فلسطين تراث وحضاره

على تل كيسان خيمة صلاح الدين / خالد نابلسي

بعد معركة حطين التي جرت في 4 / 7 / 1187 وانتصار المسلمين بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي ، تتالت الانتصارات واعيدت مدن كثيرة منها عكا والقدس في تاريح 2 / 10 / 1187 .
لكن ذلك كان محفزا للاوروبيين بتجميع قواتهم وزحف جيوشهم صوب فلسطين وبالذات الى عكا ضمن الحملة الصليبية الثالثة ، بهدف معلن وهو استعادة القدس ، وكان على رأسهم ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا وفيليب ملك فرنسا وحاصروا عكا من 28 / 9 / 1189 حتى تم لهم احتلالها 12 / 6 / 1191.
وخلال هذه الفترة كانت خيمة عمليات المعركة باشراف القائد صلاح الدين الأيوبي تنتقل من تل العياضية الى تل كيسان والى تل الخروبية .
وتل كيسان يقع في سهل عكا الى الجنوب الشرقي من عكا بحوالي 8 كم وغرب كابول والدامون وعلى ارتفاع 40 م فوق سطح البحر ومساحته 15 دونما ، ولقربه من عكا اتخذه القائد صلاح الدين الأيوبي اثناء حصار عكا مركزا لقواته ومقرا لقاداته عدة مرات وكان يسميه الصليبيون تل صلاح الدين .
يحتوي التل على الكثير من الطبقات الاثرية التي تدل على استيطانه واستعماله خلال الاف السنين منذ العهد النحاسي والعصر البرونزي والكنعانيين والاشوريين والفرس واليونانيين والروم ثم العرب والمسلمين ،
لاقى تل كيسان هذا الاهتمام الكبير خلال جميع العصور لوقوعه على الطريق بين مصر وسوريا طريق البحر (Via Maris) ، ووفرة الإنتاج الزراعي من القمح والزيتون بالإضافة الى ارتفاعة في سهل عكا كموقع عسكري استراتيجي وتوفر الماء في المنطقة سواء أكان من بئر كيسان او عيون البصّ قرب تل الكردانة وعيرها من الابار القريبة .
نجد اليوم كروم الزيتون على قمة التل وسفوحة وبعض الحجارة المنتشرة هنا وهناك والكثير من قطع الفخار ، ومن الجهة الشمالية للتل نشاهد بئر كيسان القديم المبني من الحجارة وما زال به بعض نبض عطاء قسم البئر السفلي دائري البناء بينما قسمه العلوي مربع ، مهدم بغالبيته ، تنتشر فيه النفايات والاوساخ من كل جانب ، رانه بقي منه القليل ، وبحاجة ماسة الى ترميم وتنظيف وبعض اهتمام .
والى الشمال الشرقي منه على بعد 100 م تقريبا نجد البئر الاحدث الذي أقيم ابان الانتداب البريطاني من الاسمنت ، وقد ركبت عليه عدة مضخات بقيت قواعدها حتى اليوم ، وأيضا الصور تشرح الكثير …
للوصول الى الموقع التوجه من مفرق كابول – الدامون صوب الغرب في طريق زراعي صوب الغرب حتى الوصول الى تل كيسان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق