“مونديال قطر..وسقوط قناع التطبيع”
بقلم/كمال الرواغ.. همسة نت
هذا ماكشفته مشاركة صحفيي الكيان الصهيوني، خلال تغطية فعاليات مونديال قطر لكرة القدم وهذة التظاهرة العالمية في أكبر مشاركة جماهيرية عالميه منذ عقود، أن عدم تفاعل الجماهير العربيه مع إعلام الكيان، بل رفضهم لإجراء اية مقابلات معهم ونبذهم اكبر دليل على عدم تقبل الشعوب العربية لفكرة وجود الاحتلال الصهيوني بينهم اصلا، وبأن الشعوب والجغرافيا العربية هي الحاضنة الأساسية والطبيعية للقضية الفلسطينية، وبأن هذة الاتفاقيات التطبيعيه التي جرت مع بعض الحكام العرب ماهي إلا ذر للرماد في العيون وخضوع لسياسة ترامب التي فرضها عليهم في صفقة القرن المزعومه، من أجل الحفاظ على مصالحهم وكراسيهم عند سيدهم في البيت الأبيض وحلفاء الكيان الاحتلالي ودولته المزعومه،
ان الشعوب هي من تقرر التعايش والتآخي والقبول، ولم يتعلم هؤلاء لغاية الآن من هشاشة اتفاقيات السلام التي جرت بين الكيان الصهيوني ودولة الأردن الشقيق وجمهورية مصر العربية، التي مازالت حبر على ورق ولم يتقبل الشعب الأردني والمصري، الوجود الصهيوني بينهم لغاية الآن.
تستطيع هذة الحكام ان تستأجر سفارة لتنصب بها سفيرا او ممثلا لها في هذا الكيان او العكس لكنها لاتستطيع ان تبني اية سفارة، او تقنع اي بيت عربي باستراحة اي صهيوني لديها، وتستطيع هذة الحكام ان توقع اتفاقيات تبادل تجاري او سياحي لكنها لاتضمن حياة اي صهيوني يدخل اراضيها بدون حمايه امنيه.
لقد كشف مونديال قطر كم هي المسافه شاسعه بين الحكام العرب المطبعين والمطبلين وشعوبهم العربيه،
لقد اثبتت الشعوب العربيه مرة أخرى زيف هذة السياسات الفوقيه التي مارسها بعض الحكام العرب المتصهينين والمتواطئين مع الكيان الصهيوني وزعيمه نتنياهو الذي حاول بكل السبل السياسيه والهمجيه ان يلتف على الحق الفلسطيني في وجوده على ارضه وترابه الوطني، بل ذهب بعيدآ وأطلق يد صهيانته الجدد من اليمين المتطرف في التغول على الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا وتدنيسآ لمقدساته .
لقد قالت الشعوب العربيه بالممارسة كلمتها، ولن يستطع هذا النازي الجديد المسمى نتنياهو أن يركع شعبنا الفلسطيني، دمويآ ولا سياسيآ، فالمواجهه الفلسطينية معه مستمره على الارض ميدانيا وسياسيا في كل المحافل الدوليه، ولقد فشل الجنرال شارون قبله من تمرير هذه السياسه وهذا السلوك من القتل والتدمير والتهجير واستباحة مقدساتنا وانتهى إلى مزابل التاريخ .
آن الأوان لقوى السلام في المجتمع اليهودي أن تقف طويلا وتقرإ تاريخهم القديم والجديد جيدا وان تأخذ العبر منه وتعيد النظر في المشهد السياسي الصهيوني برمته، منذ مقتل رئيس وزرائهم السابق إسحاق رابين، الذي اغتالته قوى اليمين الصهيوني المتطرف، اذا أرادت أن تعيش بسلام مع شعبنا الفلسطيني ومع محيطها العربي والاسلامي، وأن تتراجع للخلف وتعيد صياغة نفسها من جديد في طريق واضح نحو السلام الحقيقي الذي يضمن لها القبول والتجانس الطبيعي في المنظومة السياسيه والاجتماعية والاقتصادية العربيه والاقليميه والدوليه .
وهذا يستدعي مسار حقيقي للسلام في المنطقه يبدأ مع الشعب الفلسطيني عبر إعادة جميع الحقوق إلى اصحابها سواء فلسطينيآ او عربيآ، كيانات او أفراد .
وكل ذلك بحاجه الى استنهاض جميع قوى السلام في المجتمع اليهودي داخليا وخارجيا، ونبذ واقصاء اليمين الصهيوني المتطرف، واستنفار الرأي العام الإسرائيلي في كل مكان لصنع التغيير السياسي المنشود.
وعودة على كأس العالم لكرة القدم في مونديال قطر، الذي أعاد قضية فلسطين إلى الواجهه في أكبر تظاهرة عالميه تشهدها الشعوب وتغطيها الصحافه الدوليه .
واوصل رسالة هامة وعامه وصارمه إلى الحكام الغير مطبعين لغاية الآن والذين يسيرون على استحياء في هذا الاتجاه بأن هذة الخطوة ستعريهم امام شعوبهم وستكشف خيانتهم لقضية العرب والمسلمين الاولى، وستضعهم في تناقض واضح امام شعوبهم الرافضه لوجود الاحتلال على أرض فلسطين التاريخيه .