شعر وشعراء
ليــلـة أرق ،، حسن إبراهيم حسن الأفندي
(أذل الحرص أعناق الرجال)
فلا تجزع لحالك والمآل
وكن جلدا على الإعصار مهما
أصابك ما يصيب من الليالي
فما عهدي بقلبك مستطيرا
تحركه المصاعب كل جال
صدعت بحُر رأيك لا تبالي
وظل ثبات عزمك لا يبالي
ولم تسجد لغير الله يوما
ولم تخضع لكيد أو نكال
سموت عن الصغائر لست ترضى
مسايرة الصغار على ظلال
تلاقي ما تلاقي من بلاء
عظيم كان يا حسن الفعال
فماذا لو أصابك من جديد
جراحات سمون بليل بال
ولم أر مثل فقر المرء ذلا
يعيش به القريب غريب آل
رمتك النازلات فكن صبورا
وعذ بالله من نار القوالي
وقاك الله قلبي من خطايا
ومن ذلات أحلام الخيال
تجوب الأرض شبرا إثر شبر
وكنت كريم أصلك في الخصال
رأيت الخير لا تبغي سواه
ولم تعبد دراهم للمِحال
يقيني أن هي الدنيا بحال
تغيّر ثوبها في كل حال
فما يبكيك من جور الليالي
وما يجزيك من جمع لمال
ألست إلى فناء بعد عمر
وإن أربى على الألف الطوال
وهل ملك الخلائق في مصير
وهل ننجو بصبر وانفعال
هو القدر الذي لابد منه
فواعجبي من القدر الموالي
( تموت الأُسد في الغابات جوعا)
ويظفر ابن آوى بالنوال
يضيق الصدر عني بعض وقت
فأصبو للقديم من الخوالي
وأحمل هم مثلي في المآسي
وأدعو الله فتحا من حلال
إليك رفعت يا ربي بهمي
وجئت إلى رحابك ذي الجلال
فلا تردد لعبدك إذ ينادي
أغثني أنت ربي من عضال
فقد ضاقت بي الدنيا بعيني
لعجزي عن بلوغ للمنال
يشُق علي قول الناس إني
غريب في المقام وفي الرحال
وأني ذو إباء حين أبدو
وذو صلف وذو كِبْر يوالي
( و لم أزهد عن اللذات إلا
لأن خيارها) خنست حيالي
فقلت لهم معاذ الله حسبي
بطاعته أعيش إلى الزوال
ولجت ببابه أرجو قبولا
وهل ردّ السؤال كريم حال
بحب المصطفى يا رب أدعو
بعفوك عن ذنوبي عن ضلال
أجرني يوم يأتي القوم صرعى
من الهول الكبير من السؤال
إذا قد كان عفوك لي رفيقا
فقد تربت يداي بلا جدال
وماذا ضرني من قول خلق
وما سمعي لقيل أو لقال
******
أرقت جفاك نومك في كثير
من الأحيان ترصدها الليالي
تفكر في الذين أووا جياعا
إلى نوم تكّدر بالهزال
ذكرت النازحين إلى بلاد
وخلفهم العزيز بأرض آل
ذكرت الثائرين غداة هبوا
يهزون السواعد للنضال
خذوا من قوة الإيمان حقا
يضيع إذا جنحتم للخذال
ولا تهنوا ولا ترضوا بسلم
فما عرف الخنوع ذوو معالي
همُ العرب الذين عرفت عنهم
فحدث عن بطولات الرجال
أقاموا العدل في الأسبان حتى
تعلق فرس كسرى بالمثال
فوحّدهم إلى العلياء دين
تشرب بالجميل من الخصال
*****
أرقتُ فما لِحُمى الشعر عندي
تطول وليل غيري في جمال
دفنتُ الحزن في جوف الحنايا
عجيب أمر أحزان ثقال
كأني قد خلقت أروض قلبا
تعشّق في جوانبه العوالي
رددت نداءه زهدا لأني
رأيت الزهد أنفع من قتال
أ ترضى أن تقاتل في أمور
نأت بالبعض غيرك في ضلال
فلو دامت ممالك سابقات
دعوتك للطعان وللنزال
ولكني علمت بدار موت
فما أغناك عن لجج انحلال
ينازع قلبك المأفون خوف
فوالهفي على جزع بدا لي
أروضّه بتقوى الله حينا
وأكرهه لصبر واحتمال
وحينا تستبد بي الدواهي
من اليأس المحيط من الملال
****
عجيب أمر قلبك لا يبالي
و أن يحيا لتيه و اختيال
كأن العمر لا يمضي سريعا
إلى قدر تخطّف في عجال
فأين المالئون الأرض باسم
بما كسبوا على عرش الزوال
وأين وأين أين بنو أبيهم
وأين بنو عمومتهم وخال