قافلة القدسمقالات

د. عيسى: الاحتلال يفرغ مدينة القدس من سكانها الاصليين بشتى الوسائل والطرق

قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، “إن كيان الاحتلال يعمل جاهدا على تفريغ المدينة من سكانها الاصليين المقدسيينواستبدالهم باليهود بخمس وسائل، اولها مصادرة الأراضي والعقارات من أهلها لا سيما الغائبين، إضافة لتهجيرهم خارج المدينة، وذلك بسنّ قوانين تخدم مشروعهم، وفي نهاية المطاف منح هذه الأراضي لليهود من خلال اقامة مستوطنات في القدس ومحيطها. أوضح، “كيان الاحتلال الاسرائيلي يهودالمدينة المقدسة المحتلة ويسيطر عليها بوسائل شتى، من حيث القرارات الدولية، وسن القوانين الداخلية، والتغيير الديمغرافي والجغرافي، وفرض الأمر الواقع“.

وأضاف عيسى، إن الوسيلة الثانية التي تعمل بها سلطات الاحتلال بهدف تفريغ المدينة هو عزل أحياء مقدسيّة بجدار الفصل العنصري على غرار العيزرية وأبو ديس والرام وضاحية البريد وغيرها، واعتبارها خارج المدينةالمقدسة، وبالتالي سحب الهويات المقدسية من أهلها ومنعهم من دخول المدينة والإقامة بها، لافتا أنه منذ احتلال المدينة في عام 1967 وحتى عام 2007، سحبت سلطات الاحتلال الهوية من 8558 فلسطينياً من القدس الشرقية المحتلة. وشدد أن سلطات كيان الاحتلال تتبع ايضا وسيلة اخرى هي تضييق الخناق على المقدسيين، وتقليل فرص العمل لديهم ليضطروهم إلى الهجرة خارجها.

وحذر عيسى أن أخطر الوسائل التي تتبع من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي لتفريغ المدينة من سكانها الاصليين المقدسيين هو بناء المستوطنات الصهيونية حول مدينة القدس المحتلة بشكل دائري، وضمها إلى المدينة لتكثيف الوجود اليهودي ولإعطاء صبغة يهودية للمنطقة، منوها ان هذا الطوق يشمل كل من المستوطنات “هار حوما” جبل أبو غنيم، و “معاليه أدوميم” – أراضي أبو ديس، و “بزغات زئيف” أراضي حزما وبيت حنينا، و “نفي يعقوب” على أراضي بيت حنينا وضاحية البريد، و “جبعات زئيف” على أراضي الجيب وبدّو، و “ريخيس شفاط” على أراضي شعفاط.

وشدد أن “اسرائيل” تقوم بمحاولات مستمرة لنزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية من مدينة القدس المحتلة وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي، منواها ان هذا هو هدف المشروع الصهيوني، بجعل القدس عاصمة لدولتهم اليهودية وبناء الهيكل على أنقاض الأقصى، بجعل محيط الأقصى يهودياً صرفاً، أو ذا أغلبية يهودية ساحقة للسيطرة على المدينة والمسجد بالاستيلاء على ممتلكات فلسطينية وتحويلها الى بؤر استيطانية ومدارس دينية، وبتغيير أسماء الشوارع والأماكن العربية الإسلامية إلى أسماء عبريّة تلموديّة، كتسمية القدس ذاتها يورشلايم أو أورشليم.

ونوه، “من وسائل التهويد تحويل المعالم الإسلامية والمسيحية إلى معالم يهودية، كتحويل المدارس الإسلامية القديمة التاريخية، أو المصليات إلى كنس، أو هدمها وبناء مباني مكانها. وبتكريس الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، وذلك بالصلاة فيه يومياً، وباقتحام باحاته في وضح النهار وأيام أعيادهم وبحماية من الشرطة الاسرائيلية أو ما يسمى حرس الحدود، لتثبيت مبدأ أن الأحقية لهم في الأقصى. وبالتدخل في صلاحيات الأوقاف الاسلامية المشرفة على المسجد، ومنعها من القيام بأعمالها لا سيما ترميم المسجد وأبنيته وساحاته، حتى كادت جدران بعض أماكنه أن تسقط، وذلك بسبب الحفريات التي تجري تحته أيضا. وبمنع المصلين الآتين من الأراضي المحتلة عام 48، أو أهل قطاع غزة، أو الضفة الغربيّة، أو حتى المقدسيين أنفسهم من الدخول إلى المسجد، مع وضع عراقيل وشروط لذلك على غرار منع الرجال الذين دون الـ 40 عاماً من دخول المسجد“.

وتحدث عيسى، ان سلطات الاحتلال تقوم بحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، الأمر الذي يهدد المسجد بحيث هناك احتمال لسقوطه عند وجود هزة أرضية، أو بافتعال تفجيرات أسفل منه، لافتا ان مجموع الأنفاق التي تم حفرها تحت المسجد وفي محيطه يصل الى 25 حفرية موزعة بالاتجاهات الثلاثة: الجنوب، الشمال، الغرب، وبناء مدينة داود المزعومة تحت المسجد في منطقة سلوان العربية وفي محيطه وفق الوصف التلمودي.

وتناول عيسى الاستيطان في مدينة القدس المحتلة، وقال،اتبـعتاســـرائيلســــلسلة قوانين وأنظمــة لتجســـيد الاســتيطان في القدسوتهويدها، ومن هذه القوانين والأنظمة الفاشية قوانين مصادرة الأراضيوقوانين التنظيم والبناء وقانون الغائبين و الأسرلة، والوضع القانونيللفلسطينيين المقدسيين، علما أن إسرائيل تنظر إلى المواطنين الفلسطينيينفي القدس على أنهم مواطنون أردنيون يعيشون في إسرائيل، وذلك طبقاًللقوانين التي فرضتها على المدينة، حيث أعلنت في الأيام الأولى للاحتلالسنة 1967 منع التجول وأجرت إحصاء للفلسطينيين هناك في 26/6/1967،واعتبرت أن جداول هذا الإحصاء هي الحكم على الأساس لإعطاء بطاقةالإقامة للفلسطينيين في القدس.

وأضاف، “ومن يوجد من المقدسيين لأسباب خارج القدس، سواء أكان ذلكخارج فلسطين أم خارج المدينة (لا يحق له العودة إليها) وطبقت علىالفلسطينيين قانون الإقامة لسنة 1952 وتعديلاته لسنة 1974 بما فيها الأمررقم 11 لأنظمة الدخول والذي يقضي بشروط وتعليمات خاصة متعلقةبالإقامة لكل من يدخل إلى إسرائيل، وبذلك اعتبرت جميع الفلسطينيينالمقيمين في القدس قد دخلوا بطريقة غير شرعية في الخامس من حزيران، ثمسمح لهم بالإقامة في إسرائيل، وبذلك فهم ليسوا مواطنين وإنما أجانبيقيمون إقامة دائمة داخل إسرائيل، هذا هو الوضع القانوني للفلسطينيينفي القدس”.

وتابع،بموجب الأمر رقم 11 من تعليمات وأنظمة الدخول إلى إسرائيل، كل من يغير مكان الإقامة يفقد حق العودة إلى القدس، وتغيير مكان الإقامة ليس إلى خارج فلسطين (إسرائيل) فقط وإنما خارج حدود البلدية، وبالتالي يتم سحب حق الإقامة وإخراجه خارج البلاد، كل ذلك من أجل إعادة التوازن الديمغرافي لصالح الإسرائيليين وجعل السكان العرب أقلية في المدينة“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق