بدعوة جادة من فضيلة الشيخ محمد عباهرة، إمام جامع جنين الكبير، تحقق لأول مرة التباعد في الصلاة، فمنذ مطلع الأسبوع الماضي وحتى والآن، والسواد الأعظم من المصلين ملتزم بالتباعد. وقد أكد الشيخ أن التباعد مطلقا لا يخل بشروط صحة الصلاة.
وبالنظر للأمر من زاوية أخرى، أقول للمترددين والمشككين: هل تخسر ُ بالتباعد شيئا وإن لم يكن وباء؟ وأذكر حوارا بين فقيه وملحد، فقال الفقيه: إن صحَّ ما تؤمن به، فأنا وأنت سواء، وإن كان غير ذلك، فأين أنت؟
بالقيادۃ تستقيم الأمور، فعلی مستوی جامع، وبمجرد دعوۃ الإمام للتباعد، وبمتابعۃٍ للأمر، استجاب الناس. فالقيادۃ هي الأساس في كل زمان ومكان، والقائد صالحا او فاسدا له الناس تَبَع، وهو راع ومسؤول.
وفي ظل وباء حصد ما يزيد عن ستمئة ألفا، وأصاب أكثر من ثمانية عشر مليونا، ألا يستوجب الأمر أخذ الحيطة والحذر.
وعقلاء الناس يعتبرون بغيرهم، وآخرون من أنفسهم لا يتعلمون، ومع ذلك لهم حرية الرأي والقرار بشخوصهم. أما أن يمتد ضررهم للغير، فيشيعون البلبلة، ويربكون البسطاء، ويدفعون السفهاء للضرر بأنفسهم والمجتمع، فلا. وكما لك حق فلغيرك مثله. فاختر مع أي الفريقين تكون، اتعتبر بغيرك أم بنفسك؟
إن ذوي الإختصاص هم المخولون لا غير، ولديهم القول الفصل، فلا تلتفوا لغيرهم.
فإذا كثرت الدلاء في بئر واحد تخربشت الرشاء.