أخبارمحلية
الباحث ناهض زقوت: الشعب الفلسطيني ابتلى بالتفرقة العنصرية من بريطانيا إلى اسرائيل
الكاتب ناهض زقوت عبر منصة همسة نت
تعتبر العنصرية واحدة من أقدم وأعقد الظواهر الإنسانية، فهي منذ بداية الخليقة ظهرت وقبل أن يسكن الإنسان على هذه الأرض، فقد كان ابليس أول مشرع للعنصرية والتفرقة العنصرية في التاريخ، فقد رفض أن يسجد لآدم كما أمره الله، وقال كيف أسجد له وأنت خلقتني من نار وهو مخلوق من طين، فالنار في رأيه أعلى قيمة منزلة من الطين فأبى واستكبر ورفض السجود لأدم، وهنا تبرز قمة التفرقة العنصرية.
هذا ما افتتح به الكاتب والباحث ناهض زقوت حديثه في الندوة السياسية حول “التفرقة العنصرية وأثرها على الانسانية” التي نظمتها منظمة همسة سما الثقافية ودولي نت عبر تطبيق برنامج زووم الالكتروني، وضمت نخبة من الكتاب والمفكرين من جميع أنحاء العالم، من تقدين الاعلامي رشيد خير، والدكتورة فاطمة اغبارية، بإشراف المهندس عبد الحفيظ اغبارية، وذلك يوم السبت 25/7/2020.
واشار الباحث زقوت إلى أن الاستعمار يعد ابليس العصر الجديد، ومع بداية الحقبة الاستعمارية للشرق الاوسط وبلاد افريقيا تجلت العنصرية في صورتها الشيطانية، حين بدأت قوى الاستعمار تزرع التفرقة بين الشعوب القادمة مع الاستعمار وشعوب البلاد الاصلية، وهنا بدأت تجارة العبيد، وتجلت التفرقة العنصرية بين السيد والعبد. وأضاف يدرك العالم اليوم أن العنصرية لا تشكِّل تهديداً للأفراد والجماعات المستهدفة والمضطهدة فحسب؛ بل تشكل تهديداً حقيقياً للبشرية جمعاء، فالتمييز والتفرقة العنصرية المحرك الأساسي للكثير من الأحداث الدموية التي أودت بحياة الملايين ودمّرت دولاً بأكملها – ربما أبرزها الحرب العالمية الثانية، وصعود التميز العرقي- وما تزال العنصرية تشكّل عائقاً كبيراً أمام تطور الدول والأفراد، وتغذي النزعات والصراعات المسلحة حول العالم.
وفي ما يتعلق بالوضع الفلسطيني، أكد الباحث زقوت أن بدايات الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين تشكلت مع بدايات الاحتلال البريطاني لفلسطين حيث مارست السياسة البريطانية الفصل العنصري تجاه السكان الأصليين الذين يمثلون الأغلبية، في مقابل دعم اليهود الذين يمثلون الأقلية. وذلك في كل المجالات الحياتية، التعليم، الصحة، حرية التنقل، ومنح اليهود امتيازات تخالف رغبات السكان الأصليين الفلسطينيين، بهدف تقويتهم اقتصاديا وعسكريا، لكي يصبح لهم الغلبة لاحقا. وبعد أن أيقنت بريطانيا أن اليهود أصبحت لديهم القدرة على فرض وجودهم بقوة السلاح، أعلنوا عن انسحابهم من فلسطين، لكي يعلن اليهود عن دولتهم.
وتناول الباحث ناهض زقوت الدور الاسرائيلي وسياسة الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين. انطلاقا من التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا” الذي يشير إلى أن إسرائيل أسست نظام أبارتهايد يهيمن على الشعب الفلسطيني بأجمعه. ويخلص هذا التقرير إلى أن إسرائيل، استنادا إلى الوقائع والأدلة تثبت، بما لا يدع للشك مجالاً، أنها بسياساتها وممارساتها مذنبة بارتكاب جريمة الفصل العنصري (أبارتهايد) كما تعرفها صكوك القانون الدولي. وأضاف أن التقرير يناقش النظام الإسرائيلي والقوانين الإسرائيلية للكشف عن العنصرية الإسرائيلية التي يواجهها الفلسطينيين سواء في سياسية مصادرة الاراضي، وقانون العودة الاسرائيلي الذي يمنح اليهود، أياً يكن بلدهم الأصلي في جميع أنحاء العالم حق دخول إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية، في حين يُحجب عن الفلسطينيين أي حق مماثل، بما في ذلك من في حوزتهم وثائق تثبت وجود منازل عائلاتهم التي تعود لأجيال في البلاد.
وتطرق الباحث ناهض زقوت إلى قانون القومية اليهودي الذي يثبت أن إسرائيل دولة عنصرية، وأنها تعامل الأقليات الأخرى كالعرب والدروز والشركس كمواطنين من الدرجة العاشرة في الحقوق، بما فرضته من قوانين تمييزية تفرق بين مواطن وآخر في الدولة حتى وإن حمل جنسيتها. واشار إلى أنه ومنذ عام 1948 أصدرت اسرائيل نحو 45 قانونا تمييزيا ضد العرب الفلسطينيين بشكل خاص، تتعلق بأنظمة الحكم والقضاء وبختم الدولة وشعارها، وأملاك الغائبين، وقانون العودة والمواطنة، وغيرها، وجميعها ترسخ المفهوم والشكل اليهودي للدولة، دون أدنى اعتبار للعرب الفلسطينيين والطوائف والأقليات الأخرى وحقوقهم السياسية والوظيفية. وأضاف لقد جمعت اسرائيل هذه القوانين في قانون واحد شامل وصادق عليه الكنيست تحت اسم “قانون القومية اليهودي”.
واكد الباحث ناهض زقوت أن الموقف الإسرائيلي من هذا القانون نابع من نظرية نقاء العرقي العنصرية، لذا لم تر إسرائيل في داخلها من مكونات ديمغرافية غير العرق اليهودي، أما الأعراق الأخرى فقد استثنتهم من القانون على اعتبار أنهم من الاغيار الذين يعيشون على هامش المجتمع الإسرائيلي، وليسوا هم أصحاب الأرض الحقيقيين.