الدين والشريعة

فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف الحلقه الثالثه والعشرون بقلم حسن عاطف شتا

فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف
الحلقه الثالثه والعشرون

ملاحظه : المعروض هو رؤيه شخصيه من تفاعلى مع صدر السورة وهى غير ذات مرجع لتفسير بعينه ولا شيخ ولا رأى سابق ويسعدنى أى تعليق بل أرحب به زيادة تليق بما عليه الآيات من قدسيه

منهجية نبى …… حنكة وحكمة ملك ورجل دوله ….. توبه إمرأه تكفى العالمين جميعا
هذا هو ما أراه عنوانا واضحا لهذه المرحلة من الأحداث فى سيرة نبى الله يوسف عليه الصلاة والسلام .. خطوط سريعه فى منهجية يوسف مع السجناء وسلوكه وإستحواذه على ثقتهم تحت معايشة عابد تقى .. ثم يرجع ما عنده لله … ذلك مما علمنى ربى ….. عرضا قويا لكمال الدعوه إلى الله سبحانه وتعالى و فى بيان الإيمان وهو يعرض تأويل رؤيا السجينين .. ليصل لذروة الأمر ويدعو لله الواحد الأحد ويهاجم شرائعهم وما هم عليه من فساد عقيده … وتتابع الأحداث ويوسف هناك سجينا …. حتى يحين موعده وتأتى رؤية الملك فجاً جديداً نحو التمكين لنبى الله يوسف …. وتأمل موقفه وهو حبيسا لقرابة سبع سنين ..هادئ القلب والنفس .. ثابتا متأنيا …. ويعطى بما علمه الله تأويلا تفصيليا لرؤيا الملك .. وعندما يرسل الملك فى طلبه ..أئتونى به …. يرد يوسف داعيه أن إرجع لربك فأسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن أيديهن … وتأكيدا لمرجعيته العقائديه فى رساله واضحه للملك يزيدنا يوسف … إن ربى بكيدهن عليم … إناه وحكمه …. تصلا محلهما تماما فى قلب وعقل الملك …هذا القائد الواعى لأمر السياسة والشعب والبلاد .. له من الحكمه والحنكه الكثير .. يفشل الملك فى إيجاد من يعرف تأويلاً مقنعا لرؤياه ويجد قناعته فى قلبه .. الأن لديه تأويلا شاملا .. من سجين عنده .. تاريخه معلوم له ولأجهزة أمنه ومخابراته … وسمته وصفاته تتأكد فى كلام الساقى بشأنه .. ولربما من تقارير رجال الملك وعيونه فى السجن أيضا … ماذا يفعل الملك …. لديه إرتياح للتأويل يشوبه قلق من سابق أخر سيرة يوسف … لكن التفاصيل مفزعة وتخيف الملك على بلاده وشعبه .. هو مقبل على كارثه تهددهم ووجودهم بالفناء .. هو إذن مطمئن للتأويل ومتعجلا بدء تفعيل برنامج يوسف .. ولكننا نلمح شيئا من الرغبه فى إستبيان جلى الأموروإستكمال معلومات عن شخصية يوسف …. وبلغة عصرنا ..إستكمال السيرة الذاتيه ليوسف …. أئتونى به …. ولم يزيد .. وكأن باقى الجمله … لأراه وأستيقن منه وأقف على بيانه بأكثر جلاءً ووضوحاًً … ويجئ رد يوسف ليملأ ثغرة فى قلب الملك ليزيل درنه… يوسف نفسه هو من يثير قضية إتهامه بالفحشاء ويؤكد برائته بالكنايه والتلميح لا التفصيل .. ولو كان مجرد رجل عادى له فراسته فى تأويل الأحاديث .. أو يتكلم من خاطره مدعيا ككاهن أو مهرطق دجال .. وليس من وحى الله تعالى .. لأسرع ملبيا … ولكنه عمد إلى أمرين أولهما إثبات خلو ملفه الأمنى من أى تهمه والثانى مواجهة ما قد يكون فى علم الملك بالأمر فيصفى شكه من صدره ويطهره …. ولا شك أن الملك .. الذى أشيد أنا هنا به إشادة كبيره لعظيم وعيه وحنكته .. قد فهم تماما ما خفى عنه من شخص يوسف وزادت ثقته به وبالدين الذى هو عليه ….. الرجل قلبه قد تحرك صوب إيمان يشوبه تمهل … وهنا يعقد الملك إجتماعا إستدعى إليه وبلا تحفظ جميع النسوة اللاتى ورد ذكرهن فى تحريات أجهزته الأمنيه … فى شبه تحقيق عاجل …عادل موسع… جئن فى ركب مشهود داخل القصر .. و نتعرف على ملامح شخصيته ونزاهته من ترتيباته التى وصفها القرآن من خلال أمر إعتدنا عليه هنا فى سورة يوسف .. فمن بعد كلمة يوسف للداعى .. إن ربى بكيدهن عليم … تجدنا نستمع مباشرة للملك بحسم وجرأه وجسارة رجل دوله حقيقى يثق فيما عنده من بيانات وأجهزه معاونه .. سرعة تلبيه وإهتمام باحث عن الحقيقه .. ولا بد أن تتأمل وتتفحص أيضا ثقته فى كلمات يوسف ودقيق إهتمامه بها … إستمع معى لقول الملك … كما جاء فى كتاب ربنا ……. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ … هكذا يواجههن بما يثق به وبكل قوه ,,, أصبح كامل الثقه والقناعه فى يوسف وصدقه …. وعقيدته … ولهذا تجد فى نفس الأيه ذاتها وبلا تسويف .. ترد النسوة مباشرة .. وتشعر من سرعة الرد بشخصية الملك وتأثير صيغة الإتهام وأدلته التى ربما ساقتها دوائر التحقيق .. وتلمس يقينا فى متن الرد … وكأنهن يردن إزاحة هم جثم فى قلوبهن بما ظلمن به يوسف .. وأقررن ليوسف ليس ببرائته فحسب .. بل كماله ونزاهته وشرفه ودينه .وبعده كل البعد عن الفاحشه …. وللجميل ذكره أن بداية الرد كانت .. حاش لله … لنسمع إليهن … ….. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ … يا لجمال كتاب الله وروعته وتمام بلاغته ..نسترسل فى نفس الأيه التى لم تنتهى بعد ..هنالك .. تقف زوجة العزيز …. نعم زوجة العزيز … فى واحدة من كبريات التوبه فى العلن … فماذا قالت …… قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53 …. فى تقديرى إنها إمرأه متفرده فى قوة توبتها وصدقها .. صعب أن تجد مثلها حتى بين الرجال ..لا تتعجب لقولى … قالت ..الأن حصحص الحق .. أى بات واضحا جليا وكأنه قطع عن غيره كتلة حق صافيه خالصه … الأن قد حصحص الحق أنا من راودته عن نفسه وحاولت إغواءه وهو الصادق وكأنها ترد على شاهد من أهلها حينذاك فى قوله ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) …نعم هو من الصادقين ولست أنا … ويلوح جوهر توبتها لله سبحانه .. فتقول ليعلم أننى لم اخنه الأن هنا بالغيب كما إدعيت كذبا عليه فى حضوره … أعلن برائته فى غيابه ولن أكرر بهتانى ثانية كفانى ما كان من أمرى مع الله وأبرأ من أن اكيد كالخائنين … أنا لا أبرئ نفسى من فعلتى لا أخجل من إعلان توبتى فالنفس إمارة بالسوء كما كان منى إلا من رحم ربى كما كان من أمر يوسف … وتؤكد توبتها وتتمناها فى تناولها تلميحا لله … علام ما تخفى الصدور فى قولها …. إن ربى غفور رحيم …. نعم يا سيدتى نعم يا أكمل تائبات بنات حواء أعلنتى توبتك فى علن بحضور الملك وحاضريه ..تحتسبين أمرها عند الله وأفضتى تفصيلا لتؤكدى براءة يوسف وكأنك تتذللين لله تعالى قبول توبتك .. وتعلنى إيمانا لعل الله قذفه فى قلبك للحظتك … إن الله غفور رحيم …. أعظم تائبه لماذا … كلنا يخطئ ومنا من يفعل معاصى … ويتوب بينه وبين ربه تحرجا من موقفه أمام الناس ما بالك بزوجة عزيز مصر ورئيس حكومتها …. نعم ونعم التوبه توبة زوجة عزيز مصر ترجو مغفرة الله غير عابئة بما يقوله الناس عنها …. وقد نتأمل فى إعلان التوبة بعضا من شروطها إن إرتبط أمرها بحق الأخرين … أن يراعى التائب إعلان وإظهار ذلك للمتضرر بل وعلانيته إن ترتب على هذا إثبات حق أو براءه

وإلى لقاء فى الحلقه الرابعه والعشرين

مقالات ذات صلة

إغلاق