مقالات
علمتني الحياة (٣٥) د. عثمان بن عبد العزيز آل عثمان.
تجارب الحياة كثيرة ومتنوعةٌ، والذكيُّ الذي يتعلم من تلك التجارب، والأذكى من يتعلم من تجارب الآخرين أيضًا، وكما يقولون: إذا أردت أن تعيشَ حياةً لم تعشها تعلَّم من تجارب الآخرين، ومن هذا المنطلق أحببتُ أن أضعَ بين أيديكم الكريمة خلاصةَ تجاربي، ومنها:
احرص على ألا يتسرب القنوط إلى قلبك مهما كانت الظروف والأحوال؛ اعرف المطلوب منك واعمل ،حسب قدرتك المالية، والإمكانية والزمانية، خذ بالأسباب، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
اعلم أن أشد الناس ندمًا وحزنًا في الدنيا والآخرة هم المقصرون في حق أنفسهم ومجتمعهم فهؤلاء لا شك يحتاجون إلى علاج:
صاحب كل شخص متنزن يملك مهارة التغافل والتغاضي، والنسيان، يحتفظ بالذكريات السعيدة والجميلة، فقط فهو أسعد الناس وأسعد من حوله. فهذا النوع من البشر هو القادر على رفع معنوياتك.
يؤمن بكل يقين:
كلما أصابه حزن وقلقٌ، أو ضيق في النفس، أو المال فوّض أمره إلى الله تعالى؛ فهو أقدر وأرحم، وهو خير الرازقين الحافظين.
ويعرف أن: العمل الخيري والإنساني أثره عظيم وكبير على صحته وحالته النفسية والاجتماعية؛ فهو أجر عظيم في الآخرة، وعلاج نافع ومفيد في حياته الدنيا.
ويجتهد في الدّعاء، سيدبّر الله تعالى أمره ويبعد عنه الشر وأهله، ويحفظ أهل بيته وكل من يعز عليه.
وهو :
شخص مقبل على الله تعالى وعلى عبادته، دائمًا مستريح منشرح الصدر، لا يتعب نفسه بالتفاصيل الماضية المؤلمة، حتى لا يفوته خيرًا كثيرًا.
يصنع نفسه:
نَقِيًّا من الداخل صاحب نية طيبة، يحب الخير للجميع يقدم مبادرات طيبة، يمنحه الله تعالى نورًا في وجه من حيث لا يعلم، ويحبه الناس من حيث لا يعلم،
وتأتي مطالبه من حيث لا يعلم، ويبعد عنه الشر وأهله، ويقيه مصارع السوء.
دائمًا:
واثقًا بنعم الله تعالى عليه بجانب مشرق وسعيد، يتفاءل بالخيرات والمسرات يجدها، ويتعوذ من شياطين الإنس والجن يحفظه الله تعالى منها، ويتميز في أعماله فهو أسعد الناس، ونال الأجر والثواب من رب العالمين في الآخرة.
متميز:
يزرع الطموح والأمل في قلب من حولك ويقول لهم بصوت عالٍ *أنتم متميزون*، تملكون أسباب السعادة والفرح والسرور، ولا تفكرون في أمور تجلب لكم الحزن والألم.
وثق:
عندما يكون هناك تأخير في حصول ما يريد لخير أراده الله تعالى له
يصبر، ويطمئن، ولا يتعجل، ويتفاءل بالخيرات والمسرات، فقد ينتظره من النعم أكثر مما يريد، وفضل الله تعالى عظيم والنعم التي لا تعد ولا تحصى.
تلك هي بعض نصائحي إليك، أردتها لك لتسعد، وجهتها إليك لترقى، قد يلامس بعضُها شغافَ قلبك فتؤمنُ بها، وقد يمرُّ بعضُها على فكرِك مرورَ الكرام، فاستفدْ مما يناسبُك، وتغافل عما لا يفيدُك، فالتغافلُ ثلثُ العقل، كما يقولون.
ولنا موعدٌ قريبٌ – -إن شاء الله- تعالى- في مقالٍ قادم.
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم
عضو مجلس بلدي الرياض
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
مخترع.