عالم المراة
خبيرة تُشارككِ بمجموعة من قواعد الإيتكيت السلوكي لتطوير ذاتكِ
إن كلمة “إتيكيت” الفرنسية تعني السلوك بالغ التهذيب، والإتيكيت هو فنُّ الخِصال الحميدة، وضوابط السلوك الاجتماعي المهذَّب، وبعد أن أصبح العالم مجرَّدَ قرية كونية صغيرة منفتِحًا بعضه على بعض، بات الإتيكيت ضرورةً اجتماعية، وبزيادة الاهتمام بالسلوك المتحضِّر من قِبَل الإنسان داخل المجتمعات المختلفة، بات للإتيكيت تاريخ ومؤتمرات وقرارات واتفاقيات منذ زمن قديم.
بالإضافة إلى ذلك، فالإتيكيت هو السلوك الذي يساعد على التلاؤم والانسجام بين الناس بعضهم مع بعض من جهة، ومع البيئة التي يعيشون فيها من جهة أخرى، كذلك هو حُسن التصرف واللَّباقة، ومحاولة تحسين عَلاقة الفرد مع الآخرين للوصول إلى احترام الذات والآخرين. إذًاً الإيتكيت هو سلوك بالدرجة الأولى.
ولعل أصل لفظ “إتيكيت” جاء من الكلمة اليونانية القديمة “ستيكوس” التي تعني نظام الطبقات أو الفئات الاجتماعية، ولكن بعض الباحثين رجع أصل الكلمة إلى التعبير الألماني Stechen الذي يعني السِّمة البارزة، بينما رأى الباحثون الفَرنسيون أن أصل الكلمة يعود إلى المصطلح الفرنسي Ticket الذي يعني بِطاقة الدخول إلى المجتمع الراقي.
وهنا سنتطرق عزيزتي إلى مجموعة من قواعد الإتيكيت لتنظيم مجاملاتك في جميع مناسباتك، ونقصد بها كيفية التعامل والتصرف بحكمة في حياتك الإجتماعية في المجمل العام.
من هذا المنطلق، إليك مجموعة من قواعد الإتيكيت لتنظيم مجاملاتك في جميع مناسباتك، بناء على توصيات خبيرة الإتيكيت والبروتوكول الدولي، مدرب معتمد بجامعة عين شمس الدكتورة شريهان الدسوقي.
قواعد الإتيكيت السلوكي في جميع المناسبات
أوضحت دكتورة شريهان، الفرق بين الإتيكيت والبروتوكول وهو أن الإتيكيت هو فنُّ إظهار السلوك المهذَّب والصفات الحسنة بين الأفراد في المجتمع، وهو اختياري، أما البروتوكول فهو بنفس المعنى؛ ولكنه مُلزم ومفروض في التعامل بين السفراء والممثلين للدول في العالم الدبلوماسي.
ورغم أن الإتيكيت السلوكي اختياري ، إلا أن اعتمادك عليه في حياتك سيكون بمثابة جسرعبور لتطوير ذاتك، واحترامك لنفسك والآخرين في المجمل العام.
لذا اتبعي قواعد الإتيكيت السلوكي التالية، كي تُمكنك من اكتساب الخُلق القويم الذي يجمع بين الرقي والبساطة والجمال في جميع مناسباتك ومواقفك الحياتية، وذلك على النحو التالي:
طريقة حديثك تُميزك
تأكدي عزيزتي أن إنتقائك الكلمات المهذبة، ووتيرة صوتك اللطيفة، وعدم لجوئيك إلى الكلام المصطنع، والتواضع في حديثك، والإستأذان لتأخذي زمام الكلام، وعدم الهمس بأُذُن أحد وأنتِ في مجموعة، جميعها أحد قواعد الإتيكيت السلوكي المعبرة عن شخصيتك الراقية.
تعلُم اللغات لتطويرذاتك
لا تحرمي نفسك من البدء في تعلم لغة أجنبية أخرى بجانب لغتك العربية، فتعلم اللغات أسهل ما يمكن، لكنه يحتاج إلى ممارسة مستمرة، حينها ستدركين أن طريقة نقاشك اختلفت تماماً، وستصبحين أكثر ثقافة وإطلاعاً وأكثر قدرة علي إدارة حوار.
لكن عند وجودك في مجموعة من الأشخاص اللذين لا يجيدون التحدث بنفس لغتك الأجنبية، فلا داعي إطلاقاً أن تتكلمين بلغة لا يفهمونها أو تنطقين بمصطلحات غريبة عليهم، فهذا بعيد تماماً عن آداب الإتيكيت، ومن المحظور استغلال إتقانك للغة معينة في أي مناسبة وجميع الحضورلا يتقنونها.
اختاري ما يُناسبك من أجلك
توقفي عن إهدار حقك في شراء ملابس متنوعة تتناسب مع جميع مناسباتك، ولا تهتمي بأسرتك وخصوصاً أولادك على حساب نفسك، فأنتِ القدوة لهم، فحين نرى امرأة مهندمة وأنيقة ومثقفة، لا إرادياً ننظر الي أبنائها، وحين نجدهم مثل أمهم نتحيز لهذه العائلة، وفي أغلب الأحوال يُمكننا أن نتخذهم قدوة، ونتمني أن نصبح مثلهم، لذا إهتمي بنفسك وطوريها مثل اهتمامك بالصغار، كذلك اخِتيارك لنوعية طعامك والعادات الصحية المناسبة لحالتك الصحية، وبالمناسبة إذا وجه لك التحية بخصوص ملابسك، فالتعليق يكون بكلمة شكر فقط، ولا داعي لأن تبخسي نفسك قدرها فتُؤكدي أن الملابس قديمة أو رخيصة أو لا تستحق الثناء أو أى صفة تقلل من شأن ملابسك على وجه الخصوص.
موهبتك استغليها بلاحدود
يجب أن ترتقي بنفسك وذاتك، فالسعي إلى اكتساب صفات مهذبة ومهارات جديدة ليس مرتبط بمراحلك العمرية، لذا اشتغلي على مواهبك الداخلية واكتشفي نفسك وطوري مهاراتك لمواكبة السرعة الرهيبة للعصر الحديث، وتأكدي أنكِ بذلك ستُفيدين نفسك في كافة أمور حياتك ومجالات عملك ومجاملاتك في جميع مناسباتك.
لا تتخلي عن الألقاب في مجاملاتك
احرصي عزيزتي على مناداة الأشخاص بألقابهم في جميع مناسباتك، فلا يجوز في فن الإتيكيت السلوكي التقليل من شأن الشخصيات المرموقة المحيطة بك أو الأشخاص الحاصلين على شهادة الدكتوراة أو الهندسة، لذا لا تنسي مناداتهم بألقابهم العلمية.
لا تتدخلي في حياة الآخرين
حافظي على نفسك من الوقوع في صغائر الأمور، ولا تسمحي للآخرين التدخل في حياتك الشخصية وكذلك العكس، ولا تتطرقي في أي حديث يُقلل من قيمتك أو كرامتك خلال تواجُدتك في أي مناسبة ومهما كنت محيطة بالمقربين لديك، فضلاً عن ذلك، اتصرفي بحكمة وذكاء ولا تُظهري ضعفك أما الآخرين.
وأخيرا، تأكدي أن ابتسامتك الدائمة في جميع مناسباتك هي عنوان شخصية للمحطين بك، لذا اتركي ضغوطاتك وراء ظهرك بمجرد الوصول إلى أي مناسبة، واستمتعي بالأجواء والأماكن، وتبادلي الأحاديث المُبهجة مع الآخرين، وتأكدي أنكِ من يستحق تطبيق قواعد فن الإتيكيت السلوكي بلا منافس.
المصدر مجلة هي / رحاب عباس