أعلنت إدارة مستشفى سبالانزاني أهم مستشفيات إيطاليا في مكافحة الأمراض المعدية الخطيرة، أن المستشفى استقبل أول حالة إصابة بفيروس ” جدري القرود ” في ايطاليا وأن المريض يخضع لمراقبة صارمة داخل المستشفى وحذر المستشفى من خطورة الحالة، ولكن دون مبالغة تذكر، سوى التأكيد على أن المختصين يقومون بعملهم وتم تشكيل (فريق عمل) للإشراف على الحالة وتبليغ الهيئة العليا للصحة بتطورات الموقف الذي لم يصل الى حالة “التنبيه ” أو الطوارئ القصوى.
من جهته قال وزير الصحة روبيرتو سبيرانزا الذي يشارك في اجتماع وزاري أوروبي ببرلين، أنه تحدث (بشكل غير رسمي) عن موضوع الإصابة مع مفوض الصحة في الاتحاد الأوروبي السيدة ستيللا كيرياكس ، للتنسيق في الموضوع وأن وزارته سوف تقوم بإشعار الأجهزة المختصة في مجموعة السبعة ج7 وغيرها من جهات المراقبة الصحية.
بحسب خبراء مستشفى سبالانزاني في العاصمة الإيطالية، فإن جدري القرود هذا ينتشر (عبر انتقال الفيروس من خلال قطرات اللعاب والتلامس مع الآفات والسوائل البيولوجية المصابة) وبناء على هذا وما توفر لدى (العلماء) لغاية اليوم ( يوصي المستشفى بضرورة الحذر عند الاتصال الوثيق والاتصال الجنسي الذي يتطلب تبادل سوائل الجسم) .
الصورة السريرية كانت مميزة وتم التعرف بسرعة على جدري القرود بالتقنيات الجزئية وتسلسل الجينات من عينات الآفة الجلدية وحدد المستشفى الأعراض على النحو الآتي:
” تم اكتشاف فيروس جدري القرود، لدى رجل عاد لتوه من رحلة إلى جزر الكناري، و لجأ الى الإسعاف الأولي في مستشفى أومبيرتو الأول بروما العاصمة وهناك تقرر تحويله فورا الى سبالانزاني،الذي يوصي أي شخص لديه شك ،الاتصال فورا بطبيبه الشخصي ، لا سيما إذا شعر بأعراض محددة لهذا المرض( وخاصة بثور مستديرة على الجلد، تصاحبها الآم في العضلات أو حمى أو صداع)”.
لا بد من التنويه هنا أنه تأكد وجود 20 حالة جدري القرود في بريطانيا، البرتغال، إسبانيا، السويد والولايات المتحدة الأميركية.
أنا تعمدت وضع بعض العبارات بين قوسين في سبيل الوضوح والشفافية والصدق مع القارئ الكريم، لأني تابعت قضية كوفيد 19 منذ تحديدها في مستشفى سبالانزاني لمدة عامين وربما يتذكر بعض القراء الكرام مراسلاتي لعدة فضائيات عربية حول موضوع كورونا ولأشهر طويلة قبل ظهور بعض الخبراء الدجالين والمدعين مما حول كورونا الى نكتة سمجة ووسيلة تبادل اتهامات بعد اخراجها من إطارها الصحيح.
نلاحظ أن وزير الصحة روبيرتو سبيرانزا قال بالحرف للصحافة أنه (تحدث بشكل غير رسمي مع المفوضة الأوروبية ) أي أن الموضوع بيد الخبراء والعلماء المختصين وهم هنا خبراء الأمراض الجنسية، الذين يقومون بعمليات تحري وتتبع وتدقيق في ظرف دولي مرير مازال كورونا – 19 ومتحوراته يلعب دورا معينا فيه وخاصة حرب الدعاية والتضليل المزامنة لحرب أوكرانيا روسيا وتلك المرافقة للقضية الفلسطينية من 74 عاما تاريخ النكبة وتزوير حقيقة المظلومية الفلسطينية وأرقام معادلة التاريخ الفلسطيني بكل عهوده من كنعان حتى استشهاد شيرين أبو عاقلة.
أنا أحترم كل المهن الحرة الشريفة مهما كانت بقدر احترامي لعقل الناس واحترامي لنفسي، ولدي أصدقاء كثيرون منهم، ومن درسني السياسة وأنا صغير كان ” سمكري ” عربي مصري اعتبره موسوعة علمية اهداني ذات مرة ميدالية نحاسية كتب عليها عبارة – يقيني بالله يقيني – وكان يطلب مني فجأة قائلا : ايه معنى يقيني الأولى أو ايه معنى يقيني الثانية ويضحك بسبب عمري الصغير، في صغري كنت وما زلت أعجب بالنجار وبائعة اللبن بقربة الجلد وأتضامن معها في سبيل لقمة العيش وكنت صديقا لأكثر من ” كندرجي ” بعضهم من مشاهير صناعة الأحذية في روما.
ما علاقة الكندرجي بأوكرانيا وكوفيد وجدري القرود وتحرير فلسطين؟ بلى يا سادتي هناك علاقة بين كل هذه الكلمات والأفعال والوقائع وليسمح لي اصحاب تلك المهن باستخدام مهنهم المحترمة لشرح اسئلتي: هل يمكنني اعداد حلقة عن صاروخ (سرمات) وأستدعي خبير للحديث عنه مهنته ( كندرجي) ؟ اقصى ما قد يقوله لي ما يعرفه عن (صرمايات) او قنادر وكنادر بالعراقي والأردني وليس عن صواريخ روسية تفوق سرعة الصوت. ذات مرة حل وزير خارجية عربي معروف جدا في روما وعقد مؤتمر صحفي، وكنت حاضرا وكان هناك بعض الذين هبطوا على مهنة الصحافة او تمت ترقيتهم من كاتب تقرير ممسوخ الى صحفي مختص لا أدري بماذا.
وزير الخارجية تحدث عن دول الطوق وعملها الهائل للتصدي للعدوان ومساندة الثورة الفلسطينية الخ الخ، وقال الوزير بالحرف: ” لا بد من تكاتف وعمل كل دول الطوق لمساندة الشعب العربي الفلسطيني … وإن كانت لديكم أسئلة تفضلوا “. طبعا ذاك المخلوق الهابط على مهنة الصحافة، كان قد أصابته اللوعة وهو عربي بالمناسبة ولم يفهم ماذا تعني عبارة (دول الطوق) تشجع وقال للوزير: ” بصفة دولتكم مساندة للإرهاب ….الخ الخ الخ…؟!” الوزير طبعا رد: ” ماذا قلت؟ كرر السؤال لنشوف …” صاحبنا احمر وجهه وانخرس، والوزير طلب من سفيره أن لا يشاهد مرة اخرى ذاك الشخص في مناسبات كهذه.
صحيح ان هناك 20 حالة جدري قرود وفي ايطاليا حالة واحدة وهي لا تشكل أي خطر حتى الآن بمعنى الكلمة ونتمنى زوالها فورا وعدم استفحالها في اي مكان ولا ينقصنا إلا جدري القرود بعد الجراد والطاعون وكوفيد.
لكن في إيطاليا وغيرها عشرات القرود الذين يتقافزون ويصيبون الحقيقة بالجدري والكوليرا والآيدز أي الكذب والبلف والتضليل والتزوير، خدمة لجيبوهم المخروقة او خدمة لأطراف معينة أو ولاء وانحناءا لجهات مشبوهة. شاهدنا الكثير منهم في رقصات النفاق الحقيرة بمناسبة استشهاد شيرين ابو عاقلة. ويدعون انهم فرسان صحافة وهناك من يتظاهر بالمعارضة وهو يشارك في رقصات المزايدة بشكل اوسخ من القرود ويعمل لحساب جهات أكثر من مشبوهة.
حمى الله العالم من جدري القرود وحمانا الله من قرود التزوير والتضليل وهدم صلابة الموقف الجماهيري الواعي لحقيقة الواقع والمستقبل
المصدر :سمير القريوتي