ثقافه وفكر حر

من كتابات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصتي مع المثل الشعبي ” لا تحكم على الشجرة من لحائها”

في اول اجتماع لي مع مديرة التربية والتعليم الاخت ريما الكيلاني في مدرسة العائشية قبل ٢٢سنة مع مدراء المدارس في نابلس وكان عددها ١٩٤ مدرسة وكنت رئس قسم جديد اسمه التقنيات التعليمية وهو بديل لقسم اللوازم والوسائل التعليمية ويومها لم يكن لنا إدارة عامة …وقفت لاعرفهم بالقسم وتكلمت بصوتي الناعم المبحوح وبلغتي التي فيها الكثير من المصطلحات القروية العامية ..وكان معنا زميل تربوي الاخ عبد الرحمن سماعنة زميل وخريج جامعة اليرموك …
يومها لما جاء دوري بالكلام على المنصة وقفت فحدثت ضجه من الوشوشات والتهامز والتلامز من المدراء والمديريات وكان لي ذقن اسود ليس بطويل في مجمل الحكاية أن تلك الفوضى ملخصها أنهم لم يعجبوا بشخصيتي ولا حتى بصوتي وبالتأكيد لم يفقهوا قولي
وانتهى الاجتماع وكل غادر إلى عمله او رجع لبيته
مسكني الزميل عبد الرحمن سماعنة ليقول لي اتذكر قبل ١٦ سنة عندما جئنا في حافلة طلاب من جامعة اليرموك لزيارة كلية العلوم ومختبراتها.في الجامعة الأردنية ..يومها كنت انت من اختارتك الكلية لتعرفنا على أقسامها وتضيفنا وتحكي لنا ويومها انت عرفتنا على قسم الكيمياء وكان حديثك مخلوط بالعلم والفهم والاحترام والنكته والوطن لا يمكن لأحد منا أن ينسا ذلك اليوم أو الساعات بصحبتك وفي الحافلة ونحن عائدون قلنا احسن شيء في الرحلة جولتنا ووقتنا مع عوني ظاهر …و قال وانا اتذكر ذلك تذكرت المدراء والمديريات في موقف سيندمون عليه
وكيف سيطر على عقولهم كلماتك ومظهرك ولكن سلبيا وليس ايجابيا …لكن ساقول لك يوما ما ستكون صديقهم الوحيد وسيعرفون فضلك وأخلاقم بالعمل والعطاء وليس بالكلام وسوف يفتقدونك إذا ذهبت وتركتهم إلى مكان آخر أو تقاعدت .
وانا اتذكر هذه الحادثة وهذا الموقف لا يسعني إلا أن أشعر بالفخر والاعتزاز أنني اينما توجهت في ميادين الثقافة والتعليم والأوقاف والإعلام والمجالس والمواقع سواء حقيقية أو إلكترونية …أجد نفسي صديق الجميع اتعامل مع الجميع بعيدا عن المال والمحسوبية وبالتالي طلابي وزملائي ومن كان مسؤول عني ومن عرفته في مواقع التواصل الاجتماعي كلهم يعرفونني الإنسان الذي لا يعرف أن ينافق أو يداهن واللي معاه ليس له ولا أحسد من تفوق أو ارتفع مقامه ومعاشه ومركزه من زملاء تعينت قبلهم أو معي أو بعدي بل أغبطهم وأحبهم بالله وصديقهم في كل حين والاحوال ولا انتظر من أحد لا جزاء ولا شكورا
ارجو الله أن يمنح الجميع السعادة والهناء وان يمنحني الصبر وفعل الخير لمن يستاهل وان لا يخدعني باحد أو أن لا ينخدع أحد بي ويا رب هداة البال
اعيد واقول….
لا تحكم على الشجرة من لحائها
دمتم احبه
عوني عارف ظاهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق