مقالات

أيام رمضان الجميلة

صالح نجيدات

قبل عقدين او اكثر , كنا ننتظر مجيء رمضان بشوق كبير ,كانت اللمة أي الاهل والاقارب والاصدقاء في رمضان يدعون بعضهم البعض لتناول وجبة الإفطار معا, كانت هداة بال, السهر والسمر, ايام حلوة وأجواء رائعة ونفوس نقية وقلوب خالية من الشوائب , مسلسلات غوار الطوشي ومسلسلات هادفة وغيرها , اليوم للأسف اخوك جارك ما يفطر معك, كل واحد يتناول طعام الإفطار لوحده في بيته مع عائلته , وهذا افقد جو رمضان بهجته وقدسيته , لان الذي يحلي شهر رمضان بالإضافة الى قدسيته وبركاته هي لمة الاهل والاقارب والاصدقاء .كانت أيام زمان على الرغم من بساطتها وقلة مواردها كانت أياما حلوة تتدفق فيها مشاعر التآخي والترابط والتراحم والاحترام والمحبة وصلة الارحام ,ولكن هذه الأيام تغيرت الأحوال والظروف وتأثر الناس بما يحدث في العالم من خلال الانترنت والتلفاز والفيسبوك وأجهزة هواتف النقالة وتقوقعوا داخل منازلهم تشغلهم مشاهدة بث التقنيات على أنواعها , كانت عادات وقيم المجتمع جميلة تختلف عن عادات وقيم المجتمع هذه الايام بسبب طبيعة الحياة التي عاشوها زمان والتي تشعرهم بأنهم أسرة واحدة , فكان الجار يحترم جاره ويحزن لحزنه ويفرح لفرحه ويحافظ عليه , كانت علاقات اجتماعية ممتازة وعادات أصيلة وقلوب مليئة بالايمان .
هذه الايام اختلفت طبيعة مجتمعنا وضعفت العلاقات والترابط الاجتماعي وأصبحت الحياة الاجتماعية مجرد رد فعل للأحداث الجارية , وساعد على ذلك أيضا أن الاباء والأجداد لم ينجحوا بنقل الموروث الحضاري من عادات وتقاليد وقيم الى أولادهم بشكل صحيح , ولذا تعثرت تربية الأبناء بسبب ذلك ,وتأثر الأبناء بما يبث من خلال محطات التلفاز الهابطة والتقنيات المختلفة من سموم وغسل دماغ لعقولهم دون أن يكون لهم مرشدا أو ناصحا أو موجها بل اصبحت هي المربي لهم , ولذا تأثروا بقشور الحضارات الاخرى وابتعدوا كثيرا عن قيم وعادات الآباء والأجداد , فأصبحت الحياة الاجتماعية ينقصها الترابط واللحمة بل هناك تنافر وابتعاد, لذا اصبحت الحياة فارغة وممله بدون الترابط الاجتماعي , وكما قال المثل : الجنة بدون ناس ما تنداس .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق