شعر وشعراء
هوى و شباب حسن إبراهيم حسن الأفندي
هذا نهارك واندحر
وأتى مساؤك للسمر
فارسل قريضك بلسما
ويراع مثلك ينتظر
واعزف بكل موتّر
وانظم به حلو السِير
واهجر جروحك خلها
فالذاهبون ذوو قدر
كل ابن آدم للفنا
يوما إذا هو قد فكر
كل سيأخذ قسطه
عمرا ويأنس بالحفر
شأن الحياة ومن يعش
بين المهالك يختبر
فانزع شبابك للهوى
إن التراب لمدخر
زدني وزدني مولعاً
هذا الشباب قد استعر
واسبق غريمك في الهوى
واطلب لربات الخفر
ما الحب إلا بالكؤو
س وبالشفاه وبالسهر
ما الحب إلا متعة
للجسم إن هو استتر
اخلعه طهرك والتثم
ثوب الملذات الأخر
ما أنت إلا نحلة
تمتص من زهر ثمر
لتعود تنسج للملا
شتى المغازل والصور
أنا قد نكرت حبيبتي
لما هواها لي نكر
فاسمع نصيحة من يفي
إن النصيحة لا تشر
الشعر لا وقف على
محبوب قلب قد هجر
أبدا ولا هو سائر
تبع الحبيب إذا سفر
الشعر لما أن يرى
وجها جميلا كالقمر
يحلو إليك فتنثني
بين القوافي والفِكَر
الشعر لا يبقي متى
ما قد طرقت ولا يذر
في كل بادية الصدو
د وكل مرهوب خطر
*****
قال الرفاق وأجمعوا
لما رأوني مزدجر
بين العواطف والبكا
ومع الكآبة والضجر
فأجبتهم والعين تُك
ذب من مدامعها الخبر
بسي فلا أرجو بكم
كنف الحياة المنتظر
اللهَ أخشى وعده
في كل منهي أمر
والذاهبون وإن نأوا
عني فلي جم العبر
لا تظلموا الموتى وإن
طال الزمان وإنهصر
أخشى عليك لقاءهم
قول المعري للبشر
والعمر إن يغدو لمو
ت فالنعيم به أضر
لا أسمع النصح ولا
أقتفي فيه الأثر
هذا الحبيب بحبه
لغدوت أشعر من شعر
حب تعيش حياله
دنيا الأماني والغِيَر
في كل آونة تمر
علي آلاف الصور
هذي بطرف ناعس
والخصر بالصدر فتر
والبعض منّى نفسه
شيئا عظيما وادخر
ومن العجائب أن ترى
حلم الجميلة في صغر
ومن الغرور أظنه
سعيا ضئيلا يحتقر
طاف الخيال ولا تني
ترجو الغرائر للقدر
لكن قلبي لم يعد
للأخريات به وكر
ولقد عشقت وقد غدا
شعري يواتيني الدرر
يحكي حنينا باعثا
في النفس متقد الشرر
يحكي جحيما في النوى
يحكي نعيما في السهر
كذب الذي زعم الهوى
معناه قبلات تُسر
أو رام فيه لجسمه
لذات ليل احتضر
الحب يجمع أنفسا
في أسمى ما عرف البشر
الحب ويحك لم يدم
في ظل قسوة من غدر
والغدر جرم للذئا
ب وقد تجاوز للكبر
فاصرف أمورك حازما
إن التعقل في الحذر
واهجر شرورك واتئد
ما دمت تملك للبصر
الحب أصبح ديننا
والدين قدس معتبر
من مات معتنقا له
وجد النعيم المنتظر
أما يدنس شرعه
ما كان ذنبا يغتفر
********