مقالات

تفجيرات أوروبا واختراق أمن بروكسل

 

قرأه وتحليل ألكاتبه والشاعره- هيام ضمرة

تفجيرات أوروبا تعيد إلى الأذهان اللعبة السياسية الأزلية التي يتم فيها إيقاع الضحايا المنفذين من خلال عمليات غسل الأدمغة والتأثير على القناعات، فيتحولوا إلى مشروع ارهابي خطير يوجه فوهة تدميره إلى الدول غير المعنية بالقضية الرئيسة، وإلى المواطنين الآمنين العزل الذين لا تهمهم القضية العربية من أساسه، لكنه يهم تلك الجهة المحركة لمفتاح العمليات لتشويه الحقائق وزرع الفكر الارهابي مرتبطا بالاسلام والعرب.. يهمهم أن يكون المنفذين عربا ومسلمين ويملكون ما يدل على أهدافهم حين الايقاع بهم بعد العملية، هكذا هي خارطة العمليات التفجيرية الواضحة المعالم، عدا عن توظيف العملية اعلاميا وتوجيهها بالاتجاهات غير الحقيقية تلك المستهدفة بالأساس

هكذا هو الحال في هذه العمليات الارهابية الدولية، حيث يتم ارتكاب الاغتيالات والتفجيرات في الدول الأوروبية والعربية على حد سواء بأيد يتم التحايل عليها وغسل أدمغتها وجرها بالاغداق المادي والاغراق المعنوي لتلويث الأياد بدماء الأبرياء لتحقيق أهداف غير معلنة بعيدة جدا عن الغاية المعلنة لا تخطر على بال المنفذين أنفسهم الذين هم مجرد فئران تجارب ليس أكثر ولا أقل تقوم بمهمة تحسبها نضالية وما هي كذلك ….هذه المهمات صارت معروفة تماما في الألاعيب الاستعمارية التي تلقي استراتيجياتها في العمليات التأثيرية على قناعات العالم متكئة على ذاكرة الناس المتسربة، غير معنيين بالضحايا الذين يعتبرونهم ضحايا وقيعة القدر وأنهم ثمن الانجاز الأغلى ثمناً… فطالما هم يعتقدون أن لكل شيء ثمن، وليس من شيء يهدف إليه المتلاعبون غير الوصول للأهداف الرئيسة وتحقيق الانجاز على المدى القريب والبعيد.. وما من شيء يهدف إليه المستعمرون غير القيام بعمليات تنسف معتقدا بكليته وتشوه مبادئه السامية .. والاسلام مستهدف بشكل علني لا مراء بذلك ولا يتدارى الأمر خلف أكمات العقم

لندخل في عرين التحليل لنخترق حاجز المخفي دون وجل.. ماذا حققت عمليات التفجير المرفوضة انسانيا وأخلاقيا ودينياً في العرف والشرع الاسلامي على النطاق المحلي العربي والمسلم وعلى النطاق العالمي سوي تشويه غير مبرر للاسلام والعرب وخلق ثورة من الكراهية الغربية للاسلام والمسلمين، وتضييق على المغتربين العرب في بلاد الغرب، ووصمهم بالارهاب والتطرف حد المبالغة وتعرضهم للأذى الشعبي واخراجهم حزمة من القوانين البرلمانية تحاصر وجودهم وحياتهم تحت حجج الارهاب….

هل حققت هذه التفجيرات أمرا ايجابيا يخدم قضايا المسلمين والعرب؟

بالطبع لا وألف لا!!.. فالدول الأوروبية التي نهج المحللون بتسميتها بالدول العجوزة استقطبت شباب العرب المتعلم والطموح كقوى بشرية سريعة التعلم وجيدة الأداء ومنتجة للعمل في مصانعها ومشاريعها في وقت كانت فيه بلاد العرب تعاني البطالة والفقر وغياب الأمن والحروب الأهلية والتخلف واستحواذ فئة قليلة على المقدرات العالية الدخل والمدرة للوفرة المالية، وتعمق الأيدي الخفية المتلاعبة بالمشاعر والمفاهيم لخلق الانشقاق والفصل.. ولتصحو تلك الدول الغربية ذات صباح وإذا شعورها يتعمق أنها مهددة من هجمة عتية من أتباع الديانة الاسلامية والجنس العربي وقد بدأ يتمدد غزوه السلمي في أوروبا مما قد يهدد التركيبة الديموغرافية السكانية وثقافتها لتلك الدول، تماما كما فعلت ايران منذ عقود طويلة بالدول الخليجية ولبنان ومدتها بالمهاجرين الايرانيين الذين ما تعربوا ولكن بقيت ايران تسوق ولاءهم لها وتفتعل الفوضى بدول الخليج لبسط هيمنتها الفارسية، فهل حقا عرب المهجر الغربي كمثل الايرانيين في الخليج؟؟

ثم ماذا عن اسرائيل دولة الاحتلال والتي تملك مصلحة قوية بتشويه قيم الجهاد وقيم الدين الاسلامي بعمومه، وبث الفوضى في الدول العربية على مبدأ إشغال الأهداف العربية عنها لتظل في مأمن بعيدا عن التهديد.. ودفع أهل البلاد الأوروبية لكراهية الشعوب العربية واتهامهم بالارهاب والتطرف ومن ثم المطالبة بمحاصرة مصالحهم وترحيلهم عن أوطانها تحت حجة أنهم شعوب لا تحفظ المعروف وليس لها ولاء وسريعا ما تغدر أولياء نعمتها، ولن يفطن الأوروبيون للعبة الاسرائيلية القذرة إلا وقد أخذهم الحرص مآخذ التشدد بلا ديمقراطية حماية للديمقراطية وهي المفارقة الأصعب.. أما المسألة الداعشية الغريبة التي تتستر بالدين الاسلامي وتمارس ما هو غير ديني مما يحول الدين الاسلامي في المفهوم الغربي لغير حقيقته وللصورة غير الانسانية التي يشمئز منها الغربي والعربي على حد سواء، وكأنما هو بعبع مرعب يهدد الانسانية والأمن الانساني والسلامة الانسانية وهو هدف رئيسي تهدف إليه هذه العمليات المحبوكة حبكة يهودية واضحة المعالم

ودولة الاحتلال الصهيوني كعادة جاهزيتها بالقفز فوق كل حدث لتجيير الفوائد لصالحها ولمصلحة مواقفها وكأنما ما تمارسه على الشعب الفلسطيني الأعزل من ارهاب وتطرف لا يأخذ له الصفة الملائمة في القانون الدولي والأوروبي بصفة خاصة، فتتغاضى عنه العيون وكأن شيئا لم يكن

وهكذا فإننا نلحظ حجم ما يصُبُّ بالمصلحة الاسرائيلية على حساب الحق العربي من هذه التفجيرات مما يؤكد أن من وراءها الجهة الوحيدة المستفيدة التي يجب أن تؤخذ بالحسبان حتى لو كانت اليد الآثمة يد عربية مسلمة في الظاهر.. فوزيرة الخاجية السويدية مارغوت فالتسروم عبرت عن صدمتها بسبب التفجير وطالبت الاتحاد الأروبي بحل موحد يجابه مشكلة المهاجرين العرب في بلادها، وإن فعلت فهي تمتلك الحق في العمل المضاد وليس من أحد يستنكر عليها هذه النتيجة والبلد بلدها والأمن أمن مواطنها ووطنها، وهذه هي أولى حصاد التفجير التي رمت إليه الجهة المنفذة الحقيقية والتي لا يمكن أن تكون عربية أو مسلمة بأي حال… إنما لماذا يستنكرون بالمقابل حق الفلسطيني الذي يدافع عن حقه وحق وطنه وحريته وهو حق مشروع لكل شعول الأرض؟؟

من الغريب حقا أن تصمت الأصوات العربية وقياداتها أمام هذه الخديعة اللئيمة ولا تتحرك من قبلهم شخصيات وطنية في رحلات مكوكية تفتح الحوار العقلاني في مثل هذه العمليات التي لا مصلحة للعرب والمسلمين فيها وأن البحث سؤدي إلى جهات عدوة للانسان والانسانية قبل أن تكون عدوة للعرب والمسلمين تريد بهم الوقيعة وتمارس عليهم وعلى العالم أعتى ألوان الخديعة


 

  • سياسة
    سياسة
  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
 

مقالات ذات صلة

إغلاق