شعر وشعراء
حكمة عزت / حسن إبراهيم حسن الأفندي
دع مـــن مـــواض عـشـتـها طــربـا … واهــجــر لــعــز غــــاب واحـتـجـبا
إن الـمـكاسب مــا تـغيب وتـختفي … لابــــــد تــأتـيـنـا صــبــاحـا خُــلّــبـا
فـاهـجر جـروحك إن حـظك عـاثر … يـغـدو بـشـيب قــد رمــاك وأرهـبـا
تــجـري وتـلـهـث نـحـو غـيـم آفــل … فـلـعـل مـــاء الـغـيم أصـبـح مـأربـا
إذ جـفّتِ الأحـواض عـندك والـمنى … فـغـدوت بـعـد الـعـز تـبـكى مـا نـبا
كـانـت قـريـبات الـمـنال وكـان لـي … مــا تـشـتهيه الـنفس تـضمر مـطلبا
دنـــيــا ومـــــا دنــيــاك إلا مــحـنـة … جـعـلـتك فــي
هــم تـخـاف تـرقـبا
أوجـسـت شــرا مــن صـبـاح قـادم … أو لــيـلـة تــركــت مــنـامـا مُـرعَـبـا
آمــنـت عـمـرك أن تـعـيش لـصـالح … ونــبـذت غــثـا لا يـــروق وأعـجـبـا
والـنفس قـد جـبلت عـلى فضل لها … والــشـر فـــي دنـيـاك يـبـعد غـاربـا
ظـلـمـوك فــي دنـيـا تـعـج بـظـلمها … ورمــوا بـسوحك مـا أسـاء وأسـهبا
هـــوّن عـلـيـك فــمـا أراك بـحـاجـة … لـرضـاء مـن قـطع الـصلات وأذهـبا
كـــم مـــن رســـول طـاهـر مـتـبتل … نـكـر الـجـميع لــه وأرضــوا حـاطبا
لاقـــى ولاقـــى مــا يـفـت عـزيـمة … لــكـنـمـا بــالـحـق رسّــــخ مــذهـبـا
يــا قــدوة جـاءت بـوطف سـماحة … وتـغـلـغـلت فــيـنـا أريــجــا طـيـبـا
قــــرّت دواخــلـنـا وســـاد جـمـالـها … بـــل أنـبـتـت تــقـوى وديــنـا غُـلّـبا
عـصـمـت طـبـائعنا وجــادت نـعـمة … فـنََـمَـتْ لــنـا قـيـم الـكـرام تـحـاببا
وبــمـلّـة سـمـحـاء كـــان خـلاصـنـا … مــمـا يـعـيـب لــنـا وظـــل مـذبذبا
يــا سـيـد الـثـقلين هــا قـد جـئتكم … أبــكـي حـظـوظـي تـــارة مـتـعـذّبا
مــا عــاد فـي كـفي فـديتك فـضله … حـتى أسـاعد مـن يـضيع ومـن كبا
ويــعــزُّ أن ألــقــى لــشـيـخ جــائـع … أو أن ألازم لـلـمـريض وقـــد خــبـا
والــنـاس حـولـي مـحـنة وبـحـاجة … تـدمـي فــؤادي كــي يـنوح ويـندبا
وعـــوار قـلـبـي لا يــبـارح لـحـظـة … ثـقـل الـعـمود بــه فـأصـبح أحـدبـا
أبــكـي فــمـا دمــعـي أفــاد مـعـذبا … كـــلا ولا يـشـفـي مـريـضـا أجــربـا
يــــا رازقــــا لـلـنـمل فـــي خـبـآتـه … يـــا مـشـبـعا لـلـفـيل مـهـمـا أذنــبـا
إن شـئت ربـي كـان جـودك واسـعا … أو شـئـت فـالجمل الـقعيد لـهيدبى
إن شئت كل الناس في ثوب الغنى … أو شـئـت كــان الـفـقر فـينا الأغـلبا
هــي حـكـمة عــزت عـلـى أفـكـارنا … مـهـمـا يــحـاول عــاقـل مـسـتوعبا
مـهـما يـواتـي الـشـعر سـحـر بـيانه … مـهـما يـفـيض الـشعر سـيلا مـطنبا
مـهـما أحــاول مــن نـسيج مـحكم … أنـــى يــكـون الـشـعر هــز وأطـربـا