات العزة
رحم الله صاحب المثلث
المقلوب أذكر أنه إتصل في طالبا مني أن أقرأ
روايته هذه وأكتب له
شهادة أبداعية
وما كان مني إلا أن كتبت رؤيتي الخاصة
وذلك قبل ما يقارب الخمس سنوات – أو ست سنوات ..
لروحه الرحمة والسلام
“المثلث المقلوب ”
بقلمي المتواضع
ومن خلال رؤيتي الخاصة للرواية
“المثلث المقلوب ” رواية الاديب الكاتب الروائي
محمد ارفيفان العوادين ..
هذه الرواية باكورة أعماله وهي أول قطفة من بساتين كلماته وحقول أفكاره الخصبة وطفله الأدبي الأول الذي ولد ليترعرع في أحضان الأدب ويرتع
من غابات الفكر والثقافة ويكون له اسما و عائلة وهوية ووطن كبير يعطي كل الإحتضان والإنتماء
هو بحر كبير من العطاء وينبوع متدفق من النشاط
وذكاء لا متناهي في خلق نوع جديد من الروايات
هو أديب وكاتب مميز حاول اثبات فكرته وتطبيقها
في هذا الكتاب بل الإنجاز الذي قلب موازين الرواية العادية ليلقي على عاتقها رؤاه وفلسفاته وقناعاته
فهذا المثلث من خلال رؤية الكاتب قلب موازين الرواية العادية المتعارف عليها فهو مزج العمل الروائي الذي يسرد الأحداث التي كانت على مسارح الأمكنة الذي جال بها قلمه أثناء السرد
والشخوص الذين كانوا أبطالا من حروف ينفخ
فيها الكاتب روح المعنى لتحلق بالإبداع والروعة
بحيث أنه أدخلها في زوايا مختلفة واستطاع أن يربط بين زواياها بإحترافية عالية ..
مزج ثلاثة أنواع من الكتابة
لترتكز عليها هذه الركائز الأساسية
التي قامت عليها هذه الرواية
“إرفيفان ” فكر تجسد في عقل هذه الرواية الناطق بالأفكار والكلمات
من بين زواياها بأبعاد مختلفة ..
فهو روح تتوق إلى الغوص في أعماق النفس البشرية وذلك يتجلى من خلال خلفية عميقة وواسعة في علم النفس وسخر ذلك من خلال الشخصيات التي كانت خيوط أنسجة من مجتمعات مختلفة من خلال أفكار مجدية أضافها إلى موسوعات الأدب العالمي – إن جاز التعبير- لتعطي الرواية أشكالا منفردة تجمع ما بين التاريخ
والجغرافيا وتقسيماتهما البيانية حسب الأحداث وتأريخها بتواريخ ثابتة وبسرد أقرب إلى الواقع منه
من نسج خيال الكاتب ، وهذا يدل على ثقافته الواسعة ودرايته بالعمل الأدبي وتجيير هذا العمل
ليصنع منه رواية منفردة .. ويقلب المثلث بعكس المألوف بفكره النير الذي أنار شموع
الأنفاق المعتمة والطرق العقيمة التي جعلها تنجب !!!
والأماكن والحضارات التي قامت ليسكبها معارفا مضيئة ويلقيها بين يدي القاريء فيضفي عليه هالة جديدة من المعارف والثقافة وكشف خبايا النفوس
البشرية ويتجلى ذلك من خلال الشخوص
ومن زاوية أخرى فهذا العمل أقرب الى سرد سيرة ذاتية لفترة زمنية تسرد الأحداث التي دارت حولها هذه الرواية وتطرق لمواضيع عديدة وكشف النقاب
عن الكثير من الأحداث الواقعية والممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية والاعمال الوحشية
فهذه الرواية تعتبر ابتكار جديد في أسلوب العمل الروائي ونقلة حقيقية في عالم الأدب القصصي والروائي .. نجد أنها نبع فكر انساب من بين السفوح والجبال والوديان والطبيعة الخلابة
الساحرة ليروي ضمأ القاريء ويشرب من كأس
المعرفة والفكر والأدب والفلسفة بل نبع صافي
ترقرق منه هذا العطاء الذي امتاز بالتشبيهات البلاغية الجميلة والمفردات والكنايات والالفاظ
بدأ هذه الرواية بتساؤلات وختمها بتساؤلات
عن تخطي المسافات والأمكنة والعوائق الذي يضعها المجتمع والفكر الظلامي والفكر الأبيض
والنفوس الصادقة النقية الحائرة في عالم مليء بالمتناقضات وإزدواجية المعايير ..
وماهية العبور منها بسلام ليحظى الانسان بالسلام
الداخلي المنشود .. وكيفية التخطي بخطى جريئة
وواضحة وصادقة وذلك من خلال قراءة أبجديات الحياة ومفرداتها المختلفة والمتنوعة بعيدا عن كواسر البشر أصحاب الفكر الأسود والأعمال السوداء والتي تسعى لتمزيق الأرواح والاجساد بإظفارها التي تغرس في لحم الآخر من أجل الانا وسيادتها
للحصول على مصالحها الخاصة وبناء إستراتيجياتها على حساب الأنقياء والبسطاء والضعفاء من شرائح المجتمعات والشعوب .. وما يترتب على ذلك من مساويء وتعنيف واغتصابات وإبتزازات وكم العوالق
الموجودة في هذه الحياة التي تحدد الشخص وتعيق
مسيرة تطوره ونماءه ..
يأمل الكاتب أن تصل أفكاره إلى كل الذين يعيشون الحياة بحلوها ومرها .. الحياة المليئة بالسخافات والشرور والسوداوية وكذلك المكتظة بالمفاتن والمتع والمباهج والأفراح وذلك بإيجاد نوعا من التوازن ما بين الخير والشر ولا يكون ذلك التوازن والتعادل بعيدا عن القوى العلوية التي تسكب أنوارها في سرائر النفوس لتكون مشاعلا تهدي
إلى الأنوار ويتجاوز من خلالها الشخص كل هذا السواد الذي يحيط به من جميع الإتجاهات
وأن هذه الحياة هي الزاوية المغروسة في الحياة الفانية التي ستنتهي ربما بأي وقت دون سابق إنذار
وينتهي هيجان البحر المتلاطم الأمواج بالراحة الأبدية والسكون الأبدي
والكلام كثير ، وخيره ما قل ودل ، رغم إسهاب الكاتب بوصف الأماكن والطبيعة والحبيبات وسحر الجمال
الإلهي الذي نثره على الطبيعة فكان الجمال يفوق الخيال ويسلب الألباب عندما وظف المفردات والالفاظ لتسخير الجمال وما فيه من صور فنية
وتجلى بصور فاتنة وخلابة فأعطى المفردات ما تستحق
من المعنى والبلاغة والفصاحة !!!
فهذه وجهة نظر متواضعة وموجزة لقراءة تستحق
أن نعطيها المزيد من حقها لترى وجه الشمس
التي سعى الكاتب أن ينتشر نور الشمس ويسدل النور و السلام على النفوس الإنسانية
وتبدد الظلام والظلم وينتشر الفرح والسعادة ..
والضوء يتسيد على ظله
!
بقلمي : نعمات العزة