شعر وشعراء
د.عزالدّين أبوميزر بَهلُولُ وَالرّشِيد ….
بَهلُولُ أبُو وَهَبَ الكُوفيُّ
حَكِيمًا قَد كَانَ وَشَاعِرْ
يَعِظُ الخُلَفَاءَ بِحكمَتِهِ
وَبِظُرفٍ مُبتَدَعٍ مَاكِرْ
وَيُحِبّ الصّدقَ لِذَاكَ تَرَاهُ
نَقِيَّ البَاطِنِ وَالظّاهِرْ
وَبَعِيدَ النّظَرِ وَمُمتَدًا
كَمُحِيطٍ بِالحِكمَةِ زَاخِرْ
وَبِيَومٍ نَظَرَ إلَى هَارُونَ
فإذْ هُوُ مَهمُومٌ حَائِرْ
فِي امْرَأةٍ أسَرَت سَيّدَهَا
بِالحِكمَةِ وَالحُسْنِ البَاهِرْ
وَلَهَا يَحسِبُ ألفَ حِسَابٍ
وُهُوَ المُحتَسِبُ الصّابِرْ
حَتّى قَد أصبَحَ يَخشَاهَا
فِي زَمَنٍ يَمتَلِىءُ مَخَاطِرْ
هُوَ رَأسُ الجَيشِ وَقَائِدُهُ
والأوّلُ فِيهِ وَالآخِرْ
وَرآهَا نُقطَةَ ضَعفٍ فِيهِ
وَيَخشَى بِالجَيشِ يُغَامِرْ
وَأسَرَّ إلَى البَهلُولِ الأمْرَ
بِقَلبِ حَرِيصٍ وَمُبَادِرْ
وَبِهِ يَثِقُ فَقَالَ لَهُ
هَل أنتَ عَلَى شَرطِي قَادِرْ
فَأجَابَ بَلَى وَعَلَى القُرآنِ
وَلَستُ بِمَا أُقسِمُ غَادِرْ
شَرطِي أنْ أصبِحَ سُلطَانًا
مِن غَيرِ عَسَاكِرَ وَمَخَافِرْ
ولِيَومٍ فِيهِ الصّدقُ يَكُونُ
الحَكَمَ الحَاكِمَ والزّاجِرْ
لَا أحَدٌ يَعلَمُ هَذَا السّرّ
سِوَانَا بَادٍ أوْ حَاضِرْ
فَأجَابَ قَبِلتُ الشّرطَ عَلَى
أنْ تَعدِلَ فِي الحُكمِ فَحَاذِرْ
قَبلَ المَوعِدِ عَادَ إلَيْهِ
يَسُوقُ حَمِيرًا وحَمَائِرْ
هَارُونُ انبَهَرَ بِهَذَا العَدَدِ
وَقَالَ ألَسْتَ بِحُكمِكَ جَائِرْ
فَأجَابَ بِصِدقٍ حُزتُ عَلَيهَا
لَستُ وَأيْمُ اللهِ أُكَابِرْ
مَنْ أبدَى الحُبّ لزَوجَتِهِ
وَالخَشْيَةَ مِنهَا وَهُوَ يُحَاوَرْ
فَأتَاوَتُهُ دَفعُ حِمَارٍ
عَلَنًا وَبِشَكلٍ سَافِرْ
مِنْ هَذَا دَعكَ وَأَصغِ لِمَا
قَد يُوقِدُ فِي القَلبِ مَجَامِرْ
وَيُعِيدُ شَبَابَكَ يَامَولَايَ
وَتَبْقَى فِي حُبٍ غَامِرْ
صَادَفْتُ فَتَاةً فِي يَومِي
سُبحَانَ مُصوّرِهَا القَادِرْ
آهٍ لَوْ تُبْصِرُ صُورَتَهَا
تَلَألَأُ كَالقَمَرِ الزّاهِرْ
لَا تَصلُحُ إلّا لَكَ زَوجًا
وَلٍخِطبَتِهَا خِفَّ وَبَادِرْ
قَالَ اخفِض صَوتَكَ يَا هَذَا
وَبِقَولِكَ إيّاكَ تُجَاهِرْ
فَأخَافُ زُبَيدَةُ تَسمَعُنَا
فَلِأُذُنَيْهَا ألفُ مُخَابِرْ
فَأجَابَ رُوَيدَك يَا مَولَايَ
وَأنتَ النّاهِي وَالآمِرْ
مَا أكمَلتُ نَهارِي بَعدُ
لَدَي دَقَائِقُ وَأُغَادِرْ
وَأتَاوَتُكَ ثَلَاثُ حَمِيرٍ
تُدفَعُ عَن طِيبَةِ خَاطِرْ
حَتّى أنتَ تَخَافُ زُبَيدَةَ
وَعَلى وَجهِكَ ذَلِكَ ظَاهِرْ
فَمَعَ الحُبّ الخِشيَةُ تَحلُو
وَهِيَ بِنظَرِي رُقيَةُ سَاحِرْ
د.عزالدّين