خواطرمنظمة همسة سماء

همساتي هل عصينا الله فأنزل علينا البلاء

فاطمة ابوواصل إغبارية

كثرت معاصينا ، ومخالفاتنا لشرائع الله ، وآياته وإنذارات الله علينا تتوالى، فكم نسمع من الحوادث، وكم نشاهد من العبر، وكم نرى من العقوبات، يقول ابن القيم رحمه الله: “اقشعرت الأرض، وأظلمت السماء، وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم اهلها ، وذهبت البركات وقلت الخيرات وهزلت الوحوش وتكدرت الحياة من فسق العباد ، وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة، وشكى الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح، وهذا والله منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاء قد أدلهم ظلامه، فاعدلوا عن هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح، وكأنكم بالباب وقد أغلق، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء من الآية:227)”.

إن المخيف في الأمر هو أن العقوبة إذا حلت شملت الجميع ووقعت على الكل إلا من رحم الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم فيكون هلاك الصالحين في البلاء هو موعد آجالهم، ثم يبعثون على نياتهم» . فإذا أسرف الناس في الظلم والفجور والشذوذ نزل بهم عذاب الله وغضبه وحل بهم بطشه وعقابه هذه سنة كونية سارية نافذة لا تتغير ولا تتبدل على مر العصور والأجيال فقد يكون العذاب طوفانًا يغمر الناس أو زلزالًا يزلزل الأرض أو جفافًا أو أعاصيرًا أو صواعقًا أو أمراضًا جسدية أو روحية أو قلقًا وحروبًا أو تفرقًا وتمزقًا {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40].
ترى أيها أخذنا الله فحل على الناس الوباء هل قطعنا رحماً هل قطعنا وصلاً

سمعت أبي رحمه الله يروي حكاية فقال :
قال أحدهم : بكم بعت اخيك؟؟؟
فرد عليه الآخر: بعته بتسعين زلة.
فقال الأول : ( أرخصته) !!
لم افهمها وقتها حتى وصلنا الى الزمن الذي يدعم قصة والدي رحمه
فتذكرت ذلك الاخ الذي غفر لاخيه *تسعة و ثمانين زلة* ، ثم بعد زلته التسعين تخلى عن اخوته !!
و عجبت أكثر من الشخص الآخر الذي لامه على بيع اخيه *بتسعين* زلة و كأنه يقول تحمل أكثر !! فالتسعون زلة ليس ثمنا مناسبا لاخيك لقد أرخصت قيمته !!

اذا سألتكم تُرى كم تساوي اختي أو اختك من الزلات؟

بكم زلة قد نبيع أرحامنا ! إن من يتأمل واقعنا اليوم، سيجد من باعت اختها او اخوها أو صاحبتها أو قريبتها أو حتى أحد والديها بزلة واحدة …
بل هناك من باعت كل ذلك فقط لأساءة الظن أو أطاعت قول فاسق أو نمام
تُرى هل سنراجع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء و الأقارب و الأهل و الأخوات و ننظر بكم بعناهم ؟
ثم نعلم أننا بخسنا أثمانهم و بعنا الثمين بلا ثمن !!
فهل لا نتستحق عذاب الله وعقابه
اللهم إرفع البلاء عنا آمين يا رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق