ايها الانسان , خلقك الله فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك , سخَّر لك كل شيء في هذه الدنيا لخدمتك , بعث لك أنبياءه لكي يعلمك انه هو تعالى خالقك ,لكي تعبده وتعمر الأرض ، علَّمَك من علمه ما لم تعلم , وميزك عن باقي مخلوقاته بأن أنعم عليك نعمة العقل وجعلك خليفة له في الأرض , حتى تحقق العدل بينك وبين الناس أجمعين ، وألا يظلم الإنسان نفسه وأخاه الإنسان ، فالإنسان هو من صنع الله ، وقتله أو ظلمه من الكبائر التي لا تغفر وضد المقصد الإلهي , وهو الوحيد المخول ان يميته ويقبض على روحه وليس أنت أيها الإنسان ، والمطلوب منك أيها الإنسان أن تصحح الواقع ، وتعيد الأمور إلى نصابها ومقاصدها كما أرادها الله للإنسانية .
دعا الله بواسطة الأديان السماوية إلى التدبر والتعقل , والتعايش السلمي واحترام الآخر ، ونبذ العنف والهيمنة ، في إطار أمني يضمن سلامة الانسان ، ما يحقق الهدف المطلوب منذ نشأة الخليقة , ولذلك يجب الدعوة لرسالة المحبة والإخاء بين البشر جميعا بعد أن ذاقوا ويلات الحروب في القرون الماضية ، وخسروا مئات الملايين من القتلى .. فنجد أن الغرب لم يصل إلى ما وصل إليه الآن من تقدم علمي ، وحريات حقيقية وأمن ورخاء إلا بعد أن ذاق ويلات الحروب في العصور الوسطى والحرب العالمية الاولى والثانية , وعلى العرب اذا أرادوا ان يتقدموا أن يصهروا كل القوميات والأعراق بقالب المواطنة الصالحة والحرية ، وأن يبتعدوا عن الطائفية والمذهبية حتى يخرج أجيالا في مناخ مماثل لأوروبا ليكونوا مبدعين بلا قيود ، وتلحق الأمة بركب الحضارة وتشارك الآخرين وإنجازاتهم , نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن ينعم مجتمعنا بالأمن والأمان وأن يحفظه من الفتن والانشقاقات والتشرذم .
الدكتور صالح نجيدات