أنه حراك المعلمين ( نقابتهم الحقه الحقيقية)، فالحراك، هو أرقى تصور نقابي قادم..!!، لماذا حراك المعلمين الموحد..!؟، لأنه هو من يمتلك القدرة على بدأ الأضراب، وأظنه، بل يجب أن، يمتلك القدرة على أنهائه – ليبقى الممثل النقابي الوحيد للمعلمين -، تماماً كما أمتلك القدرة على قيادة الحالة العامة وثورة المعلمين بشكل مؤسساتي، فجعل البلاد والعباد تقف على قدم واحدة!. الى درجة أنه أنتصر معها بالرعب!. كما وسجّل له أنه أستطاع أن يجعل النظام بكل منظماته وأدواته، بل بكل أطيافه وحلفائه، وما حوله، يظهر بهيئة التهريح القبلي الهش!، أمام الفعل المؤسساتي للمعلمين!. فبدت المنظوم التي تضم حتى فصائل، ضعيفة هشة!، خاصة حين حاولت أستعداء الكل على المعلمين، بتوجه قبلي، وبمنطق فزعة العرب، وليس بمنطق المؤسسات..!!، وحين عجزت أمام صمود المعلمين، أستجدت القريب والبعيد، بل وأجبرت النقابات كلها أجباراً – ما عدى حراك المعلمين طبعاً-، على أن تعينه على التخلص من الحالة النبيلة الراقية التي صنعها المعلمون لله والوطن والشعب-لو تعلمون!-. فظهرت كل المؤسسات على حقيقتها، وتعرت مع الأسف، وبدت بأنها بعيدة كل البعد عن الوطن والأنسان..!!
ولذلك، فعلى حراك المعلمين في ظني، أن يمتلك زمام المبادرة والقرار بأنهاء هذهِ الحالة، كما أمتلك القدرة على أطلاقها وقيادتها طوال الوقت بصفته يمتلك الشرعية النقابية – بصفته نقابة حرة مستقلة فرضها الواقع- وهذا هو الرهان العظيم في أعتقادي. وقد ظهر فعلاً وحقا، بأن المعلمون أظهروا قدرة منقطعة النظير في بلادنا على(العمل المؤسساتي) والوعي الجمعي وكأنهم ثورة وعي!، فبات حراك المعلمين الموحد مؤسسة نقابية قائمة بذاتها، وبأمكانها الأستمرار.
فعقلية النظام كانت طوال الوقت، تغمس خارج الصحون، وهي تجهد نفسها بالبحث عن محرضين وقادة حراك ممثلين بأشخاص ..!!، وهذا خطأ تاريخي يضاف إلى أخطائهم، فالحراك ليس فرداً ولا قيادته أفراد .. بل بات مؤسسة، أظنها ستستمر كحاضنة دائمة للمعلمين- حتى بعد انتهاء الأضراب-، والحراك، عزز وسيعزز العلاقات الوجدانية بين المعلمين في كل أرجاء الوطن- فأظن المعلمين مخطؤون حين يطالبون بنقابة، لأنهم حققوها فعلاً بل وحققوا ما هو أعظم منها!. بينما لا يزال النظام عالق في الزمن الماضي وهو متمسك بأنظمة المحاصصات وبتجمعات قبلية يسميها مؤسسات ..!!
والحل لتلك العقدة ما بين النظام-بكل مؤسساته وفصائله ومنظوماته- من جهة، ما بين المعلمين من جهة أخرى، هي أن يقرأ النظام الواقع بشكل جيد صحيح وجيد، ليدرك ويعي بأن المعلمين يقودهم فكر جمعي، ويعتبرون من العار عليهم أن يتهموا بأنهم محرِِضين أو محَرضين، لأن أقلهم، يمتلك درجة علمية وقدرة أدارية، تجعله يقرر بنفسه، والفرق هنا أن الفكر الجمعي هو المحرك وهو القائد في حالتهم – وهنا يجب أن يقف الجميغ ويتأمل ويزيح عن عينيه العارضة الخشبية- ..
وبلا شك سينتهي هذا الأضراب فلكل شيئ مدى!. ولكن لعل الجميع، نظام ومنظمات وحكومة ومؤسسات وشعب يجب أن يسأل – ليس من المنتصر، بل أن يسأل إن كان الوطن قد كسب قطاعا شعبياً مؤسساتيا أبقى لله والوطن، بفعل معلمين بناة حقيقيون يبنون إنسان الوطن!!.. فطوبى للمعلمين، وهنيئاً للوطن بمؤسسة المعلمين العظيمة ) عبد الرحيم زايد