صدر الصورة، NADA MENZALJI
كل صباح، تخرج أم سليم إلى شرفتها، تتفقد النباتات التي تكاد تملأ المكان، تسقيها، وتقص ما يبس منها. تكلمها كأنما تحادث طفلا، وتحثها على مقاومة برد الشتاء.
اليوم، نباتات الشرفة هي التي تؤنس وحدتها. لقد فرغ البيت. توفي الزوج قبل سنوات، وهاجر الأولاد السبعة والأحفاد جميعهم، وانتشروا في بقاع الأرض.
لأجل نباتاتها العزيزة تستيقظ في السادسة صباحا، خصوصا في أيام الصيف الحارة، رغم أنه ليس لديها الكثير من المهام المنزلية، فعليها أن تستغل ساعة الكهرباء الصباحية لتشغيل جهاز سحب الماء، وتعبئة الزجاجات الفارغة الكثيرة التي تخصصها لسقاية النباتات.
تقول أم سليم لبي بي سي “إنها تشعر بالحب وتحتاج الرعاية، هذه النباتات رفيقتي، أحيانا يمر معظم اليوم ولا أتحدث إلا معها”.
الزوار قلة بل نادرين، وأم سليم لا تغادر شقتها تقريبا. لا تزال قادرة على خدمة نفسها، لكن في الثمانينات من العمر، لا يمكنها صعود الدرج إلى الطابق السادس، فالكهرباء مقطوعة، والمصعد بالتالي لا يعمل.
تأتي الكهرباء ساعة كل 6 ساعات، وفي كثير من الأوقات، تقطع بعد نصف ساعة فقط، لا يمكنني ان أخرج من المنزل من دون المصعد”.
البودكاست نهاية
كيف تؤمنين احتياجاتك وطلبات المنزل؟ أسألها “الحالة الحمد لله مستورة، والأولاد يرسلون مساعدات عندما يستطيعون. هناك شاب من المعارف، يشتري لي ما أحتاجه، وأنا أعطيه إكرامية أحيانا، لكنه أيضا ينتظر فرصة للسفر”.
لم تعد أم سليم تطبخ إلا نادرا، فعدا عن غلاء الأسعار، وصعوبة الحصول على المواد، واقتصادها في صرف الغاز، فليس هناك من يأكل معها، أو يشجعها على الطبخ، وقد خسرت الكثير من وزنها.
اليوم طويل جدا مع الفراغ، والليل بارد وثقيل لا ينتهي، وأم سليم تحار كيف تمضي الوقت “كنت أحب التطريز، لكن عيني ضعفتا، وإنارة البطارية غير كافية، وهي تضعف أكثر بسبب عدم كفاية وقت الشحن، أما التلفزيون فقد أصبح للزينة فقط”.
“أسلي نفسي أحيانا بتقليب الفيسبوك، وأبحث عن أخبار أحبتي البعيدين. لكن”، تضحك وهي تكمل “مرات ألمس الشاشة ولا أعرف ما الذي يحصل، مرة التقطت الكاميرا صورتي ونشرتها فورا، لا أعرف كيف؟ وكانت مخجلة، والمشكلة أنني لا أعرف كيف أمسحها! التكنولوجيا صعبة يا ابنتي”.
“أقرأ الفاتحة للراحلين، لقد أصبحوا كثيرين للأسف، أفكر بالحياة وأين وصلت بي، وغالبا ما أغفو على الأريكة وأنا أنتظر مكالمة من أحد الأولاد أو الأحفاد. المهم أن لا ينقطع الإنترنت”.
“أفتقدهم جدا، إنهم كل حياتي، لكن لن تصدقي إن أخبرتك أنني رفضت بشدة أن تأتي حفيدتي لزيارتي”.
وتضيف “كيف ستتحمل؟ لا يوجد ماء ساخن، ولا كهرباء، ليس لدينا أي وسيلة للتدفئة، أسطوانة الغاز بالكاد تكفيني وأنا وحدي. البنزين مقطوع والمواصلات صعبة جدا، ماذا ستفعل؟ قلت لها إن كان لا بد أن تأتي، فانتظري الربيع، ربما يتحسن الوضع، وعلى الأقل يكون الجو جميلا دافئا.. هذا إن عشت حتى الربيع!”.
أم سليم، واحدة من آلاف الجدات السوريات اللواتي أصبحن وحيدات تماما بعد رحيل الأزواج، ومغادرة الأبناء ومعظم الأقارب البلاد بحثا عن النجاة، أو عن حياة أفضل نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد منذ عام 2011.
وقد ارتفعت نسبة الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما من 3.51 في المئة عام 2011 إلى 4.89 في المئة عام 2021، وتذكر مصادر أن النسبة وصلت إلى 8.5 في المئة، والرقم آخذ في الازدياد.
وربما يكون وضع أم سليم على صعوبته، أفضل بكثير من جدات أخريات، يعانين المرض والفاقة ولا يجدن معينا، ورغم ذلك، فهذه الشريحة الأضعف، والأكثر تأثرا بالتغيرات التي طرأت على المجتمع السوري، هي الأكثر إهمالا وتهميشا في ظل نقص فادح في الهيئات الحكومية أو الأهلية التي تقدم العون لكبار السن.
كما أن صعوبة الأوضاع العامة والاقتصادية تحديدا، والسرعة التي تحدث فيها التغيرات في سوريا، لم تتح ما يكفي من الوقت والموارد لتوفير بديل لغياب الحاضن العائلي، الذي يعتمد عليه المجتمع السوري تقليديا، على غرار باقي المجتمعات العربية والشرقية بشكل عام.
وبرأي المعالجة النفسية صهباء السيد، إن هذا قد يؤدي إلى “صدمة حقيقية لدى كبار السن، الأقل قدرة على التكيف مع المتغيرات”.
وتقول صهباء السيد “الإنسان في مجتمعنا عندما يتقدم في السن يكون قد رسم لنفسه صورة مسبقة محاطا بأبنائه وأحفاده، لينعم بشيخوخة آمنة”.
وتضيف “لكن انهيار الجو الأسري الآمن، وتفرق العائلات الكبيرة يجعل كبار السن يعيشون مشاعر مختلطة من الخوف وعدم الإحساس بالأمان، والحزن والإحباط، واللا جدوى وفقدان المعنى في الحياة”.
وتزداد التعقيدات لدى النساء الأكثر ارتباطا بالبيت، واللواتي يعولن كثيرا على استمرار دورهن العائلي، والمساعدة في العناية بالأحفاد كسبب للاستمرار، كما تشير، وتقول “وهذا يفتح الباب أمام مشاكل نفسية وجسدية، ويشكل أرضية خصبة لظهور اضطراب الاكتئاب، والشعور بأنهن أصبحن عالة على الحياة، ولا دور لهن”.
انسحاب من الحياة
تخبرني أم سليم عن صديقة قديمة لها، كانت مثلها تعيش وحدها بعد أن سافر جميع أولادها، لكنها دخلت في حالة اكتئاب قوية، وصلت إلى أنها أصبحت ترفض تناول الطعام، وبالكاد تتكلم.
تقول “كنت اتصل بها هاتفيا. حاولت كثيرا تحفيزها، لكنها كانت تشعر بفراغ وإهمال ووحدة شديدة. لقد أصبحت ترفض حتى الرد على الهاتف. توفيت للأسف، ولم يعرفوا بوفاتها إلا بعد أيام. المسكينة، كانت حالتها وحالة بيتها فظيعة، كما أخبروني”.
وتضيف “حكايتها كابوس لا يفارقني. في عمرنا هذا نحن أحوج ما يكون للحب والاهتمام، ربما كان مصيري مثلها لولا قوة إيماني”.
وتقول صهباء السيد “من أبرز المشاكل لدى كبار السن الوحيدين هو ازدياد الخوف من النهاية، أو بالأدق الخوف من الموت بدون وجود أحد من الأبناء، أو من المرض الشديد، وعدم القدرة على القيام بالمهام الروتينية مثل الاعتناء بالنظافة الشخصية، وتحضير الطعام، أو تأمين الاحتياجات الأساسية”.
وتضيف “نتلقى أحيانا طلبا للنصيحة في التعامل، ولو عن بعد، مع شخص مسن يرفض التواصل، ويعيش في عزلة وصمت ما ترك آثارا وخيمة على صحته الجسدية والنفسية، وعدة حالات انتهت حياتها بسبب تفاقم الحزن”.
المبنى الذي تقيم فيه أم سليم في مدينة اللاذقية مؤلف من عشرة طوابق، وكل طابق فيه شقتان، لكن زوجين فقط من سكان المبنى، ما زال أولادهما المتزوجون يعيشون في المدينة.
تقول أم سليم “كان المبنى يعج بالشباب، أولادي، وأولاد باقي الجيران، والعديد من الأحفاد الذين كانوا يلعبون في المدخل، اليوم صار أشبه بدار للمسنين”.
حسرة الأحفاد
أم سعيد من مدينة حمص، في السابعة والسبعين من العمر، وهي أيضا أصبحت وحيدة بعد وفاة زوجها قبل سنتين، وسفر جميع أولادها.
وبعد أن تخبرني بفخر أن لديها بنتين وصبيين، وخمسة أحفاد، تقول بحسرة “لم أر أولادي منذ 10 سنوات، أبوهم توفي في غيابهم، ولم ألتق أيا من أحفادي وجها لوجه، لم أضم أيا منهم في حضني”.
وتضيف “نتحدث عبر واتس آب، صوت وصورة، ويقولون إنهم يحبوني، وأحيانا يطلبون مني ألعابا، في الحقيقة لا أفهم ما هي”.
“أعرف الكثير من الحكايات، والأغاني الحلوة للأطفال… لكن للأسف أحفادي لن يسمعوها مني أبدا”.
سيطرة الخوف
تقيم أم سعيد في الطابق الأرضي، وهذا وإن كان يسهل عليها الحركة والخروج من المنزل، فهو يعني مشكلة أخرى بالنسبة لها.
تقول “الجميع يعلمون أنني أعيش وحدي. لم أعد أشعر بالأمان، نسمع كثيرا عن حوادث مرعبة، سرقات وقتل، رغم أن أيا منها لم يحدث في حيّنا.. ليال كثيرة أمضيها بدون نوم، يخيل إلي أنني سمعت صوتا ما، فيطير النوم من عيني”.
حتى في النهار لا تشعر أم سعيد بالأمان “لا أجرؤ على أن أفتح الباب إن لم أتعرف على صوت الطارق. لم أعد أصل إلى العين السحرية، ظهري منحن ويؤلمني، وقد قصرت قامتي”.
لقد تراجعت صحتها كثيرا في الآونة الأخيرة، كما تقول، وأسمع صوتها متعبا، وهي تتحدث معي، فأختصر الحديث.
تقول المعالجة النفسية صهباء السيد “اضطراب القلق، والخوف المرضي من التطورات المعروفة لدى كبار السن في مثل هذه الظروف، وكثير من الدراسات تشير إلى وجود علاقة طردية بين الصحة النفسية والمناعة الجسدية، لذلك تزداد المشاكل الصحية لدى كبار السن بسبب الإحساس بالحزن والفقدان”.
وتشير صهباء أيضا إلى “تراجع الصحة العقلية، إضافة إلى غياب من يذكر الكبار بأخذ الدواء أو المثابرة على الحمية، أو حتى غياب الدافع للاستمرار”.
أهمية وجود الأحفاد
تكررت الإشارة إلى افتقاد الأحفاد في حديث الجدات اللواتي تواصلت معهن، فهل فعلا “ولد الولد، أغلى من الولد، كما يقول المثل الشعبي؟”.
تقول صهباء “في ثقافة مجتمعنا الأحفاد مصدر أمان وسعادة للجدات، وغيابهم يسبب حزنا عميقا، ويهدم الأمل الذي كانت تبنيه على علاقتها بأحفادها، لتجد نفسها وحيدة تفصلها عنهم مسافات هائلة، ولا يجمعها بهم سوى شاشة هاتف صغيرة”.
وتضيف “يزداد الأمر تعقيدا مع جهل الجدة باستخدام الهاتف بشكل صحيح، ما قد يجعل التواصل من خلاله مقعدا، بينما، ورغم أن هذه النقطة تبدو هامشية مقارنة باحتياجات أخرى، وجود الأحفاد كان سيساعد الجدات على التعايش إلى درجة ما مع التكنولوجيا، بدل تفاقم شعورهن بالانقطاع الكامل تقريبا عن حياة اليوم”.
وتقول “من المهم بالنسبة للأجداد والجدات أن يجدوا من يستمع إلى قصصهم وذكرياتهم، لذلك نرى الآن الكثير من كبار السن قد التزموا الصمت، وسيطر عليهم الحزن”. وتشير إلى أن دراسات تقول أن العناية بالأحفاد تطيل عمر الأجداد لنحو من 7 إلى عشر سنوات تقريبا.
كأنها لم تنجب
ام أحمد، تعيش وحدها في بيتها القديم في حلب، وليس لديها من يشتري لوازمها، وهي تشتريها بنفسها، وتضطر للوقوف في الطابور الطويل للحصول على ربطة الخبز.
أنجبت 8 أولاد. بنتان وستة شباب، لكنها اليوم وحيدة كأنها لم تتزوج ولم تنجب، كما تقول. أحد أبنائها قتل في الحرب، وآخر توفي بمرض خبيث، والباقين تركوا البلاد بحثا عن حياة أفضل.
تقول “المهم أن يكونوا بصحة جيدة، ومرتاحين، لا أريد شيئا آخر”.
تنتظر أم أحمد رسائل التموين، لتحصل على حصصها من المواد الغذائية والغاز، لكن أحيانا تفوتها، فهي ليست خبيرة بالهواتف المحمولة، كما تقول.
“عندما يزورني ابن أخي يتفقد الرسائل، وغالبا ما يقول لي، ‘عمتي، لقد فوتي عليك الغاز، أو السكر'”.
سقطة في الشارع
السيدة عواطف، أو أم ياسين، تعيش في دمشق، وقد وجدت سلواها في جمعية خيرية، تعطيها جل وقتها.
لقد انفصلت عن زوجها قبل سنوات طويلة، وربت الأولاد وحدها، وكانت أسعد ما يكون حين احتفلت بزواجهم. ولكنهم غادروا جميعا وتركوها وحيدة.
في السبعين من العمر، ما زالت أم ياسين قادرة على ممارسة حياة اجتماعية معقولة، وشراء مستلزماتها بنفسها، لكنها منذ نحو شهر لم تغادر المنزل.
كانت عائدة مساء إلى منزلها من مشوار قريب. الشارع كان معتما، وتعثرت بحفرة صغيرة على الرصيف، وسقطت. تقول “ركض أولاد الحلال إلي، وساعدوني على النهوض، كان وجهي مغطى بالدم، وأخذوني إلى المستشفى”.
لحسن الحظ، لم تصب بكسر، والجرح في جبينها لم يكن عميقا، لكنها حتى الآن لا تجرؤ على مغادرة المنزل، لم تعد تشعر بثقة في السير وحدها، كما تقول.
وتضيف “زاد افتقادي لأولادي وأحفادي بشدة مع اضطراري إلى المكوث في البيت.. في الأسبوع الأول بالكاد كنت أخدم نفسي. لم يزرني أحد. الناس مشغولون بأمورهم. لا أعتب على أحد. لكن، كيف سيكون مصيري بعد عدة سنوات عندما تعتل صحتي؟”.
أسأل أم ياسين إذا كانت تفكر بالانتقال في المستقبل إلى دار للمسنين حيث تجد الصحبة والعناية الطبية؟ تجيب “مستحيل.. لن أغادر بيتي إلى دار العجزة أبدا. بيت مملكتي، مهما حصل”.
الوصمة المرتبطة بدور رعاية المسنين
توجد في سوريا 20 دارا لرعاية المسنين، معظمها يدار من قبل جمعيات خيرية، وهي غالبا إما جمعيات إسلامية أو تابعة للكنيسة، وتعتمد على تبرعات من الأفراد، ما عدا دارين حكوميتين هما دار الكرامة لرعاية المسنين والعجزة في دمشق، ومبرة الأوقاف لرعاية المسنين في حلب.
وعدد هذه الدور وطاقتها الاستيعابية لا يغطيان الحاجة، وهناك أيضا انتقادات لمستوى الرعاية التي توفرها، وأنه يتراجع مع تزايد عدد نزلائها المسنين.
أما دار السعادة الخاصة للمسنين في دمشق، والتي كانت تتمتع بسمعة جيدة، فقد ارتفعت أقساطها الشهرية بشكل كبير من 10 آلاف ليرة سورية، لتصل إلى 250 ألف ليرة العام الماضي، قبل أن ترتفع مجددا في نهاية العام نفسه إلى 800 ألف ليرة للغرف العادية، في حين تتجاوز كلفة الإقامة في جناح المليون ليرة، حسب جريدة البعث السورية.
تقول المعالجة النفسية صهباء السيد “ارتبطت دور المسنين في ثقافتنا بأفكار مسبقة سلبية، المسنون يرفضونها، وكذلك الأبناء لاعتبارات أخلاقية ومجتمعية رغم غيابهم وبعدهم. إضافة إلى أن للبيت في مجتمعنا مفهوما خاصا، فهو قصة حياة صاحبه، وحلم المستقبل مع العائلة، وتركه يعني انهيار هذا العالم بكل تفاصيله، وقد يؤدي ذلك بالفعل إلى انتفاء الرغبة في الحياة”.
وتوضح “رفض الانتقال إلى دار المسنين، ليس فقط رفضا للدار، وإنما تشبثا بالماضي، وبعالم الشخص الذي لا يتخيل نفسه بعيدا عنه، وهذا أيضا جزء من أسباب رفض بعض كبار السن السفر مع أبنائهم عندما أتيحت لهم الفرصة”.
وتضيف “أعتقد أن الضغط على جدة للانتقال إلى دار المسنين بمثابة سلبها آخر ما لديها من أمل وإحساس بالوجود. وفي حال توفر الإمكانيات، فالأفضل هو تأمين طرق أخرى لسد احتياجات الجدة، مثل توظيف جليسة تساعدها في شؤون حياتها”.
وترى صهباء أن “على المجتمع التعاون في إيجاد طرق للمساعدة فهذه المشكلة أصبحت ظاهرة، والمبادرات الشبابية مطلوبة لتأمين الاحتياجات النفسية للجدات، مثل زيارتهن في بيوتهن، وإقامة جلسات دردشة”.
وتضيف “جمعهن بالأطفال الأيتام مثلا، يمكن أن يكون مفيدا، وممتعا للطرفين، ويجعل الجدات يستعدن الشعور بالأهمية عن طريق محبة الأطفال وإحساسهن بحاجتهم لهن، هذا يعطي دافعا ومعنى للحياة بدل التركيز على الشعور بالفراغ والإهمال.
المصدر : BBC