الرئيسيةمقالات

كورونا الوعيُ أولاً والسرعة أخيراً”كوفيد ” 19 “2020 م

بقلم : عزت ابو الرب

انتهت فترة حضانة “كوفيد”19 الدولية والشعبية بالإنشغال بالتحليل والتأويل والتشكيك، والعصف بمختلف الآراء. و بين السرعة والإبطاء في التعاطي مع الفيروس، علا منسوب الخطر أو انخفض، وبسرعةٍ مذهلةٍ اجتاح العالم، وامتدّ إلى (184) دولة، ليصبح وباءً عالميا عابراً للقارات. حصد حتى تاريخه ما يزيد (11) ألفاً، تقدمت إيطاليا بعدد الأرواح الزاهقة على الصين منشأِ الفيروس، وتلتها إسبانيا فألمانيا وإيران. لا حصانة لدولة من هذا الفيروس المجهول الهوية، فقد أربك العلماء، وأعجز الطب، و تجاوز مرحلة الإحتواء، ولا يدري العالَم أين يتجه، وما الذي يخبئه لنا في الأيام والأسابيع القادمة.
إن تَنبّه الدول والشعوب لخطورته –وإن كان متأخرا- سيبطئُ ويعرقلُ من انتشاره، إذا ما تمّ التعامل مع الأمر بحزمٍ وصرامة على المستوى الشخصي والرسمي. فالإجراءات الوقائية والإحترازية هي اللقاح الفعَال المتاح لنا نحن الفقراء المستضعفين، والخاسر الأكبر هو المستهتر المتهاون غير المبالي، فعلينا أن نأخذ بأسباب السلامة، وبتوصيات ذوي الإختصاص والشأن حتى نخرج بأقل الضرر.وقد أمرنا الله تعالي بقوله: (خذوا حِذْرَكم) ومثلنا الشعبي الفلسطيني يقول: (دار المْوَهْلين بِتِخْرَب قبل دار الظالمين).
وفي عمريَ الرابع والستين ما عرفت منع التجول وإغلاق المدارس والجوامع والجامعات إلا على يد المحتل الإسرائيلي لفلسطين، أما أن يكون الوباء سبباً لمنع التجول وإغلاق للمدارس والجامعات والمطاعم والمقاهي والقاعات والصالات، وحذر الاجتماعات واللقاءات الجماعية المباشرة، وتعطيل الصلاة في الكنائس و المساجد يؤكد أن الأمر جللٌ والموقف عصيب، وإنه لجائحةٌ كما وصفته منظمة الصحة العالمية حلت بالبشرية. نعم، إنه جائحةٌ ، إنه وباءٌ وبلاء، أفزع الشعوب، قهرهم، سلبهم حريتهم، وشل الحياة عامةً. وشأن العالم حيال هذا الوباء، كشأن الشعب الفلسطيني حيال الاحتلال الإسرائيلي، يستوجب وِقفةً دولية عالمية جادة للتصدي له، والحؤول دون تمدده وانتشاره.
وما بادرت به القيادة الفلسطينية بوعيِ مُبكّر من الخطوات الإحترازية بإغلاق المدارس في6/3/2020م،بالإضافة إلى سائر أماكن التجمع واللقاءات، وكذلك تعطيل الصلاة في المساجد إلا باحات المسجد الأقصى في 13/3، لن تؤتى أُكلُها في مجتمعنا الفلسطيني الصغير، ما لم نقفُ صفاً واحداً قيادةً وشعباً في مواجهة هذا الخطر الداهم. فنتعاون ونتكامل ونتحلی بالصبر، ونحارب الإشاعات، ونحفاظ على أخلاقياتنا التي تظهر وتتجلى على حقيقتها في الملمات .
حفظ الله فلسطين وشعب فلسطين وقادة فلسطين والبشرية جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق