لا بد من تسليط الضوء على الدعم المستمر للأبناء ومساندتهم في تصريف أمورهم حيث يجعلهم هذا الأمر اتكاليين . قد يتملكهم إحساس داخلي بأنهم غير قادرين على تدبير أمورهم بأنفسهم والقيام بأي عمل دون دعم والديهم، ولهذا تأثير سلبي على تكوينهم الشخصي ومستوى ادائهم . إن الدعم في أحيان كثيرة يسيء الى أولادنا إساءة بالغة ، إذ ينتج عنه المزيد من الاتكالية ، ولكننا عندما نتركهم يعتمدون على أنفسهم نحميهم من الشعور بالعجز في غياب مساندتنا لهم.
عندما يفقد الإنسان إيمانه بنفسه وثقته بقدراته ، يصبح عاجزاً عن استغلال طاقاته كما ينبغي ، حتى ولو كان ذكيا ومستعدا لتحمل المسؤولية . ان الاعتماد على النفس صفة ليست من السهل اكتسابها لأولادنا بين عشية وضحاها ، ولكنه بناء راسخ يجب ان توضع اسسه على مدار سنوات عمرهم ومراحل طفولتهم ، حتى يتحقق لهم النجاح فى حياتهم الشخصية والاجتماعية.
اننا نربى ابناءنا على الاتكالية التي يترتب عليها الانانية ، اذ ليس من العدل قيامنا ، نحن الاهل ، بواجبات الابناء جميعا ، فلكل منهم نصيب من المسئولية ، يجب عليهم تحملها. فعلى سبيل المثال يواجه ابناؤنا سلسلة من المتاعب خصوصا في مراحل التعليم ، فنرى الأم تكرس وقتها للمذاكرة وعمل الواجبات المدرسية مع ابنائها ، وهنا تأتي المشكلة بان الابن او البنت يعتاد الاتكال على الاهل في انجاز واجباته ، ويصير من الواجب ان يكون احد الكبار موجودا بجانبه لأداء ما هو مفروض ويتوجب عمله . ايضا يتكاسل الابناء في تحضير اغراضهم الخاصة من ملبس ومأكل ويعتمدون على ان هناك من يرتب وينظف من ورائهم.
أن مصلحة أولادنا فوق كل اعتبار ، ومصلحتهم أهم بكثير من عاطفتنا الأبوية ، فمشاعرنا تجاههم ومحبتنا الكبيرة لهم والدلال الابوي قد تدعم روحهم النفسية و المعنوية ، وتجعلهم يعيشون في مرحلة طفولية دائمة في مختلف اعمار حياتهم ولكنها وحدها لا تكفي لبناء شخصيتهم بناء متماسكاً ومثالياً.
الدكتور صالح نجيدات