ثقافه وفكر حر
من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر ” إذا شَمَّسَتْ الْطُمِي …. وإذا مطرت الْطُمِي”
كانت لأبي محمد ابنتان متزوجتان ، فحثّته امرأته أن يذهب لزيارة ابنتيه صلة للرحم والاطمئنان عليهما وٌادخال السرور في قلبيهما …
شدّ الأب رحاله وزار ابنته الأول في الجلمة اطراف مرج ابن عامر فسأل عن حالة زوجها المالية ليطمئن هو ويطمئن أمها عنها فقالت البنت :
يزرع زوجي الأرض فإن نزل المطر نجح محصولنا وعشنا براحة بال ،وإذا شح المطر خسرنا الزرع وتكون حالتنا تعيسة .
وأكمل الرجل رحلته فزار ابنته الثانية في جبع حيث التربة الصالحة لصنع الفخار بعد تشكيله وشوبه فسأل عن حالة زوجها المالية ليطمئن هو ويطمئن أمها عنها فقالت البنت :
نجمع انا وزوجي وأولادنا روث الحيوانات ونفرشها لتجففها أشعة الشمس ثم نبيعها لأصحاب الأفران وفنعيش من أثمانها حياة سعيدة ،أما إذا نزل المطر فإنه يجرف الروث ويهرب الفخار ويضيع تعبنا هباء منثورا ولا نجد مالًا نعيش به .
وبعد انتهاء رحلته؛عاد أبو محمد إلى زوجته فسألته عن البنتين وأسرتيهما وكيف حالتهما المالية فقال الزوج : إذا شَمَّسَتْ (سطعت الشمس) الْطُمِي (خدَّيْكِ)…. وإذا مطرت (نزل المطر) الْطُمِي … ففهمت المرأة أن عليها أن تلطم طيلة السنة وأنّ سعادة إحدى ابنتيها ستكون شقاوة للأخرى !!!
=============