مقالات

ذكر…لعلّ الذكرى تنفع الغافلين… بقلم فاطمة كمون – تونس 🇹🇳

أيلول، سبتمر، مستهل خريف وشهر خير وأمطار ، انطبع عند العرب بالسواد والموت. لاتعنيني أحداث الحادي عشر منه رغم فضاعة الجُرم وما انجرّ عنه من قلب خريطة العالم سياسيا واستراتيجيا، وأستبيحت لأجله أنهار دماء وحفرت آلاف الخنادق والمقابر للجثث أحياء وأموات… هناك محطات أخرى فارقة في التاريخ العربي لم يكشف النقاب عن تفاصيلها لحد اليوم…وكلّها أحداث دموية أدّت إلى تحولات سياسية في المنطقة إلاّ أنّها أصبحت ضمن أخبار “حدث في مثل هذا اليوم”في عناوين الجرائد والقنوات التلفزية، دون تحديد أيّة مسؤولية وكأنّ القلم جفّ حبره والكلمة اختنقت في الحنجرة بسبب المحافظة على علاقات دولية خارج الضمير العربي. بداية دور المملكة الهاشمية في تصفية عُزل احتموا بها للدفاع عن قضيتهم العادلة. أحداث أيلول الأسود، حيث وجّه النظام الأردني ضربة استئصالية ضخمة وعنيفة للمنظمات الفلسطينية داخل مدنه لحصر النشاط العسكري للفصائل داخل المخيمات، وليعيد هيبة الدولة حسب زعمه رغم الفارق العسكري بين القوتين كان ذلك ذات سبتمبر في التقويم الشهري وتحديدا سنة 1970.وبقطع النظر على تفاصيل الأحداث التي أدت إلى تفاقم الوضع بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الأردني،فموقف أمريكا واسرائيل من الأحداث والتي كشفت هارتز وثائقه مؤخرا تُغني عن اي تعليق…
خططت القوات المسلحة الأردنية للضربة العسكرية وأطلقت عليها اسم “خطة جوهر”بحيث يتم الهجوم بشكل متزامن في كل من عمان والزرقاء واربد في الوقت نفسة وبخطة عسكرية معدة سلفا رغم التطمينات العربية التي أكدت للفلسطنيين في التنظيمات عدم جدية التحركات العسكرية الأردنية الآ ان الضربات العسكرية كانت جاهزة فدكت مواقع المنظمات الفلسطينية، وبدأت المجنزرات والسكوتات باقتحام مخيم الوحدات ومخيم البقعة ومخيم سوف في عمان ومخيم الزرقاء واجتياح فرق المشاة لشوارع مدن الزرقاء وعمان وإربد وأبادت ما أبادت
غير بعيد عن ذات المنطقة غيم أيلول بسواده على بيروت بعد اغتيال بشير جميل بيومين ،عرفت مخيمات اللاجئين في بيروت افضع جرائم ضد الإنسانية عبر التاريخ بعيدة عن الإعلام الذي حرمته الآليات الإسرائلية من تغطية المذبحة. مشاهد وصورا هزت العالم وحركت ضمائر الصمت وقتها دون فعل ،كان ذلك في 16 سبتمر 1982 مجزرة صبرا و شاتيلا ثالوث اجرامي بين صهاينة وعرب عُرفت بالمجموعات الانعزالية اللبنانية جمعت حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي.نفذوا العملية ببشاعة لا يقبلها عقل ولا ضمير حي، عماهم الكره حتى تجاوزا عصابات الهاقانا والأرقون في غلهم، جثثا مربوطة بالحبال دون سماع إطلاق رصاص، كواتم صوت مرمية قرب الجثث هنا وهناك سكاكين مشحوذة تفصل الرأس عن الجسد وتبقر الحوامل، قُدمت أرواح الأطفال قرابينا لإرضاء شارون الذي حملته فيما بعد لجنة كاهان المسؤولية عن المذبحة ، نساء صوتهن مازال يهز العالم بأي ذنب قتلن. 48 ساعة قتل مستمر تحت غطاء اسرائيلي وبدم بارد بأيادي عربية والحجو البحث عن مقاتلين فلسطنيين مختبئين في الملاجئ .لحد اليوم مازال التضارب حول عدد الضحايا العزل …ومن نجى من المجزرة أناس يعيشون شبه أحياء، من هول الجرم المرتكب صمت العالم وندّد والسؤال المبتور الذي لا جواب له دائما وماذا بعد…؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق