اقلام حرة
أصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن”(أ.د. حنا عيسى)
(الفقر هو صنو الجهل وصنو المرض ومتى اجتمع الثلاثة كفر الشعب بالدولة وما في النفوس كل شعور وطني.. فالدولة لا تسأل المواطن عما يفعله من وراء ظهرها، إذا لم يسألها ماذا تفعل من وراء ظهره. لذا، عندما تقود الحكومة الشعب الى الخراب بشتى الوسائل والإمكانات يصبح عصيان كل فرد من افراد الشعب حقاً من حقوقه.. خذ مثال على ذلك، لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية. لهذا السبب، نحن لسنا في دولة حرة لذلك يعتبرون التعبير عن الرأي خطيئة والانتقاد جريمة.. فالدول المتخلفة تجمع معلومات عن مواطنيها أكثر مما تجمع عن أعدائها.. فأنا واثق أن أجهزة الأمن تعرف خال أم جدي ولا تعرف الاسم الرباعي لنتنياهو.. وعليه، هل التخلف في العالم العربي عائد إلى أن العرب لم يستطيعوا على مدى تاريخهم أن يبنوا دولةً، وإنما بنوا أنظمة سياسية مرتبطة بالقبيلة والطائفة وأهوائها، وهو ما يتناقض مع بناء الدولة وإقامة مؤسسات.. وهكذا كان النظام، دائما، فَردا، وكانت المؤسسة التابعة له قبيلة – طبعا، لا لحماية المجتمع، بل لحماية النظام.. لا تعدد هنا، بل استتباعٌ وإخضاع.. ولا حرية، بل تبعية.. ولا فردية، بل قبلية: فأنت هنا جزءٌ من نظام، من قبيلة، من طائفة، قبل أن تكون مواطناً.. ولا وطن إذاً، بل محمية، وبستان ودكان.. ولا تقدم إذاً، بل دوران).