نشاطات

يقول أحدهم: أحبتني إحداهن كثيرا / بقلم خديجة أسيل

يقول أحدهم: أحبتني إحداهن كثيرا، كنت ألاحظ ذلك في عينيها خلال المرات القليلة جدا التي رأيتها فيهن، لم تكن بالجميلة جدا و لم تكن عكس ذلك تماما لكن جمالها لم يكن من النوع الذي يروقني إلا أنها بقيت عالقة بذهني بشكل غريب .. في إحدى الليالي و عندما قمت بفتح حسابي على الفيس بوك فإذا بي أجد رسالة من حساب ليس من ضمن قائمة اصدقائي، فتحت الرسالة و هي كالتالي:” مرحبا، كيف حالك؟ لا اعلم هل ستتذكرني أم لا، لكني سأحاول تذكيرك بي، أنا تلك الفتاة ذات الجلباب الأسود، كنت أتواجد مع فلانه و فلانه… الخ، لابد أنك ستستغرب من سبب بعثي لهذه الرساله فدعني أخبرك بالسبب سريعا حتى لا يصيبك الملل من كلماتي، أنا أحبك، و في بداية الأمر اخترتك لأني رايت فيك ما يدعوني لحبك، سمعت من احداهن انك تنوي الزواج قريبا، و اخبرك أني فكرت كثيرا قبل أن اقبل على هذا، و لا عيب في أن تفصح الفتاة عن حبها إذا كان هدفه شيء احله الله، رأيت فيك ابا و أخا ثم زوجا، رايت فيك شخصا سينتشلني من كل ما أنا فيه لأنعم معه بالأمان، لا اعلم هل أتكلم اكثر أم اكتفي بهذا الحد…. الخ”… تكلمت كثيرا و اخبرتني بأشياء عني لم أكن أتوقع أن أحدا سيلاحظها بي، اغلقت هاتفي ، وضعته جانبا و جلست أفكر، هي ليست بالجمال الذي كنت اتخيل أن زوجتي ستكون به، ربما شخصيتها رائعة لكنها ليست كافية لجعلي اقبل بها كزوجة لي، لقد أخطأت الظن بي فأنا شخص لا يهتم بالافكار اكثر من اهتمامي بالشكل..

بعد مرور ستة أشهر كنت قد رأيت فتاة فاتنة الجمال جعلتني أنسى نفسي من فرط جمالها، فلم أتأخر في التقدم لها و طلب يدها، مر كل شيء كأنه مخطط له و تزوجنا، كانت جميلة للغاية وقعت في حبها سريعا او لنقل خيل لي أني وقعت في حبها.. مرت سنة ، كنا منسجمين جدا، سافرنا و عشنا اوقات رائعة من مرح و ترفيه و حب.. كنت اقول في نفسي حينها قد حظيت بما كنت احلم به زوجة فاتنه و مطيعه، بعد ان استقرينا في بيتنا الجديد و بعد ان خسرنا الكثير من المال في ذلك بدأت حالتي المادية تتازم بعض الشيء، لكنني لم استسلم و لم أكن لافعل، اقترحت علي في إحدى الليالي أن تخرج للبحث عن عمل، اخبرتها أني لازلت أملك القدرة على تحمل مسؤولية هذا و أني لن أتوقف عن ذلك إلا بعجز نتيجة مرض ما أو بالموت ، لتفاجئني بكلام لم أكن لأصدق انها قائلته لولا أني سمعته منها مباشرة، أخبرتني أن لها متطلبات عديدة و انها لم تعد تشعر بالراحة المطلقه معي، كما أنها بدأت تخاف على مستقبل أبنائها و لم تقل أبنائنا، ثم بدأت تخرج للبحث عن عمل دون أن تصر على معرفة رأيي في الأمر، لم اقل شيئاً لربما كان معها حق.. اشتغلت في شركة صغيرة و كان اغلب العمال رجال، فوجئت يوما بأنها تضحك معهم و تتصرف بطلاقة يُجزم الناظر إلى ذلك المنظر أنها ليست متزوجة و لا بملك احدهم، ذهبت و سحبتها من يدها أمام الجميع و أنا في قمة غضبي فأفلتت يدها مني بعصبية و اتهمتني بالرجعية و التخلف، و ما زاد غضبي هو اتهامها لي بالضعف، نظرت إليها ثم ذهبت مباشرة لرفع دعوة الطلاق، لم أفكر في الأمر و لم تأخذني ذرة شك في كونه القرار الصائب، كنت مخطئاً في شان اختياري لها فقط لأنها فتنتني بجمالها في بداية الأمر، فالآن لم أعد ارى بها جمالا البتة، أصبحت أرى وجها شيطانيا أمامي ليس ذلك الذي قضيت معه أجمل سنة من عمري.. تطلقنا..
قررت بعدها ان أعيش وحدي في مدينة بعيده كي لا أرى أي شيء يتعلق بها.. ثم بدأت حياتي من جديد، اقتصرت على العمل و البيت و لا شيء دون ذلك، في أحد الأيام قررت أن أذهب إلى مكتبة لإحضار بعض الكتب لعلها تؤنسني، و أنا أتجول بين الرفوف فإذا بي ألمحها، رباه إنها هي فتاة الرسالة الإلكترونية، ترتدي جلبابا بلون الكراميل، و تحمل كتابا بين يديها، يبدو أنها غاصت به حتى ما عادت تدرك الوجود، لكنها تبدو جميله ،تبدو جميلة بشكل بسيط لكنه يأسر النفوس، تبدو بسيطة و رائعه، شعرت حينها برعشة لم أشعرها قط، و قلت في نفسي لعل القدر أعطاني درسا ليعيدني لها رجلا كما تستحق .. بدأت أقترب منها و نظري ثابت على ملامحها البريئة، فإذا بشخص يأتي من الخلف، أحاطها بذراعيه ثم قبلها بلطف، لتلتفت إليه هي الأخرى بابتسامة دافئة قبلت كف يده و أغلقت الكتاب و ذهبت معه.. لقد تزوجت، لقد حظي بها غيري و كان محظوظا بها..
عدت بعدها إلى البيت دون كتب و كأني جئت فقد لآخذ خاتمة الدرس الذي تلقيته، فقررت حينها أن أكتب ما حل بي لعل غيري يستفيد منه، و منذ ذلك اليوم و أنا أكتب محاولا إيصال مدى قسوة ذلك الإحساس و لم أفلح ليومنا هذا….

#إعادة_نشر

#خديجة_أسيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق