قصة الخليفة الامين بن هارون الرشيد مع جاريته التي وعدته باللقاء ثم قالت: “كلام الليل يمحوه النهار”.

وقالَ شُنَيْنُ: يا مَنْ عزَّ وصْلاً

فَوَصْلُكَ حيْرَةٌ ، والهَجْرُ نارُ

لجارِيَةٍ كَريمٍ في فَلاةٍ
تَلوحُ كَما يَلوحُ بِها العِذارُ

أَلَمْ تَعِدي لنا وصْلاً؟ فقالتْ:
“كلامُ اللّيْل يَمْحُوهُ النهارُ”

تعذَّبَ قلب شنٍّ مِنْ صُدُودٍ
وَصارَ الصَّبُّ من صبٍّ يغارُ

وكانَ شُنَيْنُ قبلَ العِشْقِ جَلْداً
وَبعْدَ العِشْقِ يطْرَحُهُ الدّوارُ

فراعَ فؤادَهُ غدرٌ تَجَلَّى
على شَفَةِ الرَّحيلِ،بدا المَسارُ

فَذاكَ القَولُ أضناهُ بِغمٍّ
فَبِئْسَ القولُ بلْ بِئْسَ القرارُ

فقالتْ نسوةٌ في الحيّ،ماذا
رأينا؟ هَلْ قلَاها؟ أم عَوارُ؟

أشرنَ لها، ترى،ما بال ليلى؟
وهَلْ عادتْ الى شَنٍّ نوارُ؟

وقالتْ عاذلاتٌ : يا طِباقُ
دَعِي شَنّاً يطوِّقُهُ الفَرارُ

فجاءتْ تَحْتَ ثَوْبِ اللَّيْلِ طَيْفاً
وَثَوْبُ اللَّيْلِ يَلفعُهُ المدارُ

وقالتْ:صُنتُ عهداً دون نقضٍ
كذا شنّ ، فلمْ يَمْسَسْهُ عارُ

فكم من حاسدٍ يرجو فراقاً
لشنٍّ من طباقٍ ، يا ضِرارُ

إذا هبّتْ بروضِ الزهرِ ريحٌ
وعينُ الزهرِ يلفَحُها الغبارُ

وقدْ هزتْ رياحُ العصفِ روحاً
ووجهُ الصبِّ يَعْلُوه الصَّفارُ

فرَغْمَ الريحِ ما هَبَّتْ سُموماً
تَجَلّى الزهرُ يصحبُهُ ازْدِهارُ

ويبقى الزهرُ فواحاً بعطرٍ
وفوحُ العطرِ ينشدُهُ الكنارُ

طباقٌ ثار صوتُ الصمتِ فيها
كموجِ البحرِ، حرَّكَها الحُوارُ

لعمركََ، هَلْ رأيتمْ مِنْ طباقٍ
سماتِ الغدرِ يَغْمِدُها السُّعارُ

سلامٌ منْ طِباقٍ يا أمينٌ
فلَيْسَ لها سِوى شنٍّ سِتارُ

فوعدُ الحرّ دينٌ لو علمتمْ
وانجازُ الوعودِ سَما تُنارُ

وقدْ قلنا مداعبةً دلالاً
“كلامُ الليلِ يمحوهُ النهارُ”

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن)
قضاء حيفا – فلسطين
الخميس: 23/7/2020