أثناء تناول العائلة الغداء في يوم استجمام بمنتجع الساخنة، سمع الجميع صرخة نسائية مدوية، لم تتوان ولاء عن الركض لتصل المكان وقد بدأ الناس بالتجمهر حول غريق تم انتشاله للتو من البركة.
لاحظت أن شفتيه مزرقتان لتفهم أنها بالوقت الضائع، قامت بفحص سريع لتكتشف أن لا نبض في شريانه الرئيسي وأنه توقف عن التنفس.
طلبت من الجميع الابتعاد لفتح المجال للهواء بالوصول، طلبت من أحد الشباب مراقبة حركاتها وأن يبقى على تواصل مع حركاتها ليقدم التنفس الاصطناعي للمصاب حسب ووقت ارشادها. في حين اهتمت هي بإسعاف الرجل.
وفي نفس الوقت تمكنت ولاء من تهدئة روع الزوجة -التي ظنت أنها فقدت زوجها للتو، وأقنعتها أن تساهم في تهدئة زوجها وروحه لتنجح بإنقاذه بهدوء.
وهكذا تابعت ولاء جهدها واضعة كل ما تعرفه متوجًا بإنسانية مذهلة مصممة على إنقاذ الرجل مهما كلفها الأمر من وقت، جهد وطاقات. لم تنس ولاء أن تطلب من الموجودين الاتصال بالإسعاف الذي وصل بعد 40 دقيقة.
تكللت مساعي الآنسة ولاء بالنجاح، عاد النبض لشرايين الرجل، وتمكن من التنفس مجددًا، رغم ذلك اهتمت بالتأكد من صحة حواسه، تحدثت معه وطلبت منه أن يحرك عينيه إن كان يسمعها، وهكذا كان، لتتأكد ولاء من أن جهودها وأملها بإنقاذه لم تذهب سدى.
وصل الإسعاف أخيرًا ونقل المصاب إلى مستشفى العفولة
لكن إنسانية ولاء المتدفقة جعلتها تتابع حالة الزوجة الشابة المنهارة من هول الصدمة، كما تابعت أيضًا للاطمئنان على أبيها وأمها اللذين تواجدا في المكان أيضاً وقد سيطر عليهما الخوف والذعر على ابنتهما وزوجها.
وما كان من والد ووالدة وأخت ولاء الا أن تقاسموا المهام للعناية بالعائلة وتقديم الماء ودعوتهم للجلوس والراحة، في حين سجل الشرطي شهادة ولاء عن الحادث وعن دورها بإنقاذ الغريق.
تجدر الاشارة الى أن الرجل (ابن مدينة سخنين) قد أصيب بجلطة دماغية أثناء السباحة أدت لغرقه واصابته بهذا الشكل الغريب نادر الحدوث.
في المساء تواصلت ولاء ووالداها مع زوجة المصاب للاطمئنان على صحته في المستشفى وعلى صحة الوالدين وطبعًا على وضع الزوجة النفسي والمعنوي.
**
إشارة:
ولاء زريق خبيرة أشعة تعمل في مستشفى رمبام.
**
(من حساب: مازن محمود عدوي- رئيس المجلس المحلي- طرعان)+فتحي فوراني