نشاطات

ما هي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ؟ وما هي الفروقات بين الكنائس والطوائف المسيحية والكاثوليك ؟( أ.د. حنا عيسى)

المقدمة

الكاثوليكية مصطلح واسع يصف مجموع المؤمنين ، المؤسسات ، العقائد ، اللاهوت ،القداس والأخلاق والقيم الروحية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، حيث يصف مصطلح الكاثوليكية جميع الكنائس المسيحية التي تقر بسيادة البابا والتي تجمعها شراكة مع الكرسي الرسولي.

نشأة الكاثوليكية

عام 1054م حدث انشقاق كنائس الشرق والغرب الخلقيدونية سميالانشقاق الكبير”عن بعضها البعض مشكّلة بذلك فرع غربي لاتيني “كاثوليكي” وفرع شرقي بيزنطي “أرثوذكسي”، وكان هذا الانشقاق أو الانقسام نتيجة فترة طويلة من الجفاء بين المسيحية اللاتينية والمسيحية اليونانية.

كان السبب الرئيسي للانشقاق هو الخلاف حول قرار البابا “ليو التاسع” والذي طالب بأن يكون له سلطة على البطاركة اليونان الأربع في الشرق، وأيضاً رغبة الغربيين بإضافة عبارة على قانون الإيمان حول انبثاق الروح القدُس من الابن ايضاً إضافة للآب.

رأى الشرقيون بأن سلطة بابا روما هي شرفية ، وهو يملك سلطة روحية في نطاق رعيته فقط ، ولا يملك الحق لتغيير قرارات المجامع المسكونية ، بالإضافة الى ذلك وجدت أيضا عوامل ومؤثرات أقل أهمية أدت لحدوث الانشقاق كالممارسات الطقسية وغيرها.

الكاثوليكية

تعتبر الكاثوليكية من أكبر طوائف الدين المسيحي ، يقع مركزها الروحي في الفاتيكان“مقر بابا الكاثوليك “، ويتواجد أتباعها في كثير من دول العالم وخاصة في جنوب أوروبا وأمريكا اللاتينية.

تأتي الكنيسة الكاثوليكية في مقدمة الطوائف المسيحية انتشاراً ، حوالي 1.350 مليار نسمة بما يشكل 17.33 % من البشرية و51.4 % من المسيحية ، الغالبية العظمى من أتباع الكاثوليكية هم اتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ذوي التقليد الطقسي اللاتيني وتصل أعدادهم 1.19 مليار، في حين أن أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية تصل اعدادهم إلى 17.2 مليون.

تصنيف الكاثوليك في العالم

تتصدر البرازيل قائمة أكبر عدد سكان العالم من الكاثوليك اي حوالي “134 مليون”،حيث تحوي البرازيل وحدها على عدد من الكاثوليك بشكل أكبر مما في إيطاليا و فرنسا و إسبانيا مجتمعة ، ويذكر أن أكبر عشرة دول كاثوليكية من حيث عدد السكان تحتوي على أكثر من (56%) من نصف الكاثوليك في العالم ، فمعظم البلدان التي لديها أكبر عدد من السكان الكاثوليك لديها أغلبية كاثوليكية ، لكن على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها رابع أكبر عدد من السكان الكاثوليك في العالم، إلا ان نسبة الكاثوليك فيها هي 24% فقط ، هناك 67 بلداً في العالم  يشكل فيه الكاثوليك غالبية السكان.

يقطن إجمالي كاثوليك العالم في الأمريكيتين (حوالي 40% يتواجدون في أمريكا اللاتينية) في حين أن 24% موجودين في أوروبا خاصة في جنوب وغرب اوروبا، أما القارة الإفريقية تحوي 16.1 % من كاثوليك العالم، أما آسيا وأوقيانوسيا تحوي 12 %من الكاثوليك في العالم، اما في الشرق الأوسط فيعيش 0.5 % من كاثوليك العالم ويقطنون بشكل خاص في لبنان، وفلسطين، وسوريا، والعراق ودول الخليج العربي ودول المغرب العربي.

تنظيم الكنيسة الكاثوليكية

يوجد داخل الكنيسة الكاثوليكية مجموعة من التقاليد الكنسية، فإلى جانب التقليد الروماني اللاتيني الذي ينتمي له غالبية الكاثوليك تحتضن الكنيسة خمسة تقاليد شرقية تتتبعها 24 كنيسة كاثوليكية شرقية، جميعها لها تنظيمها الخاص وقيادتها الذاتية تحت سلطة البابا، وهي محمية من أية محاولة للتقليد اللاتيني، من الطوائف المسيحية الكاثوليكية ما يلي:

الروم الكاثوليك

السريان الكاثوليك

الموارنة

الكلدان الكاثوليك

الأرمن الكاثوليك

كنيسة اللاتين في القدس

الفروقات بين الكنائس والطوائف المسيحية والكاثوليك

الكاثوليك والأرثوذكس

هناك عدة نقاط للاختلاف بينهم:

مريم الحبل بلا دنس: يؤمن الكاثوليك كما الأرثوذكس بانتقال العذراء مريم إلى السماء بالروح والجسد إلا ان الأرثوذكس لا يعتبرون انتقالها جزءا من العقيدة، بل أنه مرتبط بأمومتها السماوية وقيامة يسوع المسيح، يعتبر البابا بييوس الثاني عشر انتقال العذراء وارتباط ذلك بالحبل بلا دنس.

البابا دور أسقف روما: يعتبر الكاثوليك أن البابا هو ممثل المسيح وخليفة القديس بطرس وأسقف روما الذي يرأس بمحبة كل كنائس العالم، ويعتبر الأرثوذكس أن البابا هو فقط “أسقف روما” وان سلطته لا تكون سلطة مختلف الأساقفة والبطاركة، لا يقبل الأرثوذكس عقيدة العصمة الباباوية التي حددها المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول عام 1870م.

البتولية: تقبل الكنيسة الأرثوذكسية الكهنة المتزوجين، إلاّ أنها لا تقبل بالزواج بعد السيامة، أما بالنسبة للكهنة الكاثوليك فالبتولية هي أساس، باستثناء الكهنة الذين يتبعون الطقس الشرقي.

البند المتعلق بالابن: عرقلة لاهوتية، حيث يعتبر الكاثوليك أن الابن نتاج الآب وأن الروح القدس نتاج الآب والابن، وولد هذا المفهوم عام 589م، رداً على بدعة “الاريوسية” التي نفت لاهوت المسيح، لا يقبل الأرثوذكس بذلك فيتمسكون بعقيدة مجمع القسطنطينية (381) التي جرى التأكيد عليها مجدداً في مجمع أفسس.

التقويم الغريغوري واليولياني: تستخدم الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1582 م التقويم الغريغوري (الذي أدرجه البابا غريغوريوس الثالث عشر تصحيحاً للتقويم اليولياني)من أجل تحديد أيام الأعياد ولذلك، هناك اختلاف في تواريخ الأعياد الأساسية بين الكاثوليك والأرثوذكس “عيد الميلاد، الغطاس، الفصح”.

المعمودية: العماد عند الأرثوذكس سرّ يحصل به المعمَد على الميلاد الجديد سواء كان الشخص كبير أو صغير، ويكون بالتغطيس. أما عند الكاثوليك هو سرّ أيضاً كما عند الأرثوذكس لكن يكون بالرش أو السكب.

الكاثوليك والبروتستانت

هناك عدة نقاط للاختلاف بينهم:

الرهبنة : لا يوجد نظام رهبنة ، أي ان جميع رتب الخدام متزوجون في الطائفة البروتستنتية على عكس الطائفة الكاثوليكية التي يوجد فيها نظام الرهبنة والتبتل.

اكرام القديسين: لا يكرمون القديسين ولا يحتفلون بأعيادهم ، كما الأرثوذكس والكاثوليك الذين يكرمون القديسين.

الأيقونات والصور : لا يؤمن البروتستانت بالأيقونات والصور في الكنيسة ولا بإيقاد الشموع أمام صور القديسين.

الكنيسة كبناء : في كنائس البروتستانت ليس هناك هيكل أو حجاب ، قباب وأيقونات ،بل كل ما فيها هو منبر للوعظ ومقاعد.

بتولية العذراء : لا يؤمنون ببتولية العذراء بل يعتقدون انها تزوجت يوسف النجار ،وأنجبت منه بنين ، عُرفوا باسم “أخوة يسوع” (انجيل متى 56،55:13). ولا يكرمون مريم العذراء ، وكثيراً ما يلقبونها أم يسوع ولا يوافقون على عبارة “ممتلئة النعمة (لوقا 28:1) بل يترجمونها “المنعم عليها وينكرون صعود جسد العذراء الى السماء، ولا يحتفلون بأي عيد من أعياد العذراء على عكس الأرثوذكس والكاثوليك.

المعمودية : هناك اختلافات بالنسبة للمعمودية من أهمها لزوم المعمودية بالخلاص ،كذلك لزوم المعمودية للأطفال ، ولا يؤمنون بكل فاعلية المعمودية ، ولا علاقة المعمودية بالولادة الجديدة وبالتبرير وغفران الخطايا ، وبهذا تتحول المعمودية في البروتستانتية الى اسم بلا مفعول ، بل ينسبونه إلى الإيمان ، مع ذلك ليس كل البروتستانت إيمان واحد في المعمودية ، فمنهم من يوافق على معمودية الأطفال ومنهم من يوافق على المعمودية بالتغطيس.

الخاتمة

ومن هنا نقول إن كل الطوائف المسيحية بشكل عام لديها شيء مشترك وهو ايمانها بالسيد المسيح وصلبه وموته من أجل خلاص البشرية ومحو آثامنا وخطايانا رغم اختلافاتها الجوهرية في بعض النقاط والمعتقدات ، لكن يكفي أنها جميعها تؤمن بالسيد المسيح له المجد.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق