الأطفال يخلقون على الفطرة السليمة , تصرفاتهم عفوية , ضحكتهم بريئة , في عيونهم نظرات الفضول , قلوبهم طاهرة ونقيه من كل الشوائب , عقولهم شاشة بيضاء لم تلوث , لا يعرفون الخبث ولا الحسد ولا الكراهية ، يأتي الكبار وينقلون لهم أمراضهم الاجتماعية ، و موروثهم السلبي , ويعلموهم كما يقول المثل : ” الدقة والرقصة ” يعلموهم الكذب والخداع والغش وأساليب المكر , يعلموهم الكراهية والحقد , يعلموهم بذاءة اللسان والشتم , يعلموهم أن يكرهوا الغير المختلف عنهم دينيا وعائليا من حيث لا يعلمون بتصرفاتهم الغير واعية , يربونهم على العنف والظلم , فيدنّسوا قلوبهم الطاهرة ويطبعون على عقولهم كل البصمات السوداء السلبية التي ورثوها أبا عن جد ، البارحة كانوا يمارسون تصرفاتهم بكل طهارةٍ وبراءةٍ , ولكن بخبث بعض الاهل وجهلهم علموهم كل سلبياتهم ، فتجد بعض الاباء يشتم ويلعن ويضرب ، والأم التي ترعاهم ، تفعل ذلك بالصُراخ وأحيانا بالضرب ، ويتعلق ذلك بمزاجها ، تصرفات هذا الاب وهذه الأم تصرفات سلبيه ، وأولادهما ضحايا لتصرفاتهما , فهم مُهمّشين ومهملين ، يريدون أب وأم حنونين ، وهذا أساس التربية السليمة , فالتربية تتطلبّ الوعي والفهم والتفهم والرفق واللين ، والأساليب العلمية الحديثة والسؤال الكبير , كيف نربي أولادنا ؟ هل كل أب وأم مؤهلين لإنجاب الاولاد وتربيتهم ؟ فالتربية ليست بالشيء الهين , وهي بحاجه الى علم ومعرفه وبالذات في هذه الايام .
الاهل الكرام , احذروا بكلامكم ومحادثاتكم داخل بيوتكم امام أولادكم , فعقولهم تلتقط كل تصرف وكل كلمة تخرج من أفواهكم , فلا تلوثوا عقولهم بما عندكم من سلبيات , واغرسوا القيم الجميلة في نفوسهم ¸قيم التسامح والمحبة والاحترام , القيم الإنسانية , لكي يتحلوا بمكارم الأخلاق ويكونوا أفرادا نافعين لأنفسهم ومجتمعهم .
الدكتور صالح نجيدات