مقالات

البطركية الاورتوذكسية المقدسة أمام إمتحان صعب – بقلم نبيل عودة

البطركية الأورتوذكسية المقدسية امام امتحان صعب image

*هل يمثل جبرائيل نداف البطركية او ابناء الطائفة العربية الأورتوذكسية بما يمارسه سياسيا ويشاع حوله من تهم؟* حان الوقت لمؤتمر عربي وطني اورتوذكسي بمشاركة ابناء الطوائف الأخرى شرطا* مشكلة كنيستنا هي مشكلة وطنية اولا*

نبيل عودة

استهجن صمت بطركية الروم .. من تصرفات ونهج جبرائيل نداف.. الذي يسمى كاهنا .. لمن هو كاهن؟ لمكتب نتنياهو ام لتقديس نكبة شعبنا الفلسطيني ؟ الم يحن الوقت ليقرر البطرك ومطارنته موقفا من جبرائيل نداف؟ هل يفهمون انهم بطرك ومطارنة لإدارة شؤون الطائفة العربية الوطنية الأورتوذكسية؟ هل يعون ان القطيعة بينهم وبين ابناء طائفتهم ستحولهم الى مجرد بطرك ومطارنة بلا جمهور- جنرالات بلا جنود؟ هل وظيفتهم فرض رجال دين لا شيء يربطهم بقضايا مجتمعهم او شعبهم، هل تصرفات جبرائيل نداف لها تغطية من البطركية؟.. وربما ايضا ما يوجه له من تهم؟
لا بد من سؤال يشغل الكثيرين منا: هل تدار البطركية من مكتب نتنياهو؟ بأي حق تعطي البطركية لرجل دين من اتباعها ان يتصرف بما يثير الامتعاض بين ابناء قومه اولا وابناء طائفته ثانيا؟ هل يمكن تسميته راعي طائفة؟ كيف تنسجم هذه التسمية مع من تبرأ من قومية طائفته ، موجها لها ضربة خنجر بالظهر؟ كيف تنسجم هذا التسمية مع من يقف الى جانب نظام لا يعترف بحق جزء هام من ابناء طائفته الذين تحت الاحتلال … حقهم هم وسائر ابناء شعبهم في المناطق المحتلة بالتحرر من الاحتلال؟
طبعا من حق نداف المطلق ان يتبرأ من قوميته ويخترع لنفسه انتماء آراميا، وأصلا الآراميون هم من نفس المصدر العربي، أي من الجزيرة العربية وربما هم عرب اكثر من كل مسيحيي الشرق العربي.
طبعا من حقه المطلق أيضا ان يضيء الشعلة في عيد استقلال اسرائيل باصقا على الام شعبه ونكبتهم. لكن ليس من حقه ان يهين الصفة الكهنوتية التي ما زال يمثل عبرها جزء لا يتجزأ من شعب النكبة ومن الرازحين تحت الاحتلال.
كذلك من حقه المطلق ان يحدد خياراته الجنسية بكل تعدداتها. لكن من حقنا ان لا نقبل بكاهن له ميول جنسية قد تشكل تجاوزا للمتعارف عليه كنسيا واجتماعيا.
صدقوني أحترم ميوله الجنسية على ان لا يكون كاهنا من المفترض انه كامل كرجل. ما اعرفه ان الكنيسة ترفض رسم أي كاهن اذا تبين ان لدية عاهة جسدية، مثلا رفض رسم كاهن في الناصرة بسبب اصابة في قدمه تجعله يعرج رغم انه انسان متدين بصدق ويمارس الصلاة والقراءة الجميلة بصوته الجهوري وله دور كنسي لا يقل عن أي كاهن.
هل يفهم بطركنا الموقر انه ليس من حقه ان يفرض راعيا على ابناء طائفته تتناقض تصرفاته تماما مع مواقف ابناء طائفته – ولا اتحدث عما نشر في الصحافة عن ميول جنسية ومضايقات جنسية لشباب مجندين ؟
جبرائيل نداف لا يمثل نفسه فقط بصفته ما زال كاهنا محسوبا على المسيحيين الأورتوذكس. الطائفة التي تسمى رسميا “الطائفة العربية الوطنية الأورتوذكسية” وليست الصهيونية الليكودية!!.
جبرائيل نداف بصفته الرسمية كاهنا في الكنيسة الأورتوذكسية ملزم بموقف هيئات الطائفة بدءا من البطركية وصولا الى المجالس الملية. . وطبعا الهيئات الشعبية لأبناء الطائفة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.. كل المواقف معروفة ، ما نجهله موقف البطركية!!
كان بإمكانه الانسحاب من طائفته كما انسحب من قوميته، او الانسحاب من سلك الكهنوت ولن نلومه، بل سننظر اليه كفرد عادي نحترمه مع كل انحرافاته السياسية والجنسية (اذا تبين صحتها)، وله ان يكون مغردا في مكتب نتنياهو وصديق صدوق لكل سوائب المستوطنين والفاشيين في اسرائيل، او صاحب ميول جنسية مختلفة تابع لجمهور “الفخورين”، الذين يستحقون الاحترام لأنهم لا يخادعون ويعلنون عن انفسهم بدون خداع. او له ميول عادية.. والموضوع اضحى ضمن تحقيقات الشرطة ونأمل ان يتبين بطلان الشكوك حوله بانه قام بمضايقات جنسية لمجندين.. ليس احتراما له او قلقا على مصيره، بل احتراما لثوب الكاهن الذي يمثل به طائفة عربية عريقة.. وله بعد أن يقلع الثوب ان يعيش حياته كما يملي عليه عقله وضميره وميوله، وسنتعامل معه بناء على مصداقيته مع نفسه.
الحل الثاني بحالة تعنت البطرك كما لاحظنا حتى اليوم، ان نلغي اعترافنا بالبطركية وسلطتها الدينية.. كفانا استعمارا دينيا لبطركية يونانية فرضها علينا الأتراك لأسباب سياسية بسبب مواقف البطرك العربي الأخير(اسمه عطاالله) الوطنية المعادية للتعسف والاستبداد التركي.
مشكلتنا ان كل املاكنا مسجلة باسم البطرك اليوناني، لكننا حتى اليوم لم نتمكن من فرض هيئة مدنية تراقب وتدير املاك الطائفة. بصراحة لا نعرف كيف صرفت مليارات الدولارات ولا كيف ستصرف الأموال الجديدة. جمهورنا لا يستفيد اطلاقا من ثروته الهائلة.. اراض تؤجر مقابل قروش لمئات السنين.. الأموال لا أحد يعرف طريقها .. حان الوقت لمؤتمر عربي وطني اورتوذكسي بمشاركة ابناء الطوائف الأخرى شرطا.. نحن لسنا طائفيين ومشكلة كنيستنا هي مشكلة وطنية اولا.. يجب المبادرة حتى بثمن فقدان املاك لا شيء منها لمصلحة ابناء الطائفة او ابناء شعبنا عامة. لا يمكن قبول مغرد نشاز لحكومة اسرائيلية عنصرية وتصرفاته مهينة لكرامتنا ما دام كاهنا في كنيستنا الوطنية العربية…
لن اطرح أي حلول انما اشير الى احتمالات، هناك من هم أكثر معرفة مني لكل ما يتعلق بالأملاك وتصرفات البطركية، لكنني كابن لهذه الطائفة، ارى ان استمرار الحال أصبح من المحال.. حتى بثمن ان نعود طائفة لا تملك حتى كنائسها.
ان الأب (الكاهن) الذي قررت البطركية قبل سنوات نزع الثوب الكهني عنه “الكاهن رومانوس” لأسباب تتعلق بنشاطه المسيحي واخلاصه الذي لم يجد استحسانا من البطرك، خاصة نشاطه بأوساط المهاجرين الروس واعادتهم للكنيسة الأورتوذكسية، مما أثار ايضا غضب السلطة، تبنته الكنيسة الأورتوذكسية السلافية الروسية واعتبرته ممثلا لها في الأراضي المقدسة، اليوم هو مطران في الكنيسة الروسية الأورتوذكسية.. ويمارس نشاطه وخدماته الدينية أيضا لجمهور الكنيسة الأورتوذكسية العربية وكان لي شرف ان يقوم بعماد حفيدي الصغر بالروسية والعربية.. ومنحه شهادة عماد باللغتين الروسية والعربية. أي ان الطريق امام ابناء طائفتنا واضحة.. لنا ملاذ آمن من كنيسة صارت لا تلتزم بمواقفنا الوطنية.. اذا استمروا بتجاهلنا وعدم اتخاذ القرارات الحاسمة.. ليستعيدوا ثقتنا بانهم جادون في رعاية ابناء طائفتهم والحفاظ على كرامة كنيستنا وسائر كهنتنا.
اؤكد بوضوح: لنا عنوان له تاريخ حضاري مجيد في بلادنا عبر المؤسسات التعليمية والطبية التي اقامتها الجمعية الدينية الامبراطورية الروسية في بلادنا فلسطين!!
لن نكون ايتاما على موائد اللئام. آمل ان تعود البطركية الى وعيها وتتخذ قرارات تعيد الطمأنينة والهدوء لأبناء طائفتهم ولكل الغيورين على مصير شعبهم.
[email protected]

مقالات ذات صلة

إغلاق