مكتبة الأدب العربي و العالمي
ابو سماحه وبائع المكانس / جمال شدافنة
(احبتي في الله هذه المقاله كنت كنت قد كتبتها منذ زمن ولكنها محيت من الصفحه لا ادري كيف
قد اكون انا اللذي محوتها بالخطأ
احببت ان احاول صياغتها من جديد لتكون على صفحتي فكل نفحه من نفحات ذكريات حارتي وقريتي غاليه على قلبي لانها جزء من حياتي )
المكان : حارتنا القديمه
الزمان : ساعات الضحى في ذالك الماضي السحيق
الشخصيات : رجال ونساء حاراتنا والباعه المتجولون
الصوره والمشهد : بيوت الحاره القديمه حانوت ابي الصغير يقابله حانوت عمي اكبر حجما يتوسط الحاره بجانبه محراث عليه مخاريط وقموع توضع فيه الحبوب للزراعه
مضافه مختار القريه لها شرفه وضعت عليها كراسي من القش للضيوف خارج المضافه فهي لا تكاد تخلوا من الضيوف
كوخ العجوز صفيه باحجاره القديمه وقد تسلقت الحشائش والأعشاب من اثر الشتاء الماضي
كانت الحاره تستيقظ الى يوم جديد بعد ان كانت تغط في نوم عميق فبدأت تدب فيها الحياه وكأن الصوره امامي صوت صرير بوابات الحوانيت تفتح لكسب الرزق
تجمعت واقراني للعب الكره المرميان عمودان لاحد البيوت من جهه وحجران كبيران من الجهه المقابله حدود الملعب هي حدود الحاره متعارف عليها بالفطره
اخرج احد الاقران قطعه معدنيه لتقسيم للفرق
وبدأ اللعب وصدى اصواتنا يرتد من الحيطان وكلما ارتطمت الكره بأحد البوابات الحديديه خرجت صاحبه البيت تصرخ وتتوعد
نختبأ قليلا ثم نعاود اللعب حينما تدخل البيت !
وبدأت اصوات الباعه المتجولين ترتفع كلما اقتربوا من الحاره قادمين من الحارات الأخرى
وكان احدهم (ابو سماحه) وكان معروفا في القريه ظهر بسيارته المميزه المحمله بالخضار والفواكه علقت عليها سماعه صغيره وكتبت عليها عبارات طريفه ( سارحه والرب راعيها !! )
( عين الحسود فيها عود !!)
انظروا ها هي النسوه يتجمعن وتتحلقن حول السياره يعبأن الاكياس الورقيه ويساومنه على الثمن وكل واحده منهن تحاول ان تظهر بمظهر (الشاطره الحريصه )
وفجأه ظهر بائع المكانس من بعيد وكان يدعى ابا حافظ ان لم تخونني الذاكره يحمل كتله من المكانس لا يكاد يرى منها !!
يصيح بصوته المميز (مكانس مكانس )
وما ان دخل الحاره حتى انزل حمله وجلس على جدار منخفض شبه مغشي عليه
وبدا تضفوا على الحاره اجواء السوق
وارتفعت الشمس الى كبد السماء واشتد الحر
وأخذ الجوع من ابي حافظ كل مأخذ
اما ابا سماحه فقد كان يحتفظ بزواده في سيارته ويأكل الخضار والفواكه مما يبيع بعد ان يمسح عنها الغبار بيده
وكان من عاده بائع المكانس ان يجلس على شرفه مختار مضافه القريه ويسلم عليه وتحضر له زوجه المختار الطعام وكانت معروفه في القريه بأتقانها الطهي وكرمها ونفسها الطيبه
وبدأ الرجل يأكل بشراهه وقد وضع رغيف من خبر الطابون على فخده
والمختار يقول له على مهلك الخير كثير وكأني اسمعه يقول له : رايح توكل وتتفكهن وتشرب قهوه وتتحلى
والحقيقه ان بيت جارنا مختار القريه كان بيت كرم
وحمل بائع المكانس ما تبقى من بضاعته وقد خف حمله وشكر المختار على حسن الضيافه في حين كان يجمع ابو سماحه الكراتين الفارغه ويلقيها في السياره وخرجوا الى الحارات الاخرى وقد بدأت اصواتهم تخف ثم تتلاشى
والشمس تميل وتخف حرارتها
وهبت نسمات ساعات العصر على حارتنا وخفت الاصوات
ولفت زوبعه تدور تحمل الغبار والحجاره الصغيره
وكلما هبت في نفسي نفحات من من تلك الايام الخاليات امسكت القلم وكتبت
من خواطري