شعر وشعراء
دروب / رياض الصالح
لا شيءَ يبقى سِوى نفسٍ نحاوِرُها تكابِدُ العُمرَ و الآلامَ و الكمَدَ
يمضى الجميعُ فُرادى رَغمَ خُلطَتِهِم و البعضُ في ذاتِهِ يرتاحُ مُنفَرِدا
قد يقتُلُ الناسَ أوجاعٌ بداخِلِهِم إذا استحالَت سُموماً تحرِقُ الكَبِدَ
فكيفَ نَترُكُ نفساً لا تغادِرُنا بدونِ فَهمٍ يداوي الجُرحَ إن وُجِدَ
كالشمسِ تكشِفُ ظِلّاً فيكَ مُختَفِياً إذا توارَت .. توارَى الظلُّ و ابتَعَدَ
فلا تلوموا العطاشى في صوامِعِهِم إن غاصَ راهِبُهُم في العُمقِ و اتّحَدَ
يرجونَ فَهمَ خبايا الروحِ في دَعَةٍ و يكشِفونَ كنوزاً سوقُها كَسَدَ
بِعُزلَةٍ بَرَقَت تَجلي بصيرَتَهُم رَغمَ الزحامِ على ما ضَرَّ أو فَسَدَ
في حضرَةِ الكَونِ لا يُغري قَريحَتَهُم إلّا مُفَجِّرَ ذاكَ العقلُ .. إِن خَمَدَ
خيرُ المتاعِ شرودُ الذهنِ في فِكَرٍ هِيَ الدروبُ التي يسعونَها أَبَدا
# بقلم
# رياض الصالح