ناصر بن جبريل الواصلي
يوم التأسيس حدث مهم تتفيئ المملكة الغالية قيادة وشعبا ظلاله بكل الفخر والاعتزاز ذلك ان ما تحقق من منجزات على مدى ثلاثمائة عام كان ولا يزال وسيبقى مصدر إلهام وابهار للعالم اجمع اذ ان قيام هذا الكيان العظيم كان ولا زال وسيبقى الحدث الأهم الذي شهدته الجزيرة العربية خلال القرون الثلاثة الماضية لاسيما وان قيام الدولة السعودية منذ عام 1727 م وهو عام التأسيس لهذا الكيان الكبير أصبحت للجزيرة العربية مكانتها وهويتها وشخصيتها وهيبتها إقليميا وعالميا.
إن للحديث عن يوم التأسيس حلاوة وطلاوة بحجم الإنجاز الذي يسابق عنان السماء في قصة تأسيس وتوحيد هذا الكيان الغالي تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله فقد رسمت القيادة الحكيمة منذ اليوم الأول على يد المغفور له بإذن الله الإمام محمد بن سعود صورة ملامح هذا الكيان العظيم اذ أدرك الامام محمد بن سعود ان السر الحقيقي وراء إنشاء الدولة لا يمكن الا ان يكون كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فهو النبراس والطريق القويم لبناء الدولة الفنية.
وإذا كانت الدولة السعودية مرت بالعديد من التحولات من خلال أدوارها الثلاث إلا انها ظلت متمسكة بمنهجها القويم الكتاب والسنة وحتى في اقسى الظروف والأحوال التي واججها الأجداد المجاهدون في تحقيق الحلم الكبير ظلوا متمسكين أوفياء وجنود مخلصون لما عاهدوا الله عليه ملتفين حول الأمام المؤسس متمسكين بالقرآن الكريم والسنة المطهرة دربا للوصول إلى الهدف الاسمى وهو إقامة الدولة السعودية على الحق والعدل والشرع القويم.
ولعل اللحظة المفصلية الهامة في تاريخ السعودية هي اللحظة التي أعلن فيها الإمام الموحد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود قبل اكثر من تسعين عاما توحيد المملكة لتكون تلك اللحظة المباركة هي شريان الوصول نحو المستقبل فمنذ ذلك الحين وبلادنا الغالية تسطر الإنجاز تلو الإنجاز والنجاح تلو النجاح والبناء تلو البناء حتى وصلنا اليوم إلى دولة عصرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى وما تتضمنه من صور البناء والنماء للإنسان معمر الأوطان قبل الأبنية والجدران وفق رؤية سديدة رشيدة حملها حفيد الموحد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في رؤية السعودية 2030 التي كانت البوابة العريضة للدخول إلى المستقبل واليوم بعد مرور أكثر من خمس سنوات على اطلاقها بدأنا نلمس ونرى ثمار تلك الرؤية السديدة وما تحقق من إنجازات اذهلت القاصي والداني بل انها جعلت من المملكة نموذجا وقدوة للعديد من دول العالم تستلهم تجربتها في التنمية والبناء ولاسيما في الأنسان الذي خو عصب النماء وحجز الزاوية للبناء .
إن استعراضا سريعا لما حققته المملكة في مجال الموارد البشرية سواء من حيث التشريع وتطوير الأنظمة وآليات تنفيذها وصولا الى تحقيق أعلى معدلات التنمية البشرية ولاسيما مشروع الارشاد المهني و برنامج تنمية القدرات البشرية من اهم منجزات رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات ولاسيما التعليم والتدريب وهما البرنامجان اللذان ب>انا نقطف ثمارهما سريعا فقد سجل الشاب والشابة السعوديان قفزات نوعية وكمية لا فتة من حيث الاستعداد التعليمي والمهني لسوق العمل متجاوبين مع متطلباته بسرعة لافتة ابهرت الجميع بعد ان كان اسيرا لبعض القيود الاجتماعية التي حرمته من الكثير من حقوقه ومنجزاته لكنه اليوم ابهر العالم بم حققه ووصل إليه من تألق وتميز وابداع ي شتى مجالات العلوم والفنون والآداب .
واليوم ونحن نتربع في صدارة العالم ضمن أقوى 20 دولة اقتصاديا، بل ان المملكة تولت رئاسة المجموعة في 2020 فإننا ونحن الأحفاد نفخر اننا ورثة الأجداد والحراس الأوفياء لهذا الكيان العظيم نعاهد الله ثم قائد مسيرتنا ان نظل على الوعد والعهد أوفياء ملخصين جنودا مدافعين عن هذا الصرح الحصين متمسكين بالشرع المتين ابد الآبدين.
فذلك اقل واجب مستحق منا تجاه جهاد وكفاح الآباء والاجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس وكانوا لأرواحهم مرخصين من اجل رفعة الدين والدفاع عن هذا البلد الأمين
إن الاحتفال بيوم التأسيس المجيد الذي تحتفل به قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين مهندس رؤية السعودية 2030 ليس إلا دليلا جديدا على وفاء لأحفاد لإرث الأجداد وهو ما يجعلنا نحن أجيال التوحيد مسؤولين عن الحفاظ على استقرار ونماء ورخاء وطننا الغالي مسلحين بالإيمان والعلم النافع والجهد والجد لتبقى بلادنا كما حلم اجداد سيدة الأوطان على الدوام وفي كل حين.
ملتفين حول قيادتنا الرشيدة مواصلين السير نحو عنان السماء همتنا حتى القمة وللمستقبل كما كان جدنا الأمام نحن الأئمة.
مدير الموارد البشرية
