بارعات العالم الغربيخواطر

بداية جديدة / أسماء إلياس

لم يعد وقت للندم. أو التراجع عن خطة، عندما قررت بناء عالم جديد.
كلمات بدأت بها حديثي عندما التقيت برفيق طفولتي ومرحلة شبابي عامر.
– هناك قلوب تنبض بالحب، وأخرى يعشعش فيها الشر الذي هو أحد مبادئها، فما الحل برأيك؟ لقد حاولت استرجاع شيئاً من الماضي، لكن محاولاتي باءت بالفشل، استشرت أحد المثقفين الذين لهم باع طويل في العلوم السياسية الأدبية التي تشغلنا على مدار الأربعة والعشرين ساعة من كل يوم، كان رده:
– اسمعني جيداً يا هاني. بناء عالم جديد شيء يستحق المحاولة، لكن يا ترى هل لديك المواد الأساسية حتى يتم البناء على أسس متينة؟
– الصحيح إلى اليوم ما زلت أبحث عن من يمد يد العون حتى نبني هذا الصرح الذي طالما تمنيت أن اراه على ارض الواقع، لكن كما ترى لم أجد إلا قلة قليلة التي رحبت بهذا الشيء.
– لكن البناء يحتاج لعناصر وامكانيات كبيرة وجهد حثيت.
– أعلم ذلك لهذا اقترحت أن نوزع المهام على عدة شخصيات لديهم خبرة في هذا المجال.
– هل توصلتم لنقطة معينة تبدؤون من خلالها لبناء هذا الصرح العالمي الجديد؟
– نحن بصدد ذلك، كل الخرائط جاهزة، وأيضا قدمنا طلب ترخيص وكان ان استجابوا لطلباتنا بشكل جعلوني استغرب من سرعة التنفيذ.
– متى تبدؤون في البناء غداً او بعد غد أو بعد شهر؟
– سؤالك وجيه، لقد قررنا أن نبدأ في يوم ذكرى الأرض الخالدة. حتى نكرم كل من سقط شهيداً في هذا اليوم.
– عظيم جدا. أنا معكم ومتأكد بان الكثير من الأيادي سوف تستجيب لكم.
– هذا ما أتمناه. لكن هناك مشكلة كبيرة وهي بخصوص تمويل المشروع، على من يقع؟ صحيح هناك الكثير من التبرعات التي وصلتنا من عدة جهات. لكن هذا لا يكفي نريد المزيد من الالتفاف حول هذا المشروع، تخيل عندما ينتهي سيكون ملجأ للكثيرين من الذين فقدوا منازلهم، أثر هدمها من قبل السلطات الحاكمة. كم من بيت هدم لأنه لم يتمم المعاملات ولم يكن معه رخصة بناء، كان مصيره الهدم دون وازع من رحمة أو ضمير. لهذا فكرنا أنا وعدة من الأصدقاء الغيورين على مصلحة المواطن الذي يشكو من الظلم على بناء مكان يجمعهم سوياً ويكون صرحاً للشعوب المقهورة التي تبحث عن الأمان في زمن قلة فيه الرحمة.
البناء يستغرق سنوات، لكن الهدم يستغرق ثانية من العمر، لذلك بدل أن تهدم ابنِ بناء يكون مأوى لكل متشرد ولكل من فقد بيتاً دافئاً.
هنا تنتهي هذه القصة التي من خلالها حاولت القاء الضوء على مشكلة يعاني منها المواطن العربي في هذه البلاد الذي فيها القانون لا يحمي إلا من يمتاز بظهر يحميه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق