مكتبة الأدب العربي و العالمي

الدكتور محمد ابن أبي شنب هو أول من تحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي سنة 1923 قبل أن تشرق شمس طه حسين وعباقرة الأدب المصري.

هذا الفلاح البدوي القادم من قرى المدية بهندامه البدوي دون عقدة ولا مركب نقص يعتبره الفرنسيون معجما لغويا حقيقيا ألف ما يزيد عن خمسين كتابا ويتقن ثمان لغات عالمية كتابة وحديثا في زمن التجهيل والتفقير والأرض المحروقة .. واحد من آلاف العباقرة الذين خرجوا من صلب أمة يرفض الرئيس الفرنسي أن يسميها كذلك .. ثم يأتي معلق رياضي موتور يقول أن المصريين هم من علموا الجزائريين لغتهم ودينهم !!
الذي علم الجزائريين اللغة العربية والدين الاسلامي هو حليب الأمهات ودماء الآباء والأجداد وتضحياتهم.
لست أدري متى وكيف ولماذا يتحول مجرد معلق رياضي على مقابلات كرة قدم الى منكل بالتاريخ ومشاعر الشعوب ..
الطريقة الأمريكو لاتينية في التعليق الرياضي إستعار منها ذلك التعيس فقط الإعتداء على تخصصات بعيدة كل البعد عن الرياضة مثل التاريخ والأدب والفن والشعر وتغليف كل ذلك بالصراخ وتهييج المشاعر والضرب على وتر الخلافات المدفونة.
عندما تحاول ضرب معنويات شعب كامل بتسفيه ماضيه ونسف تاريخه في التعليق على مجرد مقابلة تعلم جيدا أنها مهمة ويتابعها الصغار قبل الكبار بمشاعرهم قبل عقولهم، وتدفع بشعب كامل ليخرج من مقابلة كرة قدم محبطا من خلال أفلام الآكشن وأوهام الهيمنة التاريخية والسيطرة السياسية والنفخ في العجلات.. أكيد لن يمر الأذى دون صراخ ..!
وإذا كنا لا نقبل تحريف الحقائق والتاريخ من معلم يخاطب عشرين تلميذا في فصله فكيف نقبل ذلك من معلق رياضي يخاطب ملايين البشر المسحورين بكرة القدم !!
مغالطات تاريخية وأخرى حتى رياضية ثم نكتشف أن منتخبنا الثاني فرض التعادل على منتخبهم الأول ولم يخسر وأن الصورة المنقولة والمغلفة بالمغالطات التاريخية لا تعكس سوى الرغبة في ضرب معنويات شعب يتنفس كرة القدم ويعشق منتخبه الوطني بطريقة جنونية ..
نجومية معلقي كرة القدم تصنعها الجماهير ولست أفهم أي غباء يدفع معلقا رياضيا مشرفا على التقاعد ليخسر جمهوره في بلد كبير وجار ويحاول حتى تشويه الهوية والتاريخ ربما نكاية فقط في زميل له تفوق عليه في الوصول إلى شريحة أوسع.
على المعلقين في الرياضة العودة إلى أحجامهم ومقاعدهم وإحترام مهنتهم وجمهورهم والابتعاد عن مناطق البارود لأن شعوبنا ليست في حاجة الى المزيد من حمالات الحطب ..

محمد يعقوبي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق