الرئيسيةشعر وشعراء
نوادر جحا والجارية اللعوب بقلم شاعر الأمة محمد ثابت ٠

كان لجحا جارية لعوب رغم تقدمها في العمر إلا إنها تعيش المراهقة المتأخرة
كل مدة من الزمن تتعرف على عبد رعديد تنفق عليه أموالها الخاصة
مقابل شعورها معه بلذة الخطيئة
والغريب أنها حينما تعود أماكن الفسق ترجع منتشية بشكل غريب فدائما تشعر بلذة الخطيئة
والحق في الإنسان أن يشعر بالندم بعد الذنب فتعجب جحا وذهب إلى شيخ حكيم وسأله عن شعور الجارية بلذة الخطيئة
فأجاب الحكيم قائلا يا جحا
من صفات ابن الحرام أنه يفتخر بالفسوق ويتباهى به
عاد جحا يفكر ويفكر
ثم استقر رأيه على بيعها في سوق النخاسة ومن العجيب أن وجد العبد الرعديد هو من يريد أن يشتريها
فعلم جحا أنها الجارية اللعوب هي من أعطت المال للعبد
فقال جحا تذهب إليه في الحلال أفضل من أن تذهب إليه في الحرام !!
وبعد أيام قليلة عادت إلى جحا تشكو إليه من العبد الرعديد فهو سيئ الأخلاق ويشرب المسكرات ويضربها بالليل والنهار بدون سبب
قال جحا
هكذا العبيد كما قالوا
أنجاس مناكيد
قالت اشتريني منه فقد تعلمت الدرس
قال جحا
وماذا أفعل في قول الشافعي
قالت الجارية
وماذا قال الشافعي
قال جحا
يقول
سأترك ماءكم من غيــر ورد
وذاك لـــكثرة الــــــــــوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعــام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأســـود ورود مـــــاء
إذا كان الكــــــــلاب ولغن فيه
إذا شرب الأسد من خلف كلب
فذاك الأســـــــد لا خيــر فـيـه
ويرتجع الكـريم خميص بطـــن
ولا يرضـــى مساهمة السفيه
——
من كتاب جحا والجارية اللعوب
لشاعر الأمة محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر