سلوكيات العنف والتنمر في مدارسنا تزداد سنة بعد أخرى , ابتداء من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية , فالعنف المجتمعي ينعكس سلبا على نفسيات وتصرفات طلابنا , اضف الى ذلك ما يشاهدونه من أفلام عنف بالتقنيات المختلفة واليوتيوب ومحطات التلفاز , وهذا التنمر يحصل في فناء المدرسة وخارجها بعد انتهاء الدوام وفي طريق الطلاب الى بيوتهم , وإدارات المدارس عاجزة عن علاج العنف الطلابي , والكثير من الطلاب يشتكون من التنمر ضدهم لدرجه ان قسم منهم يخافون من الذهاب الى المدرسة , بل يتعرض البعض منهم الى حالة الاكتئاب والتوتر والقلق مما يؤثر على حالتهم النفسية وتركيزهم وتحصيلهم العلمي ،واليوم الإباء والأمهات قلقون على أولادهم من العنف في مدارسهم ، حيث أصبحت المدرسة غير آمنة ومكانا يثير الخوف والقلق عند بعض الطلاب واهاليهم .
على الأسرة تربية أبنائها وتوعيتهم بمخاطر استعمال العنف في حل الخلافات , كذلك على المدرسة ان تهتم بالتربية قبل التعليم، ويتوجب عليها عدم التخلي عن هذا الدور لأهميته في تهذيب سلوك طلابها وعلاجهم في الصغر قبل ان يتأصل هذا العنف في سلوكياتهم , فعلاج العنف في الصغر يمنع حدوثه عند الكبر , وعدم علاج للمشاكل السلوكية للطلاب يجعل العنف يتفاقم داخل المدرسة وخارجها , فهناك حصص تربية مخصصة لكل صف يجب على مربي الصفوف استغلالها للتربية والوعظ والإرشاد , فلا نريد مدارس فقط للتعليم والتلقين بل نريد مدارس تعلم وتربي .
هناك أهمية لاكتشاف تنمر الطلاب مبكرا وعلاجه في الصغر ، وعلى وزارة التربية والتعليم تعيين اخصائيين اجتماعيين ومستشارين تربويين لعلاج العنف في المدارس وتأهيل المعلمين للتعامل مع العنف الطلابي قبل ان يستفحل ويصعب السيطرة عليه ,فطلاب اليوم هم رجال المستقبل ,وعلاج العنف في الصغر يمنع حدوثه في الكبر .
الدكتور صالح نجيدات
