اخبار العالم العربي

مغاري: غَاب 8 سنوات عن خشبة المَسرح .. فعَاد لإنصَاف حَواء

نقلآعن بوابة الهدف _ غزة _همسة سماء ألثقافه ,,احمد بدير,,thumb

إن للإنسان غريزة التمثيل منذ الصغر, المتعة واللذة التي نحصل عليها من هذه العملية هي تحول الحياة إلى مسرح, من هنا ينبع المسرح, من أصل الإنسان, من رغبته الفطريّة في التّجسيد, من خياله الواسع الذي هو أصل الحياة, من الحياة نفسها.. مقدمة شكسبيرية الهوى بدأ بها الفنان الفلسطيني يسري مغاري حديثه لبوابة الهدف الإخبارية.

يقول الفنان الفلسطيني يسري مغاري: “تجربتي في المجال الفني بدأت قبل (30 عاماً), كان طموحي الوقوف على خشبة المسرح, وهذا طموح أي إنسان ليقول ما يشاء كيفما شاء ومتى شاء, يتحدث عن هموم الوطن والمواطن, طوال (20 عاماً) كنت ممثلاً, وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية وفي العديد من المهرجانات الدولية كمهرجان أيام عمان المسرحي, ومهرجان القدس الدولي عام 1991, ومهرجان عمان الدولي”.

الحاكم العسكري

يعود الفنان الفلسطيني بذاكرته لبدايات الانتفاضة الفلسطينية الأولى: “في ذلك اليوم كنا في أخر عروض مسرحية “عرس عروه” والتي شاركت في مهرجان القدس الدولي, كان العرض في المستشفى الأهلي “المعمداني” في قطاع غزة, وما ان بدأنا العرض تفاجئنا بهجوم الجيش الإسرائيلي علينا, هربنا جميعاً وأنا كنت أرتدي في المسرحية زي الحاكم العسكري, فاستغرب الناس في الشارع لماذا الجيش يريد القبض على الحاكم العسكري!”.

يسرد الفنان مغاري بعض الأعمال المسرحية في مشواره الفني: “شاركت في مسرحية “خفافيش أنصار” عرضت في مدينة أم الفحم برفقة مجموعة من الفنانين الفلسطينيين, مسرحية “غزة عالتكة” مع الفنان علي أبو ياسين من إخراج الدكتور حسين الأسمر والتي تحدثت عن واقع قطاع غزة ما بعد اتفاقية أوسلو, مسرحية “منطق الطير” مع الفنان فرانسوا أبو سالم, فيلم “الإسعاف”, وفيلم “صرخة أمل”, والمسلسل البدوي “درب الشوك” من إخراج الفنان سويلم العبسي, ومسلسل “سواليف” كان يعرض في شهر رمضان”.

وعن تجربته في الإخراج المسرحي يقول الفنان مغاري: “قبل 9 أعوام ذهبت بالتفكير لخوض تجربة الإخراج المسرحي, فأخرجت العديد من الأعمال المسرحية منها (أسرار المغارة, الفيل يا ملك الزمان, البئر المهجور, أم صلاح بعد الإصلاح), جميعها كانت من تأليف كتّاب سوريين كالكاتب سعد الله ونوس”.

أما عن تجربة كتابة النص المسرحي فيقول مغاري: “لقد خضت تجربة كتابة النص المسرحي قبل خمسة سنوات, فكتبت مسرحية “لوين رايحين” كانت من إنتاج مؤسسة البرامج النسائية بمخيم النصيرات, ومسرحية “إنصاف” كانت من إنتاج مركز شؤون المرأة, ومسرحية “أم صلاح بعد الإصلاح” كانت من إنتاج إتحاد لجان العمل الصحي”, ومسرحية “غابة الألوان” من إنتاج جمعية حكاوي للثقافة والفنون”.

بَعد غياب

الفنان مغاري غاب عن خشبة المسرح ثماني سنوات, ثم عاد لها “من جديد عُدت لخشبة المسرح كممثل في مسرحية “خارج الصندوق” لإنصاف المرأة الفلسطينية, ولاسترجاع الذكريات الجميلة ولكي أعود لبيتي القديم والوقوف على الخشبة مجدداً, المسرحية كانت من إنتاج مركز شؤون المرأة, وكان طاقم العمل أكثر من رائع “الفنان محمد أبو كويك, والفنانة وسام ياسين, والفنانة فائقة النجار, من إخراج الفنان رامي السالمي, وموسيقى إياد زملط”.

خارج الصندوق

سمعنا في العروض ضحكات الجمهور, لكن في ذات الوقت شاهدنا الدموع أيضاً, يبدو أن أحدهم كان يندب حظه.. يبدأ الفنان حديثه عن مسرحية “خارج الصندوق”: تحدثت عن قضايا المرأة واضطهاد والعنف ضد المرأة, خاصة أن المرأة الفلسطينية ليس مجرد ربة منزل أو أم عادية, بل هي التي تلد الرجال والمقاومين والأبطال وهي التي تساندهم وتقف جنباً إلى جنب مع الرجل وقت النضال, كما تناولت قضية القتل على خلفية الشرف والتي يوجد بها ظلم كبير للمرأة في مجتمعنا الفلسطيني, كما تناولت المسرحية قضية الزواج المبكر في المجتمع, كما لم نغفل عن الجانب السياسي فجميعنا خرجنا من رحم واحد وجميعنا نتشابه عند الولادة, لكن متغيرات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية هي التي تغيير البشر, فلماذا التفرقة والتمييز, الطاقم الأكثر من رائع قدم هذا العمل بقالب تراجيدي كوميدي”.

الفنان الفلسطيني يسري مغاري, مسئول حقيبة المسرح في الأمانة العامة للإتحاد العام للفنانين التعبيريين الفلسطينيين, تطرق لمشكلة التمويل للأعمال الفنية ومنها المسرحية: “مشكلة التمويل أن الممول يفرض على المخرج المسرحي أفكاره, فهذا حال الفلسطينيين بشكل عام”, معلناً عن حراك ثقافي فني سيقوم به الإتحاد خلال الأيام القادمة في قطاع غزة.

مغاري في عيونهم

الأستاذ: محمود روقه, مدير دائرة المرئي والمسموع في وزارة الثقافة الفلسطينية

“الدكتور والفنان يسري مغاري من الشخصيات المسرحية التي أثبتت وجودها على خشبة المسرح, هو ناشط فني مبدع وخاض تجربة الإخراج المسرحي, وفي المسرحية الأخيرة “خارج الصندوق”, كان له دور بارز وملحوظ, وهو قادر على إيصال الجملة الإبداعية بكل حركاتها وتفاصيلها على خشبة المسرح, لأنه أتقن أدوات وأساليب الفن المسرحي, فكانت مسرحية ناجحة وسلطت الضوء على الأسرة, أنها تتكون من طرفين, الأم والأب, وليست المسؤولية ملقاة على عاتق الأم وحدها أو الأب وحده وكيفية التفاهم بينهما, ومن خلال تفاعل الممثلين مع الجمهور لاحظت التجاوب الكبير من قبل الجمهور, مغاري له اسم عريق وبصمة على خشبة المسرح وشارك في العديد من الأعمال الفنية في غزة والقدس, والعديد من المدن والبلدات في الشق الأخر من الوطن وبالأخص في مسرح الحكواتي بمدينة القدس”.

الفنان: محمد ياسين, ممثل وكاتب مسرحي فلسطيني

“الفنان يسري مغاري من أكثر الفنانين الشباب حضوراً في المسرح ان كان ممثلا وان كان مخرجاً وان كان منسقاً للعمل, فحب المسرح  وعشقه يجريان في شرايينه, ومهما غاب عن الخشبة ستظل هاجسه الأول, إنه واحد من نجوم غزة في المسرح, وكونه يُختار ليكون مسئول حقيبة المسرح في الأمانة العامة لاتحاد الفنانين التعبيرين الفلسطينيين فهذا خير دليل على عمق عطائه للمسرح وانتمائه له, وحبه من قبل زملائه وجمهوره العريض, لقد تألق الدكتور يسري في عودته إلى خشبة المسرح بعد غياب 8 سنوات, فقد قدم عملاً راقياً نال استحسان الجميع وكان نجما متألقا رشيقاً واثقاً, لقد أثبت يسري وزملاء العمل المسرحي الأخير “خارج الصندوق” ان المسرح الغزي لا زال بخير تأليفاً وتمثيلا وإخراجاً وجمهوراً”.

الفنانة: أسماء الفرع, ترعرعت فنياً ومسرحياً على يد الفنان مغاري

“بدايةً كنت في أول طريقي الفني في المسرح حيث اكتشفني المخرج يسري مغاري في أول عمل فني لي هو مسرحية “الحلم المر”, هي أولى خطواتي الفنية في المسرح, كنت في البداية خجولة وليس لدي خبرة في المجال وكنت خائفة إلا أن المخرج يسري أصر على وجود موهبة المسرح لدي, حيث أصبح يمدني بخبراته ولمساته الفنية التي شجعتني على الظهور على الخشبة بخطوات ثابتة وبدون خوف, هو لديه أسلوب خاص في إعداد الفنان الجريء على خشبة المسرح, الآن أقف على الخشبة باحترافية وبدون خوف”.

تكمل الفنانة أسماء: “يسري مغاري ليس إنسان عادي فقد كانت له لمسات على المشاركين في المسرح وتوجيهات بناءة, هو مثل الأب الحنون ولم يشعرنا بأنه مخرج قاسي, ومتواضع لا يفرق بين الفنان العادي والمخرج فكانت علاقة مهنية فنية متساويين بالأدوار, كان هو الموجه الرئيسي لي حيث أنني أستشيره في أعمالي الفنية التي تعرض علي وآخذ بنصيحته, إذا كانت هذه الأدوار تلاءم شخصيتي أم لا, أكن له كل الاحترام والتقدير لأنه ساعدني في مشواري الفني ولم يبخل علي في النصيحة والتجربة والخبرة”.

الفنان: نعيم نصر, مخرج مسرحي فلسطيني

“أخرجت للفنان يسري مغاري مسرحية “دونكي شوت” عام 1998, أما اليوم فأنا أسجل إعجابي بشكل كبير بالفنان مغاري وبجميع طاقم الممثلين في مسرحية “خارج الصندوق” لأنهم أدوا أدوارهم بشكل إبداعي كبير, كالفنانة وسام ياسين أيضاً أبدعت بعد انقطاع كبير عن الخشبة, الفنان يسري مغاري الذي شاهده على خشبة المسرح في 2015, لا يعتقد أحد ولا يشُك للحظة أنه كان منقطع عن خشبة المسرح هذه الفترة الطويلة, لقد قام في المسرحية بعدة شخصيات وعدة “كركترات”, شاهدت نضجاً كبيراً في الأداء, تكنيك عالي ورائع في أداء الشخصيات المختلفة, سواء في دور العجوز أو الشاب أو حتى في دور المرأة, مغاري ممثل يعي جيداً ويدرك تماماً ما يفعل, ومتمكن من الخشبة بشكل قوى ويعلم كل مفردات المسرح بشكل جيد, يسري بجانب أنه ممثل محترف أيضاً هو من النوع المنضبط في المواعيد وفي حفظ النصوص ويحترم تعاليم المخرج بجدارة”.

الفنان: سامر عطا الله, مدرب دبكة وممثل مسرحي

“الدكتور يسري مغاري هو اسم يعني لي الكثير, هو الفنان والمبدع والمدرب والمخرج, قدوتي ومعلمي وصديقي, عملت معه في عدة مسرحيات, فكان خير الموجه والمكتشف لمواهبنا في مجال المسرح, اكسبني ثقتي بنفسي في المسرح وجعل مني فنان متقن تماماً التمثيل ولعب الأدوار, في أغلب المسرحيات كان يعطيني دور البطل وكان يعاملني كابنه فكنت سعيد جدا مع الطاقم, وأنا أنظر للبساطة وطبيعة التعامل التي وجدناها معه, كنا عائلة تطمح للارتقاء بالأعمال المسرحية ومازلت أتمنى أن أعود للعمل معه, واقضي سنين عمري معه وعلى خشبة المسرح لأني اشعر وأقولها دائما المسرح هو حياتي وخشبة المسرح المكان الذي أجيده واجد نفسي فيه وملعبي وقمة فرحي عندما أقف على هذه الخشبة”.

يضيف الفنان سامر: “ها أنا أقولها وسأرددها دائما, حلمي ان أقف معه على تلك الخشبة وأتشارك معه في عمل واحد, وستكون ملحمة بين المعلم والتلميذ, وفي نفس الوقت تكون من إخراج الدكتور يسري مغاري, دائما ابتسم حينما أتذكر تمارين المسرح الذي أعطاني إياها, كان هناك تمرين نجلس مقابل بعض ونتصل بالنظر, فكنت دائما أشعر بأنها ملحمة تاريخية ولكن دائما ما كان التمرين ينتهي بالضحك, من أكثر الأشياء التي أحببتها وتعلمتها من الفنان مغاري هي لغة الجسد وكأنه إنسان من دون عظام, أما عن إيماءات الوجه فهو رائع ولديه الكثير من المهارات ولا أستطيع نسيان ما قدمه لي فهو قدوتي ومعلمي”.

الفنان الفلسطيني يسري مغاري ختم حديثه لـ “بوابة الهدف” مقتبساً من نص مسرحية “خارج الصندوق”, يبدو أنه يوجه رسالة لشطري الوطن ..

“مؤلماً ومبكياً, سوف يكون ملهاة ومأساة في ذات اللحظة.. إنها البداية, فليسمع كلٍ منكم الآخر, ولينصت جيداً, ففي كل الأحوال, لا يمكن أن يقود الدفة اثنان, السلام حُلم.. هيا بنا نحققه”.

مقالات ذات صلة

إغلاق