شعر وشعراء

اتيت بابك شعر ماهر الخولي

قصيدة افتراضية
وقفت بين يدي عمر بن الخطاب
كما يقف الشعراء على باب الملوك
ومدحته أرجو عطاءه
وشكوت له أمري وأمر الشام
في مشهد يذكر بوقوف المتنبي بين يدي سيف الدولة

قصيدة بعنوان……،،اتيت بابك

مرت هنا أحرف والنور يدنيها
من راحة الفجر والآلاء تسقيها

واستعصمت في دمي حتى غدت شهبا
تجلو السماء وعقد الدر يلقيها

لها منازل كالأقمار إن نزلت
في ليلة والعيون السود تغريها

وانشق من مفلق الأسحار مطلعها
ورحت أنثر من روحي لآليها

هذي صلاتي على الأوراق أكملها
وظل لي ركعة دعني أصليها

لا البوح في حزني المكنون يسعفني
ولا العيون التي جفت مآقيها

مالشعر إلا لمن قدت أصابعه
من الضياء وليس الماء يرويها

سكرت وحدي ولي في العشق صومعة
أمر فيها على روحي أناجيها

صليت حتى أتاني الشعر معتكفا
في ثوب راهبة والكأس تغويها

ورحت أسكب مافي العمر من ألق
حتى وقفت على الأعناب أجنيها

يامن مررت بدار العز حييها
وكيف تركع دار أنت حاميها

فلا وربك ما جادت قرائحنا
إلا لمثلك فخرا من قوافيها

أتيت بابك يا فاروق أمتنا
أطوي النجوم على كفي وأهديها

نور على الماء تسعى كل قافية
فمن معينك نستسقي معانيها

شوق لأرض رسول الله يحملني
كأنها الروض إن فاحت روابيها

وأنت وحدك في ساح الوغى علم
تذود عنها وتعلو في معاليها

وكنت للناس ثوب العطف يغمرهم
فنمت فيهم قرير العين هانيها

وتاجك الحق سيف غير ذي عوج
أمضى من الفجر إن لاحت مواضيها

إن تسأل الخيل أهل الأرض فارسها
خطرت وحدك مثل البرق تغريها

فرهن كفك ما زالت أعنتها
وفي يمينك قد عزت نواصيها

وتحت ظلك ألقى السيف حجته
وكان عدلك قاضينا وقاضيها

لا سيف في الشعر يحيي الخيل ياعمر
إلا دماء كأثواب تغطيها

سيذكر الروم يوما أنت سيده
وسيف خالد في الأعناق يدميها

ياقاهر الفرس إن الفرس قد هزموا
ومات كسرى على الأطلال يبكيها

يا آل خطاب جئناكم وفي دمنا
شوق لمن علموا الصحراء ماضيها

هم العروبة برد أنت تلبسه
حتى أحبك قاصيها ودانيها

حفرت في أجمل التاريخ أحرفها
وكان اسمك فخرا من أساميها

أتيت أحمل أوجاعي على كتفي
عل الخليفة بعد الله يشفيها

ما عدت أملك لا بيتا ولا وطنا
إلا مشاعر في قلبي سأخفيها

الشام تنزف ملء الكون ضارعة
وليس غيرك في الدنيا يواسيها

لما نظرت إليها هزني حلم
وصرت أعشق سرا كل مافيها

وصرت أخجل منها حيثما التفتت
وحرقة الروح تكويني وتكويها

تلك الشهية خلف البوح أعتقه
من شهقة سكرت والثغر يطويها

أخبئ الدمع عل الدمع يزرعني
تحت النخيل فتبكيني وأبكيها

أبكي اللذين سقوا أشجار غوطتها
واغتر في دمهم شوق لماضيها

أقبل الأرض إن مست أصابعهم
وأطعم الشام من طهر وأسقيها

حتى إذا جاء وعد الله وارتفعت
كالراسيات رجال جل باريها

ناديت يا شام لا تبكي على أحد
دماء من ذبحوا لا دمع يرثيها

عامان يا طفلتي والموت يتبعنا
والخوف أغنية صرنا نغنيها

دمشق أنت طريق الشمس إن عشقت
عروسة الشرق في أبهى لياليها

ولوعة في صميم القلب نكتمها
وقصة لانتصار الشوق نحكيها

وفيك قرة عيني حيثما التفتت
وفيك حرقة أم لا أكافيها

يا شامخا في ذرى العلياء معتصما
وأنت في الأرض طود من رواسيها

ما زال جرحك في المحراب مبتهلا
يتلو صلاتك في روحي ويحييها

بقلمي ….ماهر الخولي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق