شعر وشعراء
الملة السمحاء / للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
اسـتـراحـت ولـيـلـنا فــي شـقـاء … واسـتـهـانـت حـمـاقـة الـشـعـراء
مــا لـهـا بـالـشجون أو بـالأمـاني … والـلآلـى مــن ثـغـرها فـي هـناء
سـخـرت مـمـن حـولـها وتـمـادت … تـتـغـنـى لــــم تـلـتـفـت لــلـوراء
هــكـذا قــاومـت هــمـوم حــيـاة … ولــهـا شـــدة لــهـا مـــن جــفـاء
مـــا لـهـا لـلـخيال حـيـن جـفـاها … أو غـــدا فـــي سـاحـاتـها بـــولاء
مـالـهـا بـالـشعر الـجـميل وغــثٍ … فــكـلا م الأشــعـار بــعـض هــراء
لـيـتـها مـــا زحـــت ولـــو لـقـليل … جــامـلـت مــــرة بــطـرف رضـــاء
لــتــوالــت أشــعــارنـا تــتــبـارى … وَصَــفَـتْ حـسـنـها وحــلـو بــهـاء
يــا حـبـيبي إن الـجـمال لـيـفنى … ذاهـــب مـــا تـــرى مـــع الأنــواء
وغــدا يـسـكن الـشـباب ويـبـلى … مــثـل مــن سـابـقوا إلــى بـلـواء
فـلـمـاذا نــرمـي الـزجـاج بـصـخر … ولــمـاذا نــهـذي بِــسَـيْءِ حــداء
طــالـمـا كــانـت الـمـنـايا نـصـيـبا … ومـــــــلاذا ومــــوعـــدا لــفــنــاء
فـتـعـالي يـــا حـلـوتـي وتــنـادِي … بــجـمـيـل مــــن رقــــة وغــنــاء
بــــودود مـــن الـمـشـاعر نـحـيـا … ولــنـا مـــن نـــدي كـريـمُ عـطـاء
إنـــمــا هـــــذه الــحــيـاة فــنــاء … فــلـنـقـابـلْ أدواءهــــــا بــــــدواء
إن نــعـانـدْ فــمــا يــفـيـد عــنــاد … فـلـيـكن مـــا بــنـا وديـــع رضـــاء
أتـــريــديــن أن يــــقـــال بـــأنـــا … قـــد خـــوى دنـنـا قـبـيل اهـتـداء
فـامـتطينا صـهـوات خـيـل وسـرنا … فـــــي تــبــارٍ لـلـكـعـبة الــغــراء
إنــمـا نــحـن مــن قـديـمٍ هـدانـا … وبـــإيــمــانٍ ربــــنـــا لاقــــتـــداء
بـرسـول أكــرم بــه مــن رســول … مــــن أتــانـا بـالـمـلة الـسـمـحاء
بـعـظـيـم مــــن الـكـتـاب مـبـيـن … وبــــــآي تــــــرد كـــيــد عـــــداء
أعــجـز الـكـافـرين قـــول حـكـيـم … مــالــه مــــن صــنــو ولا قــرنــاء
فـــرأوا فــيـه مـــن طــلاوة قــول … ورأوا فـــيــه مــحــكـم الإنــشــاء
ورأوا فــيــه مـــن عــلـوم وديـــن … ورأوا فــيـه مـــن هــدى وشـفـاء
فــتـبـارى إلـــى صـــلاحٍ فـطـيـنٌ … وتــــمـــادى مـــعــانــد بــغــبــاء
فــســلام عــلـيـك ألـــف صـــلاة … وصــلــت طــيـبـة وغــــار حــــراء
وأبــــا بــكــر ســيـدي وحـبـيـبي … وإلـــى مـــن تــلا بـعـدل سـمـاء
لأبــي حـفص مـهجتي وقـريضي … وامــتـثـالـي ورقـــتــي وثــنـائـي
أتـرى لـي مـن بعد شيب وضعف … أن أرى لــلــبــقـيـع أو لـــقـــبــاء
أن أصــلـي بـــه صـــلاة خـشـوع … ذاكـــــرا لــلــرسـول والــقــصـواء
واقــفـا عــنـد أُحْـــد وقـفـة دمــع … حــبـرت فــارسـا , أبــا الـشـهداء
طــارقــا بــابــا لـلـبـقـيع وأبــكـي … لابــن عـفـان فــي نـدى الـكرماء
جــهّـز الـجـيـش لا يـبـالي لـمـال … هـــل يــشـح الأبــي يــوم فــداء
مـــا يــضـر الـكـريم مــن وقـفـات … بـعـدهـا أن أتــى عـظـيم سـخـاء
كـــــم رزئـــنــا بـقـتـلـه وعــلــي … والـحـسين الـشـهيد فـي كـربلاء
أي كـــــرب رمـــــى وأي بـــــلاء … لا رعـــــى الله نــــازلات الــبــلاء
فـتـنة كــم لـذكـرها مـن شـجون … وامـتـعـاض ويـــا لــهـا مــن وبــاء
قـــد رمـتـنـا بـــه مـطـامع حـكـم … وانــتــهـيـنـا لــمــحـنـة كــــــأداء
رغــــم آلا مــنــا طــــوامٍ ولــكـن … لــيـس تُـلـهـي مـصـاعـب الأدواء
لــم يـعاتب مـن كـان فـظا غـليظا … نــفـسـه واســتـطـاب لـلـعـمـياء
يـا لـها مـن حـماقة لـيس تُـرضي … نــفـس تــقـوى صـفِـيّـة الأهــواء
… ===========
يـا رسـول الـهدى , رسـول كمال … جئتُ في دمعي والأسى وبكائي
كـبّـلت خـطـويً الـهـموم فـمالت … نــفـس حــرٍّ إلــى شـجـي رثــاء
أمـتـي كـانـت قــدوة فــي قـديم … فــغــدت حــاضــرا بــــلاط ريــــاء
شـلـوها أضـحـك الـشعوب عـلينا … مــن يـهـن ظـل فـي هـوان بـقاء
جــئـتـك الــيـوم بـاكـيـا يـتـلـظى … جــمـره مـــا خـبـا بـسـيل الـمـاء
لـم يـعد مـسرى لـلرسول مـصانا … لا عـــراق الـرشـيـد مــهـد إبـــاء
دنــســوا أرضــنــا ونــــام نـصـيـر … واحـتـسـيـنـا مـــــرارة الإخـــنــاء
لـيـت شـعـري فـمـا تـبـقى بـعـز … عــلّــم الــنــاس عـــزة الـكـبـرياء
لـيـت شـعـري والـنازلات لـشتى … والـمـنـايـا فـــي شـــدةٍ لابــتـلاء
لـــي رجـــاء ولـــي جـديـد نــداء … وبـحـسـبي مـلـكتُ شـعـر رجــاء
أن أرى أمــتــي ولــيـس عـلـيـها … مـــــن غــبــار أو زلــــة وانــــزواء
أن تـعـود الـنـفوسُ جــلُّ مـبـادي … كــــم غــدونــا بـدونـهـا بـانـكـفاء
قــلّــة الـحـيـلـة الــتـي لازمـتـنـا … مــذ بـعـدنا عــن سـيرة الـعظماء
مــذ بـعدنا عـن شـرعكم وحـكيم … مـــن كــتـاب هـــو الـعـلاج لــداء
ديـنـنـا الـسـمـح عــاصـم لـكـثـير … مـــن خـطـايـا ومــن أثــام عــداء
لـم أمـل لـلرخيص مـنها الـقوافي … شـتـمت أو كـالـت رخـيـص عـواء
… ==========
لــم أنــم مـنـذ أن رمــوا وعـجـزنا … أن نـــــرُدَّ الــصـاعـيـن لــلأعــداء
قــتــلـوا درة وشــيــخـا قــعــيـدا … لـــــم تــغــادر قــنـابـل لــنـسـاء
لــم تـمـيز بـيـن الـشـباب وطـفل … قــصــدوا لـلـعـمى غـــداة لــقـاء
سـبـق إصــرار مــا لـه مـن نـظير … وهــــوان لــنــا عــلــى الـلـقـطاء
لا أنــــادي صــــلاح , مـعـتـصماه … مـثـلـما نــادى مـعـظم الـشـعراء
بـــل إلــهـي فـــإن يـشـأ لـقـدير … قـولـه : كــن , كـانـت بــلا إبـطاء
يـــا إلــهـي وأنـــت عــالـم حــال … فــأمـرن مـــن مــلائـك الـبـأسـاء
ضــربـت عــن يـمـينهم وشـمـال … وأتـــت مـــا أبـقـت مــن الأنـحـاء
بــــرزت تـحـتـهـم وفـــوق رؤوس … مـــن أمـــا مٍ , كـــذاك حــال وراء
دفـنـت أجـسـادا لـهم فـي حـياة … لــم تـبـارح مــن آثــمٍ مــن دمــاء
كـسـرت عـظـما إذ يـخـالط لـحما … فــــجـــزاءٌ يـــكـــون مـــثـــل أداء
فـجـروا , بـعـضهم نــرى يـتمادى … فــي اتـهـام الـرسـول والـشـرفاء
أيـــن تــبـت يــداهـمُ أيــن تـبـت … أيـــــن بـــــدرٌ لــنــصـرة ولـــــواء
زُلــزل الـشعر والـحماس بـصدري … فـاشف يـا رب واسـتجب لدعائي