الأسرة هي من تصنع شخصيات أبنائها منذ الصغر وتساهم في بناء الأجيال القادمة، فلنجعل من أسرنا ينبوعاً من المحبة وجسراً وباباً للاندماج في المجتمع وتقوية الانتماء والولاء عند الأبناء . فحب الاسرة لأبنائها وتربيتهم التربية الصالحة هو الأمان والدرع الواقي الحصين الذي يحمي الأبناء من تأثير البيئة السلبية وحمايتهم من الانحراف وصحبة رفاق السوء والابتعاد عن الجريمة , بسبب التربية الصالحة , لأن اساسهم مبني على قواعد تربوية صحيحة ولا يوجد أي دافع للتصرفات السلبية المنافية للقانون والمعايير الاجتماعية السائدة .
ألحب واللطف والرفق بالمعاملة الطيبة كلها أبواب رحمه لحماية اولادنا ، لكن العنف الأسري والتسلط على الأولاد لا يولد سوى الكره والحقد والرغبة في الانتقام والتهور والانحراف والنفور والتمرد والعصيان. ونستشهد بالمثل الذي يقول : إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه والعنف لا يكون في شيء إلا شانه.
الحرمان العاطفي وجفاء العلاقات بين الاهل والأبناء واهمال التربية الاسرية له مضاعفات سلبية جدا على التطور النفسي والعقلي للأبناء , حيث يعانون في مرحلة المراهقة الكثير من المشكلات بسبب انعدام الحنان والاحتواء الأسري والدعم العاطفي والإرشاد والتوجيه الذين بأمس الحاجة له حيث يسبب احيانا صدام بين الأبناء والاهل مما يضطر الأبناء ترك البيت , ويلجؤون للشارع ويصبحون فريسة سهلة لمصيدة ذئاب المجتمع وتأثير رفاق السوء عليهم حيث يعيشون ويتفاعلون معهم. فنجاح الأسرة في تربية أبنائها يعتبر السد المنيع والحصن الواقي لمنع الأبناء من الانزلاق في متاهات الحياة ومغرياتها الكثيرة , والإهمال التربوي يدفع الأبناء مستقبلا للعنف والسلوكيات السلبية التي تدل على أنهم لم يتعلموا ولم يندمجوا داخل أسرهم بغياب التربية السليمة والحب وثقافة السلم والسياسة المرنة والحوار والتفاهم.
الدكتور صالح نجيدات