ثقافه وفكر حر

معركة وادي المخازن (الملوك الثلاثة)

حاولت البرتغال إحتلال المغرب لتحويلها لأندلس جديدة، فقام المغرب بتدمير الإمبراطورية البرتغالية

ومات في المعركة ثلاثة ملوك ومنهم الملك البطل عبد الملك السعدي، ولتكن نهاية إمبراطورية ما وراء البحار

حيث في 1578/08/04 ميلادي

الموافق 30 جماد أول 986 هجري

وقعت معركة وادي المخازن في منطقة القصر الكبير في شمال غرب المغرب.

بين الجيش المغربي بقيادة السلطان عبد الملك السعدي من جهة وعدده 40000 مقاتل وبين الجيش البرتغالي بقيادة الملك سبستيان ومعه الملك الخائن محمد السعدي وقوات اسبانية وألمانية وإيطالية ومجموعهم 40500 مقاتل.


اسباب المعركة


في عام 1576 م إستطاع عبد الملك السعدي خلع إبن أخيه الملك محمد السعدي، فقام محمد السعدي بالتمرد للعودة للحكم، وقام بطلب النجدة من الإسبان والبرتغاليين.

وعندها خطط ملك البرتغال سبستيان الأول لإحتلال المغرب وسواحلها، وتلقى دعما من إسبانيا والألمان والإيطاليين.

وكان البرتغاليون يسيطرون على أراضي مغربية وأهمها طنجة، فهرب الملك الخائن محمد السعدي إلى طنجة مستنجدا بملك البرتغال.


قبل المعركة


أتى ملك البرتغال سبستيان وجيشه إلى طنجة، وبدأ بالتقدم في الشمال المغربي، واختار الملك عبد الملك السعدي القصر الكبير مقراً لقيادته، وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة، وأرسل لملك البرتغال يطلب منه الإقتراب بجيشه للقاء، فتقدم ملك البرتغال بجيشه رغم نصيحة الملك الخائن بأن يبقى قرب البحر لأجل الإمدادات، ولكن ملك البرتغال رفض وتقدم نحو وادي المخازن.


المعركة


في صباح الإثنين 4 أغسطس 1578 ركب السلطان عبد الملك السعدي فرسه يحرض الجيش على القتال رغم مرضه الشديد، وقام القسس والرهبان بإثارة حماس جند أوروبا مذكرين أن البابا أحل من الأوزار والخطايا أرواح من يلقون حتفهم في هذه الحرب.

وانطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين كليهما إيذاناً ببدء المعركة، وانفصل قسم من الجيش المغربي وإلتف خلف الجيش البرتغالي وهاجمه بالرصاص، وقام باقي الجيش المغربي بتطويق الجيش البرتغالي، والهجوم عليه بشكل مباشر.


تحقيق النصر وموت الملوك الثلاث


وكانت الصدمة حينما قتل الملك البرتغالي سبستيان الأول، فإنهارت معنويات الباقين، وقتل الآلاف منهم بعد ذلك، وقتل نبلاء البلاط وقادة الدولة البرتغالية يومها.

وحاول الملك الخائن محمد السعدي الفرار شمالا فوقع غريقا في نهر وادي المخازن ووجدت جثته طافية على الماء، فسلخ وملئ تبناً وطيف به في أرجاء بلاد المغرب انتقاما منه.

وأما الملك البطل عبد الملك السعدي فقد توفي بعد المعركة بسبب شدة الجهد الفائق الذي بذله في قيادة الجيش رغم مرضه الشديد حيث أن المعركة دامت حوالي أربع ساعات وعشرين دقيقة.


نتائج المعركة


إنهارت الإمبراطورية البرتغالية بعد مقتل ملكها وأمرائها ونبلائها وقادة جيشها، فقامت إسبانيا بضمها إليها، ليكون هذا الحدث الأسوأ في تاريخها.

وأما المغرب فقد تولى حكمها الملك أحمد السعدي أخ الملك البطل عبد الملك السعدي، ودخلت المغرب إلى أزهى عهودها رخاءا وعلما وعمرانا وجاها وقوة، واتسعت مساحتها فأصبحت تمتد إلى ما وراء نهر النيجر جنوبا.
******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
******************

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق