يقضي أولادنا معظم أوقات فراغهم راكبين الدراجات الهوائية في الشوارع أو يشاهدون الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعية ويسهرون الساعات الطوال دون تكريس ولو ساعة واحدة في اليوم للمطالعة وقراءة القصص المفيدة , واذا استمر هذا الوضع واولادنا لا يقرؤون ولا يتثقفون كيف سيكون وضع مجتمعا في المستقبل ؟؟؟ اليس الجهل سيكون حليفه الدائم ؟
ولذا أتوجه الى الأهل في وطننا العربي الكبير ان يشجعون أولادهم على القراءة والمطالعة لأهميتها في بناء شخصية الإنسان وتوسيع آفاقه وتفكيره ونمو عقله , فالكثير من أبنائنا اليوم يفتقرون إلى الثقافات والمعلومات العامة , بسبب انشغالهم بوسائل التكنولوجيا الحديثة ونتيجة إهمال التوجيه لهم من قبل الأهل والمدرسة ووسائل الإعلام ومن قبل السلطات الرسمية ، ومن أهم تلك الثقافات هي التي تجمع ما بين العلم والإيمان والمعرفة ، فتوجيه الأبناء وتشجيعهم على هذه الثقافة أمر له مردوده الإيجابي الكبير على نفسية اولادنا ووعيهم بشكل كبير ، وكذلك من ناحية أخرى تشجيع الأبناء على القراءة يساهم بنهضة الأمة العربية و يوقظها من كبوتها وينهض بجيل المستقبل الى الأحسن والأفضل ، وتؤثر على سلوكياتهم ونفسياتهم ، لان للثقافة أهمية كبيرة , فهي تقوي الفكر وتنمية , وتزيد من المعرفة , وتقوي التركيز والذاكرة لدى الفرد , وتجعل من الفرد أكثر اتزانا واستقرارا نفسيا , وتزيد من الهدوء النفسي , والثقة بالنفس , وتعزز المزيد من الأخلاقيات والإيمان بالله , وتوسع مدارك الفرد .
الثقافة والمطالعة تزيد من الرصيد اللغوي وقوة الطلاقة اللغوية لدى الفرد وتزيد من الفهم الصحيح للحياة , وتقوي الشخصية وتمنع الانحراف , وتقي أبناءنا من الاستعمار الفكري , وتجعلهم ينتقون زبدة وخير ثقافات الشعوب الاخرى ويتركون قشورها , الثقافة تزيد من الوعي بأمور الحياة وتمسك النفس عن شهواتها ومنعها من الانزلاق نحو الهاوية وهي الحصن الواقي والسور المانع لكل المغريات السلبية في الحياة وما اكثرها هذه الايام , و تبعد الفرد عن العنف وارتكاب الجرائم ومصاحبة رفاق السوء , وتنعكس ايجابيا على شخصية وتصرفات الفرد والمجتمع وتقوي انتمائه الى وطنه وشعبه , فالحياة بدون قراءة ومطالعة وثقافه وعلم ومعرفة كالمزهرية بدون وردود .
الدكتور صالح نجيدات