مقالات

لا تعلموا اولادكم على الاتكالية!

الدكتور صالح نجيدات

 لا بد من تسليط الضوء على الدعم المستمر للأبناء ومساندتهم في تصريف أمورهم حيث  يجعلهم هذا  الأمر اتكاليين . قد يتملكهم إحساس داخلي بأنهم غير قادرين على تدبير أمورهم بأنفسهم والقيام بأي عمل دون دعم والديهم، ولهذا تأثير سلبي على  تكوينهم الشخصي ومستوى ادائهم . إن الدعم  في أحيان كثيرة يسيء الى أولادنا إساءة بالغة ، إذ ينتج عنه المزيد من الاتكالية ، ولكننا عندما نتركهم يعتمدون على أنفسهم نحميهم من الشعور بالعجز في غياب مساندتنا لهم.

عندما يفقد الإنسان إيمانه بنفسه وثقته بقدراته ، يصبح عاجزاً عن استغلال طاقاته كما ينبغي ، حتى ولو كان ذكيا ومستعدا لتحمل المسؤولية . ان الاعتماد على النفس صفة ليست من السهل اكتسابها لأولادنا بين عشية وضحاها ، ولكنه بناء راسخ يجب ان توضع اسسه على مدار سنوات عمرهم ومراحل طفولتهم ، حتى يتحقق لهم النجاح فى حياتهم الشخصية والاجتماعية.

اننا نربى ابناءنا على الاتكالية  التي يترتب عليها الانانية ، اذ ليس من العدل قيامنا ، نحن الاهل ، بواجبات الابناء جميعا ، فلكل منهم نصيب من المسئولية ، يجب عليهم تحملها. فعلى سبيل المثال يواجه ابناؤنا سلسلة من المتاعب خصوصا في مراحل التعليم ، فنرى الأم تكرس  وقتها للمذاكرة وعمل الواجبات المدرسية مع ابنائها ، وهنا تأتي المشكلة بان الابن او البنت يعتاد الاتكال على الاهل في انجاز واجباته ،  ويصير من الواجب ان يكون احد الكبار موجودا بجانبه لأداء ما هو مفروض ويتوجب عمله . ايضا يتكاسل الابناء في تحضير اغراضهم الخاصة من ملبس ومأكل ويعتمدون على ان هناك من يرتب  وينظف من ورائهم.

أن مصلحة أولادنا فوق كل اعتبار ، ومصلحتهم أهم بكثير من عاطفتنا الأبوية ، فمشاعرنا تجاههم ومحبتنا الكبيرة لهم والدلال الابوي قد تدعم روحهم النفسية و المعنوية ، وتجعلهم يعيشون في  مرحلة طفولية دائمة في مختلف اعمار حياتهم ولكنها وحدها لا تكفي لبناء شخصيتهم بناء متماسكاً ومثالياً.

الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق